يعيش الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي أوضاعاً “غير مسبوقة” منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق ما كشفه تقرير لـ”لدفاع العام” الإسرائيلي، نشرت تفاصيله وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء 6 فبراير/شباط 2024.
فقد أدت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى موجة الاعتقالات التي تلت ذلك إلى زيادة عدد الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي من 16 ألفا ً إلى أكثر من 20 ألفاً. ونتيجة لذلك أعلن وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، حالةَ الطوارئ في السجون، ما سمح للشاباك بالانحراف عن القواعد المفروضة عليه.
بينما قال تقرير الدفاع العام إن “الاكتظاظ في الزنازين يتزايد، والأوضاع تنتهك كرامة الإنسان وصورة الإنسان”، وتم الكشف عن النتائج المتعلقة بأوضاع السجناء الجنائيين والأمنيين في السجون الإسرائيلية، خلال الزيارات الشاملة التي قام بها ممثلو ديوان المظالم إلى السجون.
فيما أشار التقرير إلى أنه “حتى عند التعامل مع المدانين بجرائم خطيرة، فإن حق المعتقل في النوم على مرتبة هو جزء أساسي من الحد الأدنى من الشروط الممنوحة للإنسان، كجزء من الدفاع عن كرامته. علاوة على ذلك، ووفقاً للقانون الدولي، فإن احتجاز السجين في سجن بمساحة أقل من 3 أمتار مربعة تعتبر عقوبة قاسية وغير إنسانية ومهينة”.
بحسب التقرير عن سجون الاحتلال الإسرائيلي، كان في الجناح رقم 1 في سجن الكرمل نحو 88 سجيناً، أي 10 فوق السعة المسموح بها. وفي إحدى الزنازين تم وضع 13 أسيراً، مع أسرّة في وسط الغرفة، ومساحة كل منهم 2.42 متر مربع. إضافة إلى ذلك اشتكى السجناء من برودة الزنازين خلال ساعات الليل.
كما يشير التقرير إلى أنَّ الأسرى الفلسطينيين في سجن دامون ينامون على فُرش على الأرض. وفي سجن إيشيل، في الجناح رقم 5، الذي يضم سجناء عزل، انتشرت رائحة كريهة تنبعث من المراحيض، ودخلت الصراصير إلى الزنازين عبر شبكة الصرف الصحي.
في الجناح 6، الجناح الأمني، أفاد أحد الأسرى بأن جميع متعلقاته الشخصية، بما في ذلك صور عائلته وأدوات الطبخ والطعام، أُخذت منه ولم يتبقَّ منها سوى ملابسه.
كما أشار الأسير إلى أنهم يحصلون على سلة خضراوات مكونة من ستة أصناف، لكن من دون أدوات الطبخ لا توجد طريقة لطهيها. وأفاد أسير آخر أنه لم يتبقَّ معه سوى قميص واحد، واشتكى من أن نظارته مكسورة ولم يكن لديه بديل.
بينما ردَّت مصلحة السجون الإسرائيلية، على تقرير، لافتةً إلى أنه “مع اندلاع حرب “السيوف الحديدية” تعمل مصلحة السجون في ظل حالة الطوارئ مع قبول آلاف الأسرى الأمنيين والمجرمين.
مع تعيين المفوض الجديد لمصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي، المشرف كوبي يعقوبي، في 24 يناير/كانون الثاني 2024، طلب تولي مسؤولية خدمة السجون، واتَّخذ خطوات ملموسة، بما في ذلك الترويج لخطة 888، لإضافة أماكن للسجون، ومواصلة التخطيط لخدمة السجون، والاهتمام بقرارات المحكمة العليا، وضمان سلامة وأمن الموظفين”.
