كشف مصدر مسؤول داخل الاتحاد المغربي لكرة القدم لـ”عربي بوست”، أن مسألة رحيل المدرب وليد الركراكي عن المنتخب المغربي غير مطروحة بتاتاً، بعد خروج “أسود الأطلس” مبكراً من “كان” الكوت ديفوار.
ونفى المصدر ذاته، في تصريح لـ”عربي بوست” وجود بند في عقد الركراكي مع الاتحاد المغربي يسمح للاتحاد المغربي بالتخلي عن خدماته، في حال عدم وصوله إلى نصف نهائي كان 2023.
وقال المصدر إن “بلوغ نصف النهائي كان تحدياً من المدرب وليد الركراكي، أطلقه في مؤتمر إعلامي سابق، ولا وجود لبند بهذا الشرط في العقد مع الاتحاد المغربي لكرة القدم”.
وأشار المصدر نفسه إلى أن “الأهداف المسطرة مع الركراكي هي الفوز بلقب كأس أفريقيا 2025 الذي ستحتضنه المملكة المغربية، وبلوغ نهائيات مونديال 2026 بالولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا”.
وكان وليد الركراكي قد كشف أنه اتفق مع رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم فوزي لقجع، على أن يتم فسخ العقد مباشرة إذا لم يحرز المنتخب المغربي التأهل على الأقل لنصف نهائي كأس أفريقيا للأمم.
ودّع المغرب الثلاثاء 30 يناير/كانون الثاني نهائيات كأس أفريقيا 2023، المنظمة بالكوت ديفوار، بعد هزيمته أمام منتخب جنوب أفريقيا بهدفين مقابل لا شيء.
لجنة استشارية
وأكد المصدر ذاته، أن خروج المغرب بتلك الطريقة المفاجئة من البطولة القارية، لن تمرّ دون بعض الإجراءات التي ستتخذها جامعة الكرة، لاسيما في بعض الجوانب الفنية والاختيارات البشرية.
وكشف المتحدث أنه سيتم تشكيل لجنة استشارية يرأسها فوزي لقجع، رئيس الاتحاد المغربي، تتكون من فنيين ولاعبين سابقين ضمنهم الدولي السابق نور الدين النيبت، من أجل مناقشة اختيارات الركراكي مستقبلاً.
وكان الركراكي، حسب المتحدث يتمتع بصلاحيات مطلقة، منحه إيّاها رئيس الاتحاد المغربي، حينما تمّ الاستنجاد به قبيل مونديال قطر 2022، لخلافة البوسني وحيد خليلوزيتش.
واعتبر المتحدث، أن الفترة الفاصلة عن استئناف تصفيات مونديال 2026، ونهائيات كأس أفريقيا 2025، لا تسمح بإجراء أي تغييرات على الجهاز الفني للمنتخب المغربي.
وأشار مصدر لـ”عربي بوست” إلى أن المنتخب المغربي لا يعيش مرحلة نهاية جيل أو إعادة بناء، بل يتعلق الأمر بأخطاء فنية، وجب تصحيحها، فضلاً عن أخطاء تواصلية الركراكي، أدت إلى شحن الأجواء.
أخطاء في التواصل
وأكمل: “هناك العديد من النقاط السلبية التي سجلها الاتحاد المغربي، وسيعمل على تداركها، في ظل الحفاظ على الاستقرار الفني، خاصة أن الركراكي نجح في خلق لحمة منسجة وعلاقة متينة مع المحترفين المغاربة في الدوريات الأوروبية، وهي النقطة التي كان يعانيها المغرب مع مدربين سابقين، حيث تسبب الانقسام داخل غرفة الملابس في الكثير من النتائج السلبية”.
وأبدى المصدر نفسه تفهمه لغضب الشارع المغربي ومطالبه برحيل الركراكي، مشدداً على أن “قرارات الجماهير تحكمها العاطفة، وأنها هي نفسها التي كانت تسانده بعد مونديال قطر.
وقال مصدر “عربي بوست” إن الاتحاد المغربي لا يُفكر كما الشارع، بل يعمل على تحليل المعطيات من أجل بناء قراراته على أسس حكيمة بعيداً عن الشعبوية.
شروط عقد الركراكي
31 أغسطس/آب 2022، أعلن الاتحاد المغربي لكرة القدم عن تعاقده مع المدرب وليد الركراكي خلفاً للفرنسي البوسني وحيد خليلوزيتش، وذلك لقيادة المنتخب الوطني خلال كأس العالم 2022.
ويمتد مدة العقد الذي يجمع الجامعة بالمدرب الركراكي، 4 سنوات، قاد من خلالها المنتخب في نهائيات قطر 2022، مروراً بنهائيات كأس أمم أفريقيا “ساحل العاج 2023″، ووصولاً إلى مونديال 2026.
وتضمن عقد وليد الركراكي، بالإضافة إلى التأهل لنصف نهائي كان 2023، أن يُشارك المغرب في كأس العالم قطر مشاركة مشرفة، دون تحديد الأدوار التي يتعين المرور لها.
وحقق الركراكي شرط كأس العالم، وذلك بوصوله للمربع الذهبي، واحتلاله المرتبة الرابعة عالمياً، الأمر الذي جعله يُحقق أحد شروط العقد الموقع مع الاتحاد المغربي لكرة القدم.
وتضمن العقد الذي يربط الركراكي بالاتحاد شرطاً جزئياً، سيلتزم بموجبه كل طرف، بأداء رواتب 3 أشهر في حال قرر أحدهما الاستغناء عن الآخر، وكيفما كانت الأسباب.
الركراكي: ليست نهاية العالم
وقال الركراكي، في الندوة الصحفية التي تلت مباراة المغرب وجنوب أفريقيا، إن المنتخب المغربي سنحت له الفرصة من أجل تسجيل الأهداف، وكان قريباً من العودة في المباراة في العديد من المرات.
وأوضح الركراكي أن “اللاعبين قدموا مباراة جيدة، لكن النتيجة كانت عكس ذلك، ولولا عدم ترجمتنا الفرص المتاحة إلى أهداف وضربة الجزاء الضائعة، لكانت نتيجة أخرى وحديثاً آخر”.
وتابع: “لقد فشلنا في تحقيق المطلوب، النجاعة الهجومية غابت عنا، عكس الخصم الذي استغل الفرص. لا بد أن نتقبل الإقصاء ونهنئ جنوب أفريقيا على تأهله؛ لقد كان أكثر تنظيماً على المستوى الدفاعي”.
وأكد الركراكي أن “جميع الإمكانيات وفرتها لنا الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وحضرت الجماهير لمساندتنا. أقرّ بأنني فشلت في تحقيق المطلوب، لكن ليست نهاية العالم، سنجالس المسؤولين من أجل أن نعرف ما سيتغير وسنواصل العمل في المستقبل”.