أعلن الحسين عموتة، المدير الفني للمنتخب الأردني، نيته إنهاء مسيرته مع “النشامى”، على الرغم من قيادته الفريق إلى المباراة النهائية لكأس آسيا 2023، حيث خسر الفريق أمام قطر بنتيجة 3 أهداف مقابل هدف واحد.
وستكون استقالة عموتة من تدريب منتخب الأردن بمثابة ضربة قاصمة للكرة الأردنية.
استقالة عموتة
في حديثه للقناة الثانية المغربية، يوم أمس الأحد، صرح عموتة: “أملك عقداً ما زال سارياً رفقة المنتخب الأردني، صرحت بعد نهائي كأس آسيا أنه لديّ ظروف عائلية صعبة في المغرب، وبدأت أناقش مسألة رحيلي”.
وأضاف: “قررت فعلاً الرحيل عن منتخب الأردن وليس الآن، بل بعد فترة قصيرة تصل إلى 3 أشهر، وذلك لأنني أواجه بعض الإكراهات التي تفرض وجودي مع العائلة في المغرب”.
من ناحية أخرى، أكد مروان جمعة، نائب رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، في تصريحات لقناة المملكة: “لدينا عقد واضح مع المدرب عموتة، وبإذن الله سنستمر معاً في إكمال المسيرة”. لينفي بذلك الأنباء المنتشرة حول استقالة عموتة من تدريب “النشامى”
قصة الحسين عموتة مع الأردن
أحدث المدرب المغربي الحسين عموتة ثورة في كرة القدم الأردنية بقيادته المنتخب الوطني “النشامى” إلى نهائيات كأس آسيا 2023، مسجلاً بذلك إنجازاً غير مسبوق للكرة الأردنية. لكن استقالة عموتة في هذا التوقيت ستشكل تحدياً ضخماً لمسؤولي الكرة الأردنية لتعويض المدرب القدير.
على الرغم من الخسارة في المباراة النهائية أمام منتخب قطر (3-1)، حظي عموتة بإعجاب وتقدير كبيرين للعمل المميز الذي قام به منذ توليه مسؤولية تدريب المنتخب في يوليو/تموز الماضي، على الرغم من تعرضه لانتقادات من الجماهير ومطالبة المحللين باستقالة عموتة بعد الهزائم في المباريات الودية أمام النرويج واليابان وتصفيات كأس العالم 2026، وكلها سبقت المشاركة في كأس آسيا 2023.
يقضي عموتة حالياً إجازة قصيرة في المغرب رفقة طاقمه المساعد، استمتاعاً بنجاح كأس آسيا، قبل العودة إلى الأردن لبدء الاستعدادات للمواجهات المقبلة ضد باكستان، ذهاباً وإياباً، ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026.
من المتوقع أن تكون مواجهتا باكستان هما الأخيرتين للحسين عموتة كمدرب لمنتخب النشامى، رغم الإنجاز التاريخي الذي حققه في كأس آسيا، والتزام الاتحاد الأردني لكرة القدم بالحفاظ على خدماته حتى نهاية العقد المبرم في 2026.
الحسين عموتة.. البدايات والاحتراف
وُلد اللاعب ومدرب كرة القدم المغربي الحسين عموتة بتاريخ 24 أكتوبر/تشرين الأول 1969 في مدينة الخميسات المغربية، وبدأت رحلته في عالم كرة القدم عندما تواجد في ملاعب نادي التابع لمسقط رأسه، والذي يسمى اتحاد الخميسات، وذلك ابتداء من عام 1988.
وسرعان ما جذبت موهبته الرائعة الانتباه، بعد انتقاله إلى نادي الفتح الرباطي، من سنة 1990 إلى 1996، تمكن من الانتقال إلى الدوري الخليجي، ولعب في نادي الرياض في المملكة العربية السعودية لموسم واحد.
وبعد ذلك انتقل لاعب خط الوسط المغربي للعب في نادي السد القطري، سنة 1997، هناك، لعب دوراً أساسياً في فوز الفريق بكأس الأمير وكأس ولي العهد في موسمه الثاني، كما أنه توِّج بلقب هداف الدوري.
وبعد أربع سنوات مع نادي السد القطري، انطلق عموتة في مغامرات جديدة في الإمارات العربية المتحدة مع نادي الشارقة، ليعود لقطر مرة أخرى رفقة النادي القطري، عن طريق الإعارة سنة 2002.
وقد تميَّز عموتة خلال كل هذه السنوات بأسلوبه الكروي المميز، ومهاراته العالية، التي اكتسبها وصقلها في الدوري الخليجي.
حسب ما نشره الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم “FIFA”، فقد شارك الحسين عموتة رفقة منتخب أسود الأطلس لخمس مرات.
إذ لعب رفقة المنتخب المغربي خلال سنوات ما بين 1991 و1994، وكان جزءاً من المنتخب في الألعاب الأولمبية التي أقيمت سنة 1992.
من الملاعب إلى عالم التدريب
بدأ الحسين عموتة رحلته التدريبية مع نادي زموا، الذي كان يلعب معهم في نفس الوقت، وذلك خلال سنة 2003.
فقد كانت هذه التجربة بداية رحلته في عالم التأطير الكروي، إذ إنه قرر الاعتزال والعودة إلى جذوره مرة أخرى، حيث كانت بدايته في عالم الساحرة المستديرة، وتدريب نادي اتحاد الخميسات خلال الفترة ما بين 2005 و2008.
وقد تمكن من أن يقود نادي اتحاد الخميسات إلى المركز الثاني في البطولة في موسم 2007-2008، الشيء الذي جذب الأنظار إليه، وتوليه قيادة نادي الفتح الرباطي المغربي من سنة 2008 إلى 2011.
خلال هذه الفترة، حفر عموتة اسمه في التاريخ بفوزه بكأس العرش وكأس الاتحاد الأفريقي مع نادي الفتح الرباطي سنة 2010.
وفي سعيه لتحقيق انتصارات جديدة، انتقل عموتة إلى السد القطري في الفترة من 2012 إلى 2015، حيث لعب دوراً محورياً في تأمين دوري نجوم قطر خلال موسم 2012-2013، وكأس أمير قطر في موسم 2014 و2015.
عاد عموتة إلى المغرب من جديد، ولكن هذه المرة لتدريب نادي الوداد الرياضي، بين عامَي 2017 و2018.
وتحت قيادته، انتزع الوداد لقب دوري أبطال أفريقيا “CAF”، في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، سجل انتصاراً تاريخياً بفوزه على النادي المصري الأهلي بنتيجة 1- 0.
ومن المثير للاهتمام أن رحلة عموتة أخذته بعد ذلك إلى الساحة الدولية، حيث تولى مسؤولية منتخب المغرب لأقل من 23 سنة من 2020 إلى 2022، مما عزز خبرته الاستراتيجية.
وفي 18 أغسطس/آب 2022، عاد الحسين عموتة لتدريب الوداد، ليحل محل وليد الركراكي، الذي انتقل لتدريب منتخب المغرب الأساسي.
اليوم، وبعمر 53 عاماً، تتمثل المهمة المباشرة لعموتة في قيادة الأردن خلال المراحل الصعبة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026.