انضم الممثل القانوني للمطربة الأيرلندية المسلمة سنيد أكونور إلى قائمة طويلة من المطربين والموسيقيين الرافضين لاستخدام الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أغانيهم في حملته الانتخابية للترشح للرئاسة.
وكان ترامب واجه طوال مشواره السياسي منذ حملته للانتخابات الرئاسية في 2016، معارضةً شرسة وهجومًا قاسيا من أشهر نجوم هوليوود؛ وبينهم روبرت دي نيرو، ميريل ستريب، كما يواجه رفضا من عدد كبير من الفرق الغنائية والمطربين داخل وخارج الولايات المتحدة الأميركية، وتلقى تحذيرات للكف عن استخدام أعمالهم، وبينهم: ريهانا، وأديل، والتون جون، وتوم بيتي وغيرهم.
وطلب الممثل القانوني لورثة سنيد أوكونور الأسبوع الماضي من ترامب التوقف عن استخدام موسيقاها في مؤتمراته السياسية، بعد أن شغلت حملته أغنيتها الأكثر شهرة “لا شيء يقارن بك” (Nothing Compares 2 U) في أحد فعاليات الحملة الانتخابية في ولاية ماريلاند الشهر الماضي.
وجاء في بيان مشترك من الورثة وعلامتها التجارية “كريساليس ريكورز”، أن: من المعروف أن سنيد أوكونور عاشت طوال حياتها وفقًا لقواعد أخلاقية واضحة قوامها الصدق واللطف والإنصاف واللياقة تجاه إخوانها من البشر. لقد علمنا بغضب شديد أن دونالد ترامب كان يستخدم أداءها الشهير في أغنية “لا شيء يقارن بك” في تظاهراته السياسية، وليس من المبالغة القول إن أوكونور كانت ستشعر بالاشمئزاز والأذى والإهانة إذا تم تحريف عملها بهذه الطريقة من قبل شخص أشارت إليه بنفسها على أنه “شيطان الكتاب المقدس”.
وتوفيت أوكونور في يوليو/تموز الماضي عن عمر يناهز 56 عاما، علما بأنها اعتنقت الإسلام في العام 2018.
تهديد ريهانا
وكانت المغنية الأميركية ريهانا هددت الرئيس السابق باتخاذ إجراءات قانونية ضده بعد أن استخدم أغنيتها “لا توقفوا الموسيقى” (Don’t Stop the Music) في إحدى مسيراته، مؤكدة أنها لا تتفق معه ولا تؤيده. ترامب رد بدوره من خلال انتقاد أدائها في استراحة نهائي دوري كرة القدم الأميركية، وقال عبر “تروث سوشيال” إنها من دون “المصممة الخاصة بها لن تكون شيئًا. كل شيء سيئ، ولا موهبة”.
كما هددت فرقة رولينغ ستونز ترامب أيضا باتخاذ إجراءات قانونية ضده في العام 2016، وأرسلت إليه مطالبات بالتوقف بعدما شغّل أغنية “لا يمكنك دائمًا الحصول على ما تريد” (You Can’t Always Get What You Want)، واستخدم الأغنية مرة أخرى في يونيو/حزيران 2020، وهددت الفرقة باتخاذ إجراءات قانونية إذا تم تشغيلها مرة أخرى.
كما تعرض الرئيس الأميركي السابق لموقف محرج في 2016 مع مواطنه المطرب بروس سبرينغستين، بعدما قام باستخدام أغنيته “ولد في الولايات المتحدة الأميركية” (Born In The U.S.A.) في تجمع سياسي، فأعلن المطرب تأييده لمنافسته في ذلك الوقت هيلاري كلينتون.
أديل وألتون جون
وخارج الولايات المتحدة، قالت المغنية البريطانية أديل إنها لا تريد استخدام موسيقاها في أي حملة سياسية، وذلك بعد أن استخدم ترامب بعض أغانيها مثل “سكاي فول” (Skyfall) في 2016.
أما الموسيقي والمطرب البريطاني السير ألتون جون فأكد أنه يعتقد أنه موسيقي بريطاني ليس له مكان في السياسة الأميركية بعد استخدم ترامب أغنيتي “الرجل الصاروخ” (Rocket Man) و”الراقصة الصغيرة” (Tiny Dancer). وقال جون إن الأمر لم يكن شخصيا، لكنه أضاف أن آراءه السياسية تختلف تماما عن آراء ترامب.
وجاء الرفض مرة أخرى من إيطاليا، حيث اعترضت عائلة مغني الأوبرا الإيطالي لوتشيانو بافاروتي على استخدام ترامب تسجيلاته في تجمع سياسي، وقالت إن آراء ترامب بشأن الهجرة تتعارض مع جهود بافاروتي لجمع الأموال للاجئين.
