يُتوقع أن تكتمل في إسطنبول -خلال الأيام المقبلة- عمليةُ إصدار “موسوعة «تراث» للحضارة الإسلامية” التي تعدّ تتويجا لجهود نحو أربع سنوات من النشر المنتظم للدراسات الحضارية الإسلامية ضمن مشروع “تراث” الذي أطلقته الجزيرة نت خدمة لجمهورها الكريم.
وقال أنس فودة -مدير موقع الجزيرة نت والمشرف العام على المشروع- إن إصدار الموسوعة يأتي بمناسبة الذكرى الرابعة لانطلاقة هذا المشروع الذي قدم لقرائه تسعين مادة من المقالات البحثية المعمقة والرصينة والمنوعة في شتى مناحي التراث العربي الإسلامي، والتي صاغتها أقلام وعقول كوكبة من الشباب الباحثين المتميزين، واتّسمت بالتناول المستوعِب في مضامينها والجِدة المبدعة في مواضيعها، وتجسدت فيها مبادئ شبكة الجزيرة المعتمَدة في معالجاتها التحريرية والتحليلية الملتزمة بالدقة والموضوعية والريادية.
وتتألف “موسوعة تراث” -في إصدارها المرتقب الذي يعتبر سابقة ثقافية في تاريخ المؤسسات الإعلامية العربية- من أربعة مجلدات كبيرة (500-550 صفحة لكل مجلد) تحتوي على الدراسات التسعين التي تم نشرها، متضمنةً ما يربو على نصف مليون كلمة من نصوص التراث معظمها ينشر لأول مرة في المحتوى الثقافي العربي على شبكة الإنترنت.
وتتوزع مجلدات الموسوعة على أربعة أقسام تعبّر عن أطُرٍ مفاهيمية كبرى تنتظم موادَّ الموسوعة موضوعيا عبر 12 محورا تصنيفيا جزئيا؛ والأقسام هي: «الإنسان» و«السلطان» و«العرفان» و«العمران»؛ فمفهوم «الإنسان» يُرمز به هنا إلى “المجتمع” بشتَّى مكوناته وتفاعلاته، و«السلطان» يُقصد به “السلطة” بكل تجلياتها وشبكاتها واشتباكاتها، و«العرفان» تُعنَى به “المعرفة” مُنتِجاً ومُنتَجاً وظاهرات وتيارات، و«العمران» يراد به “الحضارة” بما تحتويه من مدنية وتعايش وتنافع وتدافع مع الآخر الحضاري.
ويُنتظر أن تسدّ الموسوعةُ -في صيغتها المطبوعة بالتعاون بين شبكة الجزيرة ودار حَنين للنشر بإسطنبول- فراغا في المكتبة العربية بالطريقة نفسها التي شغلت بها موادُّها حيزا كبيرا من اهتمام المنشغلين بمجال دراسات القضايا التراثية الإسلامية والبحث في علاقتها بواقعنا المعاصر، حيث ناهزت مقروئيتها عشرة ملايين قراءة وتداولها المئات من الباحثين العرب وغيرهم في الغرب والشرق؛ فنالت دراساتُها إشاداتٍ عالمية من كبار المتخصصين في التاريخ والحضارة الإسلامية، وصارت مَدَداً رصينا للدراسات الأكاديمية فاتُّخذ بعضُها موضوعاتٍ لرسائل علمية جامعية، وأعادت نشرَها وترجمتَها العشراتُ من منصات الثقافة والتعليم والإعلام.