انطلق في تمام الساعة السابعة من مساء اليوم الاثنين 5 فبراير/شباط الجاري بتوقيت القدس المحتلة، بث إذاعي مشترك من عدة دول عربية وإسلامية سعيا لإعادة إحياء الزخم الإعلامي لتغطية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) فإن هذه الخطوة التي تأتي تحت شعار “لا تعتادوا.. العدوان مستمر”، تشهد مشاركة إذاعات من فلسطين، لبنان، موريتانيا، اليمن، تونس المغرب وتركيا في مسعى لإعادة إحياء الزخم الإعلامي لتغطية الأحداث في قطاع غزة.
ويهدف البث المشترك إلى “تسليط الضوء على الأوضاع الإنسانية الصعبة المستمرة في غزة وفي ظل استمرار العدوان ومشاهد القتل والمجازر اليومية، كما يسعى البث إلى تعزيز استمرارية التفاعل الشعبي والرسمي مع القضية الفلسطينية والتأكيد على أهمية التضامن الذي يقوم به أنصار فلسطين في كافة أنحاء العالم” وفق الوكالة.
وحسب المبادرة، التي احتفى بها ناشطون، فإن الإذاعات المشاركة أكدت على التزامها بالدور المهم الذي يمكن أن تلعبه وسائل الإعلام في تسليط الضوء على الحقائق وتحريك الضمائر الإنسانية.
وهذه ليست المرة الأولى التي يجتمع فيها رواد الإعلام العربي والإسلامي في بث موحد نصرة للقضية الفلسطينية.
ففي 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، دخلت 42 دولة عربية وإسلامية وآسيوية في بث مشترك ولمدة ساعة لاتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي بالتعاون مع التلفزيون الفلسطينى، في إطار دعم القضية الفلسطينية ومواجهة الانتهاكات الخطيرة للعدوان الإسرائيلى.
وتناول البث مداخلات لكبار الشخصيات السياسية والإعلامية والمسؤولين، وعلى رأسهم الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه وعدد من المسؤولين عن البث الإذاعي والتلفزيوني.
وفي 17 سبتمبر/أيلول عام 2015، أطلقت عدة فضائيات وإذاعات عربية بثا مشتركا ومباشرا نصرةً لمدينة القدس المحتلة ورفضا للمخططات الإسرائيلية القاضية بتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا.
وانطلق البث تحت شعار “لن يقسّم”، وشاركت فيه مجموعة من الفضائيات الفلسطينية والعربية، من بينها “القدس” و”تي آر تي عربي” و”الأقصى” و”اليرموك” و”الرائد” الليبية و”المرابطون” الموريتانية و”سهيل” اليمنية.
كما شارك تلفزيونا “الشروق” و”الوطن” الجزائريان، وقناتا “تي إن إن” و”الزيتونة” التونسيتان، إلى جانب عدد من الإذاعات، أبرزها إذاعة “الفجر” اللبنانية و”حياة إف إم” الأردنية و”الأقصى” الفلسطينية و”موزاييك” التونسية.
وكما شارك نخبة من الضيوف خلال التغطية المباشرة المشتركة التي خصّصت للحديث عن آخر مستجدّات الأوضاع على الساحة المقدسية، ومن أبرزهم رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني الشيخ رائد صلاح، والأب مانويل مسلم، ووزير الأوقاف الأردني هايل داود.
كما شارك عدد من الرموز والشخصيات الفلسطينية والمغاربية والخليجية، وعدد من المرابطين وحراس المسجد الأقصى والأسرى المحررين.
وفي 1 أكتوبر/تشرين الأول عام 2106، وبمناسبة الذكرى السنوية الأولى لانتفاضة القدس تم عمل بث إذاعي وفضائي مشترك بالتنسيق بين قناة الأقصى وعدد من القنوات الفضائية والإذاعات المحلية والعربية.
وفي 17 ديسمبر/كانون الأول عام 2017، وعقب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالمدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل، نظمت القنوات المرئية والمسموعة في 18 دولة عربية تظاهرة عربية موحدة عبر بث مشترك دعما لعروبة القدس.
وفي البث المباشر تم عرض مواد تاريخية ووثائقية توضح وتؤكد عروبة القدس الشريف وما أقرته القوانين الدولية من حق للشعب الفلسطيني في القدس.
كما جرى استضافة خبراء وشخصيات من مختلف الدول العربية للتحدث عن القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وعن مناصرة القدس الشريف والتصدي لمحاولات تهويده.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى الاثنين 27 ألفا و478 شهيدا و66 ألفا و835 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في “دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب الأمم المتحدة.