في وقت قصير، وبشكل مفاجئ، تمكنت “أغنية صباح الخير” الأمازيغية، للمغني المغربي الرايس الحسين الباز، من اكتساح منصة “تيك توك”، وبقية مواقع التواصل الاجتماعي.
إذ أصبح صناع المحتوى على تيك توك، ليس المغاربة والعرب فقط، وإنما الأجانب كذلك، يقومون بالرقص وغناء هذه أغنية صباح الخير في مقاطعهم المصورة، خصوصاً تلك المتعلقة بالصباح، وذلك تماشياً مع كلمات الأغنية.
وعلى الرغم من أن الأغنية باللغة الأمازيغية، فإنها تمكنت من الوصول لقلوب مستمعيها، خصوصاً من جيل الشباب، الذين أحبوا لحنها، والطاقة الإيجابية التي توصلها إليهم، الأمر الذي جعلها تصبح “ترند” يتصدر مختلف منصات التواصل الاجتماعي.
لكن على الرغم من كل هذا النجاح، فإن القليل ممن يشارك هذه أغنية صباح الخير عبر فيديوهاته يعرف قصة هذه الأغنية، أو قصة صاحبها المغني الأمازيغي الشهير، لنتعرف عليها.
كل ما تريد معرفته عن “أغنية صباح الخير” الأمازيغية
تم إصدار “أغنية صباح الخير” من طرف الفنان الشهير الرايس الحسين الباز سنة 2006، وهي واحدة من بين أغانيه الشهيرة العديدة، التي تزيد على 500 أغنية.
وعند الحديث بلغة الأرقام، فإن هذه أغنية صباح الخير تحمل رقم 216 في تاريخ إصداراته الغنائية، التي تحظى بشعبية كبيرة عند الجمهور المغربي، خصوصاً الأمازيغيين منهم.
بقيت الأغنية حبيسة جمهور الرايس الحسين الباز، لأكثر من 17 سنة، قبل أن تشرق في عالم السوشيال ميديا، نهاية سنة 2023، عندما اكتسحت تيك توك وإنستغرام.
وعلى الرغم من هذا النجاح الذي حققته الأغنية، فإن صاحبها لم يخرج إلى الإعلام للحديث عن هذا النجاح الكبير، وفضَّل البقاء بعيداً عن كل ما له علاقة بالترند.
ورغم ذلك، ومع الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة، قام والي جهة سوس ماسة المغربية، سعيد أمزازي، بتكريم الرايس الحسين الباز، الذي أطل لأول مرة على الجمهور بعد النجاح الكبير لأغنيته.
وفي هذا الصدد، قال الباز في تصريح لصحيفة “هسبريس” المغربية، إن كل العالم أصبح يرقص على أغنيته، من أفارقة إلى الآسيويين، والأوروبيين، الأمر الذي جعلها تحقق انتشاراً كبيراً.
وأرجع سبب هذا الانتشار، رغم عدم فهم الكلمات، إلى ريتم الأغنية الحيوي والراقص، فيما أكد أن اختياره هذه الكلمة بالذات يعود إلى أنها كلمة عامة تستعمل عند العرب كما الأمازيغ، الأمر الذي سيجعلها سهلة على الأسماع.
وعن كلمات الأغنية بالأمازيغية وشرحها باللغة العربية فهي كالتالي:
صباح الخير أياجديگ أومليل (صباح الخير أيتها الوردة البيضاء)
يوف داغ غاصاد إضگام (اليوم أفضل من الأمس)
ها تامنت ها اللوز، ها أتاي گ البراد (ها هو العسل واللوز وها هو الشاي في إبريق الشاي)
گات الفرح گ القلوب، الخير راد يگيز (اجعلوا الفرح في القلوب، الفرح سيأتي)
من هو الرايس الحسين الباز؟
وُلد الفنان الرايس الحسين الباز بمنطقة في بإمينتانوت جنوب المغرب سنة 1957، وقد اشتهر بصوته الشجي وحنجرته الذهبية منذ صغره، وهو ما جعله يدخل عالم الغناء الأمازيغي عندما كان يبلغ من العمر 16 سنة فقط.
وقد كانت البداية عن طريق المغني الرايس محمد أوتولوكولت، الذي مكَّنه من تعلم أساسيات الغناء والعزف على الآلات الموسيقية الأمازيغية.
كانت البداية الحقيقية لصاحب أغنية “صباح الخير” سنة 1979، لكن قبل ذلك، كان ينتقل بين قرى مدينته التي ولد فيها، وكذلك إلى مراكش، من أجل الغناء في الأعراس والحفلات الخاصة.
بعد أن أصبح اسمه معروفاً بعض الشيء، إنتقل إلى العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، حيث سجل أول شريط غنائي له، بمساعدة الفنان أعراب أتيگي.
وفي الفترة نفسها، عاد إلى مراكش للغناء بأحد الفنادق، وكذلك مشاركة بعض الفنانين في الغناء بساحة “جامع الفناء”، وهي أكبر ساحة في المغرب للفن في الهواء الطلق، والذي يعرف بـ”فن الحلقة”.
وقد تمرس بشكل أكبر خلال تلك الفترة، وأصبح فاهماً أكثر بقوة صوته، ومتمكناً من الآلات الموسيقية بشكل احترافي، الأمر الذي جعله واحداً من الأسماء الشهيرة في الأغنية الأمازيغية بعد ذلك، وأصبح يحيي حفلات في جميع المدن المغربية، وأخرى في عدة دول أوروبية، خاصة للجالية المغربية هناك.
ومن بين أشهر الأغاني التي قدمها طيلة مساره الفني الحافل، نجد كلاً من أغنية “أنزور أنيلي العقل”، و”وانا يران الزين اسوق انوگار إيمينتانوت”، و”أسيدي المال أسيدي ريال”.