يعد “نيل باتيل” أحد أكثر الخبراء في مجال التسويق وإنتاج المحتوى الرقمي خلال العقد الماضي، فبحسب مجلة “فوربس” العالمية يعد أحد أفضل 10 مسوقين على مستوى العالم في التسويق الإلكتروني.
وهو المؤسس المشارك لشركة إن بي ديجتال آند سبسكرايبرز التي يسعى من خلالها إلى مساعدة الأفراد والشركات في مجال التسويق الإلكتروني من خلال مقالاته.
ويعتبر من أشهر المسوقين على مستوى العالم، وأثر كثيرا في مجال التسويق الإلكتروني على وجه الخصوص، وفي ريادة الأعمال بشكل عام، واستفادت من خدماته في مجال التسويق الإلكتروني العديد من الشركات العملاقة مثل أمازون وإتش بي.
الجوائز والتكريمات
العديد من المواقع والشخصيات يقدرون نيل على دوره في مجال التسويق الإلكتروني ومن هؤلاء:
فوصفته صحيفة “وول ستريت” بأنه أحد كبار المؤثرين على شبكة الإنترنت، وحاز جائزة من الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما كشخص من ضمن أفضل 100 رائد أعمال عالميا، وتقول فوربس إنه أحد أفضل 10 مسوقين في العالم، وتقول مجلة “إنتبونير” إنه أنشأ واحدة من أكثر 100 شركة رائعة، كما أنه كاتب ذائع الصيت في “نيويورك تايمز”.
والتقت الجزيرة بنيل على هامش قمة الويب التي عقدت في قطر، واستمرت لـ4 أيام، حيث كان أحد المشتركين في جلسة مهمة غيرت العديد من المفاهيم حول إنتاج المحتوى بعنوان “المحتوى ليس الملك” وكان لنا معه الحوار التالي:
في مجال تحسين محركات البحث، ما أهم الإستراتيجيات التي توصي بها الشركات لتحسين تصنيفها في البحث عام 2024؟
يمكن لمنتجي المحتوى تبني عدد من الأدوات التي تساعدهم على معرفة ما يريد جمهورهم أن يطلعوا عليه الآن، فمثلا أداة مثل “آنسر ذي ببلك” (Answer the public) تجعلك على اطلاع دائم بما يبحث عنه الناس في وقت معين.
%15 من محاولات البحث في غوغل هو عن أشياء جديدة لم يسبق أن بحث عنها أحد لذلك فعند استخدامك لهذه الأدوات سيصبح لديك كمية من المواضيع التي يمكنك تغطيتها سواء في موقعك، أو على منصات التواصل التي يبحث عنها المستخدم، ولا يوجد الكثير منها على الإنترنت، وهذا طبعا سيعود بالفائدة على تصنيف موقعك في المراتب المتقدمة.
كيف يمكن إنشاء محتوى لا يجذب الجمهور فحسب، بل يحولهم أيضا إلى عملاء مخلصين؟
الأساس في هذا الموضوع هو أن تقوم بإنشاء محتوى جديد وعدم تكرار المحتوى الموجود، دائما ما كان المحتوى الأصيل جاذبا لشهية العملاء، مما يجعل علامتك أو موقعك مختلفا عن الآخرين، فلا أحد يحب المقلدين.
الأمر الثاني هو الاعتماد على خبراتك ومهاراتك أكثر من الاعتماد على إنشاء محتوى لا تعرف عنه شيئا فقط لجذب الجمهور، فأحيانا أرى العديد من الشركات تسعى لعمل محتوى لا يتناسب مع جمهورها فقط لأنه جذاب لفئة معينة، مما يجعلهم ضحية الاتجاهات، وليس لديهم الشخصية الكافية التي تجعل العملاء مخلصين لهم.
