طوّر باحثون روبوتاً يمكنه محاكاة حركة المستخدم عن بعد ونقل صوته وحركته، بما قد يمكن المستخدمين مستقبلاً من استخدامه ليحل محلهم في حضور فعاليات أو القيام بمهام عن بعد، ومنحهم القدرة على المشاركة جسدياً “نوعاً ما”، إذ يمنحهم القدرة على الشعور بما يشعر ويقوم به عن بعد.
الروبوت الجديد، والمُسمى iCub 3، يبلغ وزنه 52 كيلوجراماً، وطوله 125 جراماً، وهو مزود بـ54 نقطة مفصلية تسهل حركة جسمه بانسيابية وشكل طبيعي، إذ يحاكي حركة جسم المستخدم عن بعد.
ويرتدي المستخدم سترة مزودة بمستشعرات ذكية تلتقط حركة جسمه وقدميه، إلى جانب قفاز يرصد حركة يديه، ليتم نقلها بشكل لحظي ليحاكيها جسم الروبوت، بحسب ورقة بحثية.
وجه الروبوت مزود أيضا بكاميرتين في موضع العينين، لتصوير كل ما يراه، ليتمكن المستخدم أيضاً من رؤيته عبر ارتداء نظارة واقع افتراضي على عينيه.
صُنع هيكل الروبوت من خليط من الألومنيوم والبلاستيك، ووزع عليه العديد من المستشعرات، بحيث تتمكن من التقاط أي مؤثرات يتعرض لها جسم الروبوت، فيشعر بها المستخدم مباشرة عن بعد من خلال السترة الذكية التي يرتديها.
تجربة على بعد 290 كيلومتراً
أجرى الفريق المطور، والمكون من باحثين بالمعهد الإيطالي للتقنية، تجربة حية للروبوت خلال معرض فينيسيا بيانيلي السنوي بفينيسيا الإيطالية، وخلاله كان الروبوت iCub 3 يتجوّل في أرجاء المعرض، محاكياً حركة أحد الباحثين، والذي كان يتواجد على بعد 290 كيلومتراً في مدينة جنوة.
وأشار الباحثون إلى أن معدل تأخير نقل البيانات ومحاكاة الحركة يصل إلى 100 مللي ثانية، ويمكن التغلب على ذلك من خلال قيام الشخص بالتحرك والمشي بسرعة أبطأ من سرعته الطبيعية.
أشار ستيفانو دافارا، الباحث بالمعهد الإيطالي للتقنية وجزء من فريق تطوير الروبوت، إلى أن iCub 3 يعتبر وسيلة عملية يمكن الاعتماد عليها بحيث يتمكن المستخدمون من حضور الفعاليات عن بعد دون الحاجة إلى السفر، ولكنه يرجح أن سقوط الروبوت خلال التحرك قد يكون مدمراً له في الوقت الحالي، خاصة وأنه لم يتمكن بعد من القدرة على الوقوف بنفسه مجدداً.