أثارت تصريحات الرئيس التنفيذي لشركة الأغذية الأميركية العملاقة “كيلوغز”، المليونير غاري بيلنيك، حالة جدل بعدما دعا الأسر الفقيرة إلى منح الدجاج “إجازة” من وجبة العشاء، وتناول رقائق الذرة المحمصة أو القمح بدلاً منه.
حديث بيلنيك جاء خلال لقاء مباشر أجراه مع برنامج “سكواك أون ذا ستريت” على قناة “سي إن بي سي” الأميركية، والذي شبّه البعض مضمونه بعبارة “دعهم يأكلون الكعك” المنسوبة إلى ملكة فرنسا ماري أنطوانيت.
وبحسب صحيفة “ذا غارديان” البريطانية، قالت إن شركة “كيلوغز” تعمل حاليا على الترويج لرقائق الذرة والحبوب كخيار عشاء للذين يكافحون من أجل توفير الطعام، كما قال بيلنيك، مضيفا “دائما ما كانت فئة الحبوب معقولة التكلفة، وتعد حلا رائعا عندما يتعرض المستهلكون لضغوط مالية”.
وقال بيلنيك وسط نقاش حول ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية، “إذا قارنت ما يُنفَق على الحبوب (بمنتجات) أخرى يمكن أن تشتريها الأسرة، ستجد أن تكلفتها في متناول الجميع”.
وعندما سأل كارل كوينتانيلا، مقدم البرنامج، بيلنيك، عما إذا كانت تصريحاته “قد تؤثر سلبا” على المستهلكين الذين ارتفع معدّل إنفاقهم على شراء المواد الغذائية بنسبة 26% منذ عام 2020، قال “في الواقع، يتم استقبالها بشكل جيد الآن. تناول الحبوب المخصصة للعشاء ربما تكون أكثر شيوعًا الآن، ونتوقع أن تستمر لأن المستهلك يتعرض لضغوط”.
من جانبه، قال أستاذ الاقتصاد في كلية بوسطن بيتر إيرلند لشبكة “سي بي إس” الأميركية، إن أسعار الغذاء والطاقة في بوسطن ترتفع بمعدلات سريعة، لكن الأجور لم تستمر في الارتفاع.
وأضاف، “لقد نسينا مدى تكلفة التضخم وآثاره المؤلمة، خاصة بالنسبة للفئات الأضعف لدينا من ذوي الدخل الثابت. إذا كانت أسعار الغذاء والطاقة ترتفع بسرعة أكبر من ارتفاع الدخل، فإن ذلك يترك قدرا أقل للإنفاق على أشياء أخرى”.
سخرية على الشبكات الاجتماعية
وتعرض المليونير بيلنيك لانتقادات شديدة على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة مع ارتفاع أسعار رقائق الذرة والحبوب بنسبة 28% خلال السنوات الأربع الماضية حسبما ذكرت تقارير إعلامية.
أحد النشطاء على منصة تيك توك سخر من كلام بيلنيك قائلا، “هذا الرجل يكسب 4 ملايين دولار سنويا، هل تعتقد أنه يطعم أطفاله الحبوب على العشاء؟”، مستدلا بتقرير لجنة الأوراق المالية والبورصة في سبتمبر/أيلول 2023، والذي أظهر أن الرئيس التنفيذي لشركة “كيلوغز” حصل على راتب أساسي سنوي قدره مليون دولار وأكثر من 4 ملايين دولار في الحوافز.
وقال ناشط آخر، “الحبوب وخاصة العلامات التجارية التي تصنعها شركة ليست رخيصة. قيمة علبة الحبوب ذات الحجم العائلي تبلغ 10 دولارات بالإضافة إلى علبة الحليب بقيمة 3 دولارات، ستتكلف تقريبًا نفس تكلفة اللازانيا المجمدة المخصصة لإطعام نفس الكمية من الأشخاص على العشاء”.
وأضاف ثالث، “أتساءل عما إذا كان يعتقد أن الحبوب هي وجبة عشاء مغذية بما يكفي لعائلته؟”.
وقال الناشط نيوت جوسين، “دعهم يأكلون رقائق الذرة”، فيما يبدو اقتباسا للعبارة المنسوبة لملكة فرنسا ماري أنطوانيت “دعهم يأكلون الكعك”.
وكتبت الناشطة ماريان ويليامسون، على منصة “إكس” -“تويتر” سابقا- “الإعلان للجياع عن أن الحبوب قد تكون مفيدة لتناول العشاء ما هو إلا نوع من أنواع الاستغلال لتحقيق مكاسب مالية”.
وتساءل آخرون عما إذا كان من الصحي تناول الحبوب، نظرا لكمية السكر التي تحتويها منتجات بعض العلامات التجارية.
ووفق بيانات وحدة الأبحاث الاقتصادية التابعة لوزارة الزراعة الأميركية، أنفق الأميركيون 11.3% من دخلهم المتاح على الغذاء في عام 2022، وهو أعلى معدل منذ أكثر من 30 عاما.
ومنذ عام 2022، تروج شركة “كيلوغز” لحملة “الحبوب للعشاء”، عندما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 9.9%، أي أكثر من أي عام منذ 1979.
ووفق معلومات من آخر سنة مالية لها، قامت “كيلوغز” برفع أسعارها بنسبة 12%، حيث تناشد عملاءها تناول الحبوب على العشاء و”منح الدجاج إجازة ليلا”.
ويعمل بيلنيك (59 عامًا) في “كيلوغز” التي يقع مقرها في ولاية ميشيغان، منذ أكثر من 23 عامًا، وتولى منصب الرئيس التنفيذي للشركة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.