وفي 16 يونيو/حزيران 2015، وهو يوم إعلان ترشح ترامب، استنكر المغني وكاتب الأغاني الكندي المولد نيل يونغ استخدام أغانيه، وأصدر بيانًا قال فيه إن ترامب “غير مصرح له” بعزف أغنية “روكين إن ذا فري وورلد” (Rockin’ in the Free World) عند إعلانه. وكان يونغ من مؤيدي بيرني ساندرز عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فيرمونت، لكن تم استخدام الأغنية مرة أخرى خلال مؤتمر خاص بترامب في الرابع من يوليو/تموز 2020، مما أثار غضب يونغ.
وأعلن أعضاء فرقة الروك آر إي إم في عام 2015 أنهم “لا يأذنون أو يتغاضون” عن عزف ترامب أغنية “إنها نهاية العالم كما نعرفها” (It’s the End of the World as We Know It) في تجمع حاشد لمعارضة الاتفاق النووي الإيراني، حيث طلب عازف القيثارة مايك ميلز من ترامب “التوقف والكف”، أما المغني الرئيسي مايكل ستيب فغرد “أيها الرجال الصغار المتعطشون للسلطة، لا تستخدموا موسيقانا أو صوتي في تمثيلية حملتكم الغبية”.
وخضع ترامب لمطالب التوقف عن استخدام موسيقى فرقة الروك “إيروسميث” في أكتوبر/تشرين الأول 2015، وغرد حينها قائلاً إن المغني الرئيسي ستيفن تايلر “طلب مني عدم القيام بذلك”، وأعلن أنه “سيجد موسيقى أفضل لتحل محلها”، مدعيا لاحقا في تغريدة أخرى أن تايلر “حصل على دعاية أكبر بناءً على طلب أغنيته مما حصل عليه خلال عشر سنوات”.
وتعرض ترامب لهجوم شرس عام 2016 أيضا من فرقة الروك البريطانية “كوين” بسبب استخدامه أغنية “نحن الأبطال” (We Are the Champions) في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري لعام 2016، قائلة في بيان إنها “محبطة من الاستخدام المتكرر غير المصرح به للأغنية”، وإن الفرقة “لا تريد أن ترتبط بأي نقاش سائد أو سياسي في أي بلد”.
رفض بعد الفوز بالرئاسة
ورغم فوزه برئاسة الولايات المتحدة الأميركية، طلب المغني دي سنايدر عام 2017 من ترامب التوقف عن استخدام أغنيته “لن نأخذها” (We’re Not Gonna Take It) نشيدا لحملته الانتخابية بعدما تم نشرها وأثار استخدامها غضب معجبيه، وأرسل المغني فاريل ويليامز عام 2018 طلبا واضحا للتوقف عن استخدام أغنية “سعيد” (Happy) في تجمع حاشد في إنديانا بعد ساعات فقط من إطلاق النار على كنيسة “شجرة الحياة” في ولاية بنسلفانيا، الذي خلف 11 قتيلا من المصلين، وكتب محاميه في بلاغ الرسالة “لم يكن هناك شيء” سعيد “في المأساة التي حلت ببلادنا، ولم يتم منحك أي إذن لاستخدام هذه الأغنية لهذا الغرض”.
وغرد المغني الرئيسي لفرقة “مسدسات وزهور” إكس روز عام 2018 أن الفرقة “طلبت رسميًا عدم استخدام موسيقانا في تجمعات ترامب أو الأحداث المرتبطة به”، لكن الحملة “تستخدم ثغرات في مختلف تراخيص الأداء الشاملة للأماكن، التي لم تكن مخصصة لمثل هذه الأغراض السياسية الجبانة، دون موافقة مؤلفي الأغاني”، ولم يتوقف روز عن انتقاد ترامب خلال سنوات رئاسته، وأشار إليه في مواضع مختلفة مهاجما إياه في أكثر من عشر تغريدات، طبقا لما رصده موقع “بيلبورد”.
وفي العام التالي، تم تقديم شكوى بشأن حقوق الطبع والنشر من قبل فرقة الروك الكندية “بيكل باك” إلى “تويتر” (إكس حاليا)، ونجحت في إقناع مسؤوليه بإزالة نسخة تم التلاعب بها من الفيديو الموسيقي لأغنيتها “صورة” (Picture) غرد بها ترامب.
وكانت عائلة المغني الأميركي الراحل توم بيتي قد أكدت في عام 2022، في بيان، أن ترامب “غير مخول بأي حال من الأحوال” بعزف أغنية “لن أتراجع” (I Wont Back Down) في تجمع له في تولسا بولاية أوكلاهوما، مضيفة أن بيتي وعائلته “يقفون بحزم ضد العنصرية والعنف والتمييز من أي نوع”، واصفة حملة ترامب بأنها “حملة كراهية”، وأصدرت تحذيرا للتوقف والكف عن استخدام الأغنية.