أظهرت دراسة أن أبناء جيل الألفية في طريقهم ليصبحوا “أغنى جيلٍ في التاريخ”، رغم تصويرهم الدائم كشباب طائشين، يهدرون دخلهم على القهوة باهظة الثمن ودروس الباليه عبر الإنترنت.
فبحسب صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 29 فبراير/شباط 2024، يستعد الأشخاص الذين وُلدوا بين عامي 1981 و2000 لجني مكاسب غير متوقعة “ضخمة” على مدار الـ20 عاماً المقبلة، بحسب بحث أجرته شركة Knight Frank للاستشارات العقارية، وذلك بفضل الأصول العقارية التي راكمتها الأجيال التي سبقتهم.
وربما نشهد تحوّلاً في توزيع الثروات بين مختلف مناطق العالم، لكننا أمام تحول أكبر يحدث بين الأجيال. سيشهد هذا التحول انتقال أصول بقيمة 90 تريليون دولار بين الأجيال داخل الولايات المتحدة فقط، “ليصبح أبناء جيل الألفية الطائش هم الجيل الأغنى في التاريخ”، بحسب تقرير الثروات السنوي الـ18 لشركة Knight Frank.
ووجد البحث أن 75% من أبناء جيل الألفية يتوقعون زيادة ثروتهم في 2024، مقارنةً بـ53% من أبناء جيل طفرة المواليد (الذين وُلدوا بين عامي 1946 و1964)، و56% من أبناء الجيل إكس (1965 إلى 1980)، و69% من أبناء الجيل زد الأصغر سناً.
سلسلة صدمات
وأثناء انتظار ميراثهم، لا يزال العديد من أبناء جيل الألفية يعانون نتيجة سلسلة من الصدمات الاقتصادية. إذ بدأت الصدمات بانهيار عام 2008 الذي أعقبته سلسلة من العواصف الاقتصادية الناجمة عن الجائحة، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، والحرب في أوكرانيا.
ونتيجة ارتفاع أسعار الإيجارات، أنفق هؤلاء الكثير من دخلهم على تكاليف السكن، وواجهوا تحديات كبيرة من أجل شراء منازلهم الخاصة وتكوين صناديق معاشاتهم. وأدت هذه الظروف إلى تعزيز التصور بأن جيل الألفية -المحروم من ادخار دخله لشراء العقارات- قد أهدر أمواله على التسالي الباهظة، ووجبات الأفوكادو بالخبز المحمص.
في الواقع، ستكون قوتهم المالية المستقبلية أشبه باليانصيب المتباين على الأرجح، وسيحددها بدرجة كبيرة حجم ميراثهم من الأجيال السابقة، بما في ذلك العقارات.
وقال ليام بايلي، مدير الأبحاث العالمي في Knight Frank، إن التحول في الثروة من المرجح أن يدعم جهود الاستثمارات والسلوكيات المستدامة. وأردف: “يبدو أن أبناء جيل الألفية قد فهموا الرسالة المتعلقة بخفض الاستهلاك -حيث قال 80% من المشاركين الذكور و79% من الإناث، إنهم يحاولون تقليص بصمتهم الكربونية”.