الدوحة ـ ركزت “قمة الويب 2024” في جلستها الافتتاحية على ضرورة إطلاق العنان أمام المبتكرين ورواد الأعمال لتعزيز استخدام التكنولوجيا بوصفها أداة تساعد الناس على عيش حياتهم بشكل أفضل.
وفي سبيل تحقيق ذلك، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني عن استثمار بقيمة مليار دولار لدعم رواد الأعمال والمشاريع الناشئة في قطر والمنطقة.
جاء ذلك خلال انطلاق فعاليات القمة التي تستضيفها دولة قطر لمدة 4 أيام لأول مرة في الشرق الأوسط وأفريقيا، بمشاركة نخبة من أبرز الشخصيات والمبتكرين والمبدعين والمسؤولين من أنحاء العالم، من بينهم ممثلون عن شركات أمازون وميتا وغوغل وشل وهواوي وسناب وتيك توك وويب.
وسلطت القمة، التي شهدت حضورا جماهيريا كبيرا، الضوء على مستقبل الذكاء الاصطناعي، وأكدت على أهمية مواصلة الاستثمار في هذا المجال وتعزيز التعاون الدولي لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
كما تم استعراض التحديات والفرص التي يواجهها مجال الذكاء الاصطناعي، وتم تبادل الأفكار والمعرفة حول كيفية استخدام التكنولوجيا لتعزيز التنمية المستدامة وتحقيق التقدم في مختلف المجالات مثل الطب والتعليم والصناعة والزراعة وغيرها.
حقبة جديدة
وفي كلمته أمام القمة، أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري أن قمة الويب 2024 تأتي للتأكيد على مكانة قطر بوصفها واجهة واعدة للتكنولوجيا والاستثمار، موضحا أن استضافة الدوحة لهذه القمة تأتي تماشيا مع إستراتيجية قطر الوطنية 2030 للارتقاء بمنظومة الأعمال التكنولوجية في الدولة.
واعتبر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري أن “قمة الويب” بمثابة المكان الذي يولد فيه المستقبل، إذ إنها المرة الأولى التي تأتي هذه الفعالية إلى منطقة الشرق الأوسط ويشارك فيها كل المؤثرين والخبراء الذين يعتبرون قطر بيتا لهم.
وأكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني أننا نقف على عتبة حقبة جديدة ليس على صعيد التقدم التكنولوجي، بل أيضا على صعيد الإنجازات البشرية.
وأضاف أنه حتى فترة وجيزة كان التقدم التكنولوجي يتم في جزر منعزلة، مشيرا إلى أهمية رحلتنا وفهمنا للقوة التحويلية التي يوفرها هذا التقدم، وأن التكنولوجيا الرقمية وللمرة الأولى تسعى إلى تحقيق نتائج ومخرجات بشرية كان يصعب تخيلها في السابق.
وأوضح أنه من خلال الذكاء الاصطناعي وتقنيات متنوعة يمكننا بناء نظام بيئي جديد يعمل بشكل تبادلي، مما يسهم في الابتكار والاختراع في مختلف المجالات التكنولوجية مثل إنترنت الأشياء وغيرها، مؤكدا أن هذا التحول من شأنه إزالة العوائق التي تمنع المشاركة الشاملة للجميع.
وشدد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري على أنه بفضل التجارة والتكنولوجيا ووسائل الاتصال أصبح العالم أكثر اتصالا، وأصبح من السهل على الجميع المشاركة في هذه الاكتشافات والاختراعات، سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات دولية كبرى.
وتابع أنه يجب أن يكون هدفنا المشترك هو تمكين التقدم التكنولوجي خاصة بالنسبة للدول النامية، وأن يكون هذا التقدم شاملا وغير مقتصر على الأفراد المحظوظين، ويجب أن يكون متدفقا حرا من وإلى الجميع.
المسؤولية الأخلاقية
كما شدد على أنه إلى جانب التقدم التكنولوجي والمسؤولية التكنولوجية، فإن المسؤولية الأخلاقية هي على رأس أولوياتنا ويجب أن نضمن أن هذا التقدم التكنولوجي يخدم الخير ويوفر الخير للجميع، فالاختراع في حد ذاته ليس غاية بل هو وسيلة نحو تحقيق غاية أسمى، وعليه فإن كل هذه السبل يجب أن تتم بطريقة مسؤولة.
وتحدثت في الجلسة الافتتاحية للقمة الرئيس التنفيذي لقمة الويب كاثرين ماهر، التي أعربت عن سعادتها بانعقاد أول قمة للويب بمنطقة الشرق الأوسط.
وأضافت كاثرين أنه على مدى السنوات القليلة الماضية بدأنا نلاحظ المزيد من الطاقة من المنطقة، وحضورا متزايدا من الشرق الأوسط في فعالياتنا، داعية إلى إطلاق العنان أمام المبتكرين ورواد الأعمال لتقديم حلول جديدة ومبتكرة للتحديات التي تواجه العالم، مستفيدين من التطورات التكنولوجية المتسارعة.
وأكدت على أهمية قمة الويب 2024 في توفير منصة مثالية لتبادل الأفكار والخبرات بين رواد الأعمال والمستثمرين من جميع أنحاء العالم، مما سيسهم في تعزيز التعاون الدولي ودفع عجلة الابتكار في المنطقة.
بدوره استعرض المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “ريبليت” الأردني الأميركي أمجد مسعد مستقبل الذكاء الاصطناعي ودوره في خدمة البشر، مؤكدا أن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة تقنية هائلة ستُغيّر مختلف جوانب حياتنا.
وأوضح مسعد أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تحسين كفاءة العديد من القطاعات مثل الطب والتعليم والتصنيع والنقل، مما سيسهم في تحسين جودة الحياة للجميع.
كما أشار إلى أهمية التعاون الدولي لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وأخلاقي، مؤكدا أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يُستخدم لخدمة البشرية وليس لإلحاق الضرر بها.
ودعا مسعد إلى إطلاق العنان أمام إمكانيات الذكاء الاصطناعي، مشددا على أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على جعل العالم مكانًا أفضل.
التحديات والفرص
وقد شهدت الجلسة الافتتاحية مشاركة عدد من الخبراء ورواد الأعمال من مختلف أنحاء العالم، حيث ناقشوا أهم التحديات والفرص التي تواجه العالم في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة.
كما تضمنت الجلسة الافتتاحية نقاشا مفتوحا بين عدد من الخبراء ورواد الأعمال حول مستقبل التكنولوجيا وأهمية التعاون الدولي لضمان استخدام التكنولوجيا بشكل مسؤول وأخلاقي، ودور رواد الأعمال في تعزيز الابتكار في المنطقة، إلى جانب التحديات التي تواجه العالم في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة.
وحظيت الجلسة الافتتاحية باهتمام كبير من قبل الحضور، حيث تم طرح العديد من الأسئلة والنقاشات حول أهم المواضيع التي تم التطرق إليها.
يذكر أن قمة الويب تأسست عام 2009 على يد كل من رجل الأعمال الأيرلندي بادي كوسغريف والبريطاني ديفيد كيلي، وعقدت القمة في دبلن بأيرلندا إلى غاية عام 2016، ثم انتقلت بعد ذلك إلى مدينة لشبونة في البرتغال بشكل دائم.
وتمثل قمة الويب حدثا عالميا سنويا يلتقي فيه المتخصصون في هذا المجال من كافة دول العالم، وتركز على قضايا التكنولوجيا والمساهمة في توفير الحلول الناجعة.