المحتوى الطويل أفضل أم القصير؟
لا يهم إن كان المقال طويلا أم قصيرا المهم هل هو مناسب لما يريده الجمهور، ويحفزه للتفاعل معه، واقصد بالتفاعل بالنسبة للمحتوى المكتوب أو المرئي هو هل يستمر العميل لآخر المحتوى أم أنه يخرج منه؟
في حالة خرج العميل من المقال أو الفيديو بدون أن ينتهي فاعلم أن هذه علامة سيئة ستوضع من قبل الخوارزمية على محتواك، وإذا تكرر ذلك فللأسف محتواك لن يصل لشريحة كبيرة من متابعيك، فقد حكمت عليه.
ما اتجاهات التسويق الرقمي التي تتوقع أن تصبح حاسمة بالنسبة للشركات لتتبناها في العام المقبل للبقاء في صدارة المنافسة؟
الاتجاه الذي أرى أنه سيصبح حاسما للجميع سواء شركات أو أفراد هو التركيز على الجودة بدلا من الكم، هذا أصبح الآن هو الاتجاه حتى بالنسبة للخوارزميات، فالعدد الكبير من المحتوى غير التفاعلي سيؤدي إلى حجب محتواك عن كثير من العملاء، لأن الخوارزمية ستتعامل معه على أنه محتوى رديء، ويجب الحد منه.
في حين إن كان محتواك متفاعلا، حتى لو لم يكن بالوفرة التي تراها مناسبة، فستعامله الخورازميات على أنه محتوى جيد، ويجب نشره لعدد أكبر من الناس.
هل يمكنك مشاركة تقنيات النمو لقاعدة العملاء أو المبيعات والتي يمكن للشركات الناشئة استخدامها لتوسيع قاعدة مستخدميها بسرعة دون ميزانية كبيرة؟
سوف أخبرك بواحدة اعتبرها أفضل التقنيات للنمو أعط عملاءك شيئا بدون مقابل، سواء منتج أو دورة أو ملف أو خدمة، دائما ما كنت أرى أن إهداء العميل شيئا بدون مقابل أفضل من وضع ميزانيات على زيادة التفاعل والتسويق وشراء النقرات وأيضا لن يكلفك مبالغ طائلة.
من خلال خبرتك، ما أكبر التحديات التي يواجهها رواد الأعمال عند محاولتهم تنمية أعمالهم التجارية عبر الإنترنت، وكيف يمكنهم التغلب على هذه التحديات؟
التحدي الأكبر أمام رواد الأعمال في هذا الإطار هو تركيزهم على زيادة عدد المتابعين والمشاهدات بدلا من تحويل هؤلاء المتابعين لعملاء دائمين، فما أهمية وجود مليون متابع على موقع يبيع منتجا إن لم ينعكس هذا الرقم على المبيعات، ولكن للأسف نجد أن معظم نماذج العمل الحالية لرواد الأعمال محاولة جذب أكبر عدد من الجمهور دون التركيز بكيفية تحويلهم لمشترين أو عملاء مخلصين.
في البلاط الملكي للتسويق الرقمي من الملك، ومن الملكة، ومن المهرج، ومن الفارس في نظر نيل باتيل؟
الملك هو التفاعل، المحتوى هو الملكة، المهرج هو تحديث المحتوى، وفارس البلاط هو الروابط.
لو كانت خوارزمية البحث في غوغل رجلا، ما أول شيء ستقوله له؟
سأقول له كيف يمكن أن تكون أقل تحيزا؟ لأنك في بعض الأحيان يجب أن تسكت ولا تجيب، لأن إجابتك متحيزة بشكل واضح.
ختم نيل باتيل اللقاء بدعوة منتجي المحتوى أن يغيروا نظرتهم إلى عملية صنع المحتوى الحديثة، وأن لا يركزوا على الذكاء الاصطناعي في عملية الإنتاج، فما زال الطريق طويلا أمام هذه التكنولوجيا للحاق بالعمل المعتمد على البشر.