نشر مؤثر فرنسي يدعى جوناس فيديو على حسابه على تيك توك عند محاولته الدخول إلى مسجد القرويين بمدينة فاس المغربية، إلا أنه منع من ذلك من قبل حارس المسجد لأنه غير مسلم، ليقوم هذا الأخير بالرد عليه أنا مسلم كحيلةٍ منه للسماح له بالدخول لكنه قوبل بالرفض.
مؤثر فرنسي مستاء من عدم السماح له بدخول للمسجد
هذا الفعل جعل المؤثر الفرنسي ينزعج من التصرف؛ حيث وصف أن هذه الأماكن محتكرة من قبل المسلمين ولا يسمح بدخولها لغيرهم، هذا التصرف دفع أحد أبناء المدينة للرد عليه خلال تصوير الفيديو بأن المكان الذي كان يود الدخول إليه هو مكان عبادة وأنه ليس محجوزاً أو محتكراً بل تكريماً له لا يسمح بدخول غير المسلمين إليه.
رغم هذا الجواب الذي كان لبقاً من قبل الشاب رفض السائح الفرنسي ذلك، متحججاً أنه دخل للعديد من المساجد في العالم ولم يمنع يوماً إلا في المغرب.
الفيديو لقي انتشاراً كبيراً بين المؤيدين للقرار والمعارضين له، إذ عبر البعض أنه لا يجوز لغير المسلمين الدخول إلى المساجد وذلك له علاقة بالطهارة ودخول الأماكن المقدسة، فيما عبر آخرون بأنه لا بأس في دخولهم المسجد لعل الله يهديهم إلى الإسلام عند رؤية هذه الأماكن.
السبب وراء عدم السماح لغير المسلمين بالدخول إلى المساجد في المغرب
حسب موقع “هسبريس” في المغرب، القاعدة العامة هي أن غير المسلمين لا يُسمح لهم بدخول معظم المساجد. هذا القيد يأتي في سياق أوسع للأعراف الدينية والثقافية الإسلامية، بالإضافة إلى الحفاظ على طبيعة أماكن العبادة المقدسة والخاصة في الإسلام. ومع ذلك، هناك استثناءات، مثل مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء والمسجد الذي يعود إلى القرن الثاني عشر في تينمل في جبال الأطلس الكبير، والتي تسمح للزوار غير المسلمين بدخولها تحت شروط معينة.
يُعتبر مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء مثالاً بارزاً لفتحه أمام غير المسلمين؛ حيث يمكن للزوار لاستكشاف الفناء أو أخذ جولة إرشادية داخل المسجد. هذا الانفتاح على الزوار هو جزء من اتجاه أوسع في بعض الدول الإسلامية، حيث يُسمح لغير المسلمين بدخول المساجد لأغراض تعليمية وثقافية، شريطة الالتزام بالسلوك والزي المحترم.
من المهم فهم أن هذه القيود لا تتعلق فقط بالمعتقدات الدينية، ولكن أيضاً بالأعراف الثقافية واحترام الأماكن المقدسة. في التقاليد الإسلامية، تعتبر المساجد بيوت الله وأماكن للعبادة الجماعية. السماح للسياح، الذين قد لا يكونون على دراية بتلك الأعراف أو محترمين لها، يمكن أن يُنظر إليه على أنه مزعج أو غير محترم. هذا الرأي يشاركه العديد من علماء الإسلام ويعكس القلق بشأن الحفاظ على قدسية وكرامة هذه الأماكن الدينية.
خلاصة القول، في حين أن القاعدة العامة في المغرب هي تقييد دخول غير المسلمين إلى المساجد، فإن الاستثناءات مثل مسجد الحسن الثاني تظهر استعداداً للتفاعل مع غير المسلمين بطريقة محترمة وتعليمية. يساعد هذا النهج على تعزيز الفهم والاحترام للممارسات والثقافة الإسلامية.
هل يسمح بدخول غير المسلم للمسجد في الإسلام
في الإسلام، لا توجد تعاليم صريحة في القرآن أو السنة تمنع دخول غير المسلمين إلى المساجد. ومع ذلك، يمكن أن تختلف الآراء الفقهية والتطبيقات العملية من مجتمع إلى آخر بناءً على السياق الثقافي والتقاليد المحلية.
في بعض الأحاديث النبوية، هناك أمثلة على دخول غير المسلمين إلى المساجد لأغراض محددة. على سبيل المثال، يُذكر أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أسكن وفوداً من غير المسلمين في مسجده ليشهدوا الصلاة ويستمعوا إلى القرآن والخطب، وذلك بهدف دعوتهم إلى الإسلام.
وفقاً لموقع “Islam Question & Answer”، يُسمح لغير المسلمين بدخول المساجد إذا كان الغرض من ذلك مشروعًا وفق الشريعة، مثل الاستماع إلى الدروس أو شرب الماء، إلخ. ومع ذلك، يجب أن يتم ذلك بشكل يحترم الفضاء الديني وبملابس محتشمة، خاصةً إذا كان الزوار جماعات سياحية.
ومع ذلك، قد تكون هناك قيود محلية في بعض الدول الإسلامية تتعلق بدخول غير المسلمين إلى المساجد، وهذه القيود تعكس أكثر تفضيلات المجتمعات المحلية والتقاليد الثقافية بدلاً من توجيهات دينية صارمة. يُعتبر المسجد في الإسلام مكاناً مقدساً يُحترم فيه قدسية العبادة وخصوصيتها، وهذا جزء من السبب وراء وجود مثل هذه القيود في بعض الأماكن.
لذلك، في حين أن الإسلام لا يمنع صراحة دخول غير المسلمين إلى المساجد، فإن التطبيق العملي لهذا المبدأ يمكن أن يختلف بناءً على السياق الثقافي والتقاليدي لكل مجتمع.
