نشرت صحيفة The Times البريطانية قصة إيريس، المعلمة في ولاية كيرالا الهندية، التي لا تعرف معنى التوبيخ أو التعب، لكنها لا تعرف أيضاً ما يعنيه أن تكون إنساناً، إذ إنها دمية تعمل بالذكاء الاصطناعي وترتدي الساري الهندي، يمكنها أن تجيب تقريباً على أي سؤال يطرحه عليها تلاميذ مدرسة في ثيروفانانثابورام، عاصمة ولاية كيرلا جنوب الهند.
وبإمكان التلاميذ، من مرحلة رياض الأطفال وحتى الصف العاشر، طرح أسئلة على إيريس حول أي موضوع يرغبونه باللغة الإنجليزية. فيتساءل تلميذ: “ما أهمية بنوك الجينات؟”. فتتوقف إيريس لحظات، وتهز شعرها البني، وينبعث ضوء أخضر من صدرها يشير إلى توصلها للإجابة: “ضرورية للحفاظ على النباتات والحيوانات”.
ويسأل صبي آخر: “ما المحيط الحيوي؟”، وبدت إيريس مرتبكة قليلاً. فأعاد الصبي سؤاله ليومض الضوء الأخضر هذه المرة. وتجيب بالقول إن المحيط الحيوي يشمل “سطح الأرض، والغلاف الجوي، والمسطحات المائية”.
فيما قال المعلم إم ناكولان ميرا: “مدرس الكيمياء لا يمكنه إلا تدريس الكيمياء، ومدرس الرياضيات لا يمكنه إلا تدريس الرياضيات، لكن إيريس يمكنها الرد على الأسئلة عن أي موضوع وفي أي وقت”.
وتولي المدرسة اهتماماً كبيراً للتكنولوجيا والطباعة ثلاثية الأبعاد والروبوتات والذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية لتلاميذها البالغ عددهم 3000 تلميذ. وتعاون 5 تلاميذ مع شركة الذكاء الاصطناعي المحلية، Makerlabs Edutech، لبناء إيريس.
المعلمة الأكثر صبراً في الهند
وتتحرك إيريس، التي توصف بالمعلمة الأكثر صبراً، على عجلات، ويمكنها الإتيان بحركات محدودة في الفصل والمصافحة. وتخطط شركة MakerLabs لتثبيت نظام كاميرا حتى تتمكن من التعرف على الطلاب ومخاطبتهم شخصياً.
وموضوعات الأسئلة التي يطرحها الأطفال عليها واسعة النطاق، من تغير المناخ والنظام الشمسي إلى سوناتات شكسبير.
وقال ميرا: “بدأ عدد من التلاميذ الأكبر سناً في طرح أسئلة عن الجنس، ولأن الآباء لن يقبلوا بذلك، اضطررنا إلى منع إيريس بشكل دائم من الإجابة على هذه الأسئلة. فتعتذر وتقول إنها لا تعرف الإجابة”.
واستخدمت شركة MakerLabs الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء المعلمة الآلية، عدا أنه بدلاً من كتابة الأسئلة والإجابات نصاً، يُستخدم الصوت.
فيما قال شيام بابو، أحد مؤسسي شركة MakerLabs: “كان لدى إحدى المدارس في الهند مدرس آلي، لكنه بُرمج بمحتوى المنهج الدراسي فقط. لكن إيريس تعمل على مستوى أوسع بكثير. وسنضيف أيضاً بعض الحركة حول الفم حتى توحي بوجود مشاعر”.
وساهم الذكاء الاصطناعي التوليدي أيضاً في اختيار اسمها؛ إذ طلب ميرا من ChatGPT اقتراح 10 أسماء سهلة النطق، واختار مدير المدرسة إيريس.