غـــــــــــزة

يـــــــــــوم

منوعات

اكتشاف “أقدم خبز مخمّر” في العالم! علماء عثروا عليه في تركيا ويعود إلى أكثر من 8 آلاف عام

نتائج الثانوية العامة

عثر علماء آثار أتراك على بقايا رغيف خبز عمره 8600 عام في موقع “تشاتالهويوك” الأثري، وهو موقع يعود إلى العصر الحجري الحديث، ويقع في جنوب وسط تركيا، ويعتقد الباحثون أن هذه البقايا هي لـ”أقدم خبز مخمّر” يُعثر عليه في العالم.

موقع All That’s Interesting الأمريكي الذي أورد الخبر الأربعاء 6 مارس/آذار 2024، قال إن الباحثين سُروا كثيراً بهذا الاكتشاف، ليس فقط لأهميته، وإنما لأنهم حازوا القدرات التكنولوجية المتطورة التي كفلت لهم الوصول إلى هذا الاكتشاف وإدراك مكانته.

موقع كاتالهويوك الأثري في جنوب الأناضول هو أحد المواقع المدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، ولطالما التفت إليه الباحثون بالاهتمام والبحث؛ لأن الدراسات تشير إلى أنه من أوائل الأماكن التي شهدت التحضر المدني للبشر في العالم.

موقع العثور على أقدم خبز مخمّر

استقر البشر في تشاتالهويوك لأول مرة في عام 7400 قبل الميلاد. وقد اكتُشف الموقع الأثري في عام 1958 م، وتذهب الدراسات إلى أنه كان موطناً لنحو 8 آلاف شخص، وقد عثر الباحثون على بقايا منازل مبنية من الطوب اللبن وأدوات حجرية تركها أهل هذا العهد القديم وراءهم.

عثر علماء الآثار على بقايا أقدم خبز مخمّر لأول مرة أثناء التنقيب في “المساحة رقم 66″، وهو جزء من موقع تشاتالهويوك يتكون من منازل متجاورة من الطوب اللبن لها أبواب للدخول على سطحها.

كما وجد الباحثون بقايا رغيف الخبز بالقرب من هيكل فرن قديم لم يبقَ منه إلا أطلال، وكانت البقايا جسماً على هيئة نخلة مصنوع من بذور القمح والشعير والبازلاء، وتوقعوا أنه نوع من الطعام؛ لأنهم عثروا عليها بالقرب من الفرن.

أرسل الباحثون الجسم الغريب للتحليل والفحص في “مركز أبحاث العلوم والتكنولوجيا وتطبيقاتها” (بيتام) التابع لجامعة نجم الدين أربكان التركية. وهناك، خلصت الاختبارات إلى أن القطعة الأثرية إنما هي خبز مخمر يعود تاريخه إلى نحو 6600 قبل الميلاد.

وقال صالح كافاك، الأكاديمي في جامعة غازي عنتاب والباحث المشارك في التحليل، في تصريحات صحفية صادرة عن جامعة نجم الدين أربكان:  “لقد عجبت عجباً كبيراً لما أتوني بهذه القطعة في أول مرة”، واشتبهت في كونها “عجيناً أو خبزاً أو بقايا عضوية”.

فحص قطعة الخبز

أجرى مركز أبحاث العلوم فحصاً دقيقاً لقطعة الخبز، وعثر فيها على جيوب هوائية وبقايا نباتية، وقد عزَّز ذلك من توقعات الباحثين بأنها بقايا قطعة خبز تعود إلى ما قبل الميلاد.

كما أوضح كافاك: “لقد أجريت التشخيص المورفولوجي بالعين المجردة، ثم تفحصت المحتويات على الفور تحت المجهر”، و”أكثر شيء أثار اهتمامي هو وجود بقايا حبوب، وبقايا طحين وفتات نباتات مثل الشعير والقمح والبازلاء”.

أشار كافاك أيضاً إلى أن التحليل الكيميائي لمادة قطعة الخبز كشف عن علامات تشي بأنها قد خُمِّرت، ما يدل على أنها كانت مخلوطة المكونات ومجهَّزة ولكنها لم تُخبز.

كان المؤرخون يقولون قبل هذا الاكتشاف إن أقدم خبز مخمّر جاء من مصر القديمة. أما الآن، فإن الباحثين يتباهون بإقرار العالم بما ينطوي عليه موقعهم القديم من إسهام في تاريخ البشرية.

فيما نقل موقع وكالة Anadolu Agency التركية عن الدكتور علي أوموت توركان، الأستاذ في جامعة الأناضول ورئيس لجنة التنقيب، قوله: “يمكننا القول إن ما عثرنا عليه في تشاتالهويوك هو أقدم خبز في العالم”.

كما أضاف: “إنها نسخة مصغرة من رغيف الخبز الذي نعرفه. لم تُخبز في الفرن ولكنها خُمِّرت، وحافظت على مكوناتها من النشويات. ونحن لم نعثر على شيء كهذا من قبل”.

صرح توركان بأنهم عثروا في حفريات تشاتالهويوك كذلك على منسوجات