كشفت مواقع رياضية فرنسية، قيام شركة ماكدونالدز بشراء حقوق الرعاية الرسمي للدوري الفرنسي، الدرجة الأولى، في خطوة يبدو أنها تعسفية من أجل تدارك ما تكبدته الشركة من خسائر بسبب حملة المقاطعة التي تعرضت لها، ولا تزال منذ أشهر عدة، وبالتالي سيتم تغيير اسم الدوري الفرنسي إلى دوري ماكدونالدز ليغ 1.
تغيير اسم الدوري الفرنسي إلى دوري ماكدونالدز ليغ 1
وبحسب ما نقلته شبكة Sportcal الرياضية، فإن العقد الجديد الذي تم توقيعه ما بين رابطة الدوري الفرنسي، الدرجة الأولى لكرة القدم، وبين شركة ماكدونالدز سيكون لمدة 3 سنوات.
في حين أنّ صحيفة The Sun البريطانية، فإن ماكدونالدز ستدفع ما يصل إلى 20 مليون يورو (21.7 مليون دولار) سنوياً، بدءاً من الموسم المقبل 2024-2025.
المبلغ الذي ستدفعه الشركة التي يقاطعها الملايين حول العالم حالياً، نحو 5 ملايين يورو إضافية في العقد الحالي، عما كانت تدفعه شركة خدمة توصيل الطعام Uber Eats، التي كانت ترعى الدوري الفرنسي.
وكانت شركة Uber Eats هي الراعي الرئيسي للدوري الفرنسي منذ بداية موسم 2020-2021، عندما حلّت محل سلسلة متاجر الأثاث Conforama، بعد أن ضاعفت تقريباً القيمة السنوية السابقة لعقد الشركة الأخيرة.
ودخلت شركة التوصيل في البداية في شراكة مع الدوري على أساس موسمين، قبل تمديد الصفقة لتغطية موسمي 2022-23 و2023-24 في نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
في حين نقلت صحيفة RMC Sports الفرنسية عن الصحفي الفرنسي الشهير دانييل ريولو أنّ الدوري الفرنسي سيحمل اسم دوري ماكدونالدز ليغ 1 بدءاً من الموسم المقبل 24-25، وهي أكبر صفقة رعاية تسمية للدوري الفرنسي حتى الآن.
أما بالنسبة لعقود بث مباريات الدوري الفرنسي، فتعتبر شركة Mediapro صاحبة أضخم عرض منذ 2018 عندما أقدمت على دفع مبلغ قياسي قدره 814 مليون يورو لكل موسم لبث مباريات الدوري الفرنسي.
ويبدو أنّ شركة ماكدونالدز تعيش أياماً صعبة بسبب الخسائر الاقتصادية الكبيرة التي مُنيت بها منذ بدء مقاطعتها بسبب دعمها لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما دفعها لعقد هذه الاتفاقية في فرنسا، علها تزيد من نسبة مبيعاتها في الدول الغربية.
في حين يرى البعض أن هذه الصفقة، التي دخلت بها ماكدونالدز خاسرة لا محالة، لا سيما وأنّ الدوري الفرنسي قد خسر شعبيته الكبيرة التي حصل عليها في السنوات القليلة الماضية مع قدوم لاعبين كبار أمثال الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي غادر للدوري الأمريكي، والبرازيلي نيمار جونيور الذي غادر إلى الدوري السعودي، إضافة إلى أنّ الفرنسي كيليان مبابي بات قاب قوسين أو أدنى من مغادرة باريس سان جيرمان نحو ريال مدريد الإسباني في الموسم المقبل.
كما أنّ الدوري الفرنسي يعاني حالياً من القدرة على توقيع عقود ضخمة مع رعاة وشركات كبرى بأرقام مرتفعة، بسبب ضعف المنافسة بالدوري، الذي هيمن عليه باريس سان جرمان في الأعوام الأخيرة.
كيف أثرت المقاطعة على ماكدونالدز اقتصادياً؟
بعد أن أعلنت سلسلة مطاعم ماكدونالدز في فلسطين المحتلة دعمها لجيش الاحتلال الإسرائيلي وتبرعها بوجبات لجنوده، بدأت السلسلة تواجه سلسلة مقاطعة كبيرة في الكثير من دول العالم، ما دفع رئيسها التنفيذي كريس كيمبزينسكي للاعتراف بأنّ الشركة تواجه تأثيراً كبيراً على مصالحها وأعمالها.
كما حاول المدير التنفيذي ثني الناس عن مقاطعتهم بالادعاء أنّ كل دولة لها مستثمرين محليين، لكن ذلك لم يثنِ الناس عن استمرار المقاطعة، ما أفشل الشركة في تحقيق هدف المبيعات.
وفي مطلع فبراير/شباط 2024، أعلنت سلسلة الوجبات السريعة ماكدونالدز عن أول خسارة فصلية في المبيعات منذ ما يقرب من 4 سنوات بسبب ما أسمته “ضعف النمو في قسم الأعمال الدولية”.
كما انخفضت أسهم ماكدونالدز بنحو 4٪، بحسب شبكة BBC البريطانية، وهو ما يعني خسارتها لنحو 9 مليارات دولار من قيمتها.
وشهدت سلاسل وجبات سريعة غربية كبرى من بينها “ماكدونالدز” و”ستاربكس” حملات مقاطعة شعبية طوعية إلى حد كبير؛ بسبب موقفها المؤيد لإسرائيل ومزاعم بشأن علاقاتها المالية بها.
يشار إلى أن شركة “ماكدونالدز” إسرائيل نشرت في أكتوبر/تشرين الأول على حساباتها بوسائل التواصل الاجتماعي، أنها قدمت آلاف الوجبات المجانية لأفراد جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وفجر السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023، أطلقت حركة “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى”، رداً على “اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة”.
ورداً على ذلك، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت آلاف الشهداء والجرحى، وودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.