حذرت الطبيبة الشرعية لكبرى الهيئات الطبية البريطانية من غياب التوجيهات بشأن التعامل مع الأطفال الذين يشتبه في ابتلاعهم أشياء غير معدنية، وذلك بعد وفاة طفل في الثانية من عمره، بعد 14 شهراً من فشل الأشعة السينية في اكتشاف عين بلاستيكية ابتلعها، حسب ما نشرته صحيفة The Times البريطانية.
وخضع الطفل الذي يُدعى كازاري دواه-ليدر لفحص في فبراير/شباط عام 2022، بعد ابتلاعه مقلة عين بلاستيكية، لكنها لم تظهر في الفحص لأنها لم تكن مصنوعة من المعدن.
وعاش كازاري أكثر من عام بقليل “دون أعراض” حتى نُقل إلى مستشفى غريت أورموند ستريت، في أبريل/نيسان عام 2023، وتوفي هناك.
وفي “تقرير منع الوفيات مستقبلاً”، أثارت ماري هاسيل، كبيرة الأطباء الشرعيين في منطقة شمال لندن الداخلية، مسألة غياب أية توجيهات للتعامل مع الأطفال الذين يشتبه في ابتلاعهم أشياء غير معدنية في ضوء وفاة الطفل “غير المتوقعة”.
فبعيد ابتلاع كازاري للعين البلاستيكية، نُقل إلى المستشفى “للاشتباه في ابتلاعه جسماً بلاستيكياً غريباً”. وخضع الطفل، الذي كان عمره عاماً في ذلك الوقت، لفحص أشعة سينية وتنظير فلوري، وكانت النتيجة سلبية.
وعاد كازاري إلى المنزل ولم تظهر عليه أية أعراض أخرى حتى نُقل إلى المستشفى في أبريل/نيسان من العام التالي. وتوفي الطفل ذو العامين بسبب نزيف في الجهاز الهضمي العلوي، وتمزق في المريء، نتيجة ابتلاع جسم غريب.
واعتبرت الطبيبة الشرعية الوفاة حادثاً. وكتبت هاسيل إلى الجمعية البريطانية لجراحي الأطفال، والكلية الملكية لطب الأطفال، والكلية الملكية لأطباء الأشعة، تحذيراً تشير فيه إلى “غياب الإرشادات” في الحالات التي لا تكشف فيها الفحوصات عن الأشياء التي يبتلعها الأطفال دون أن تظهر أعراض عليهم.
وشددت الطبيبة على أن التصوير المقطعي وإعطاء مخدر عام للأطفال لا يخلو من المخاطر، وأنه من الضروري “النظر في هذه المشكلة على مستوى البلاد”.
فيما قالت هاسيل: “في رأيي، من الضروري اتخاذ إجراء لمنع وفيات مماثلة في المستقبل، وأعتقد أن لكم القدرة على اتخاذ هذا الإجراء”.
وبعد وفاة كازاري، انطلقت حملة على موقع GoFundMe لدعم عائلته.
وجاء في صفحة الحملة: “كان كازاري طفلاً رائعاً وذكياً ومرحاً ومحبوباً. ولمس قلوب كثيرين، ونريد أن نمنحه الوداع الذي يستحقه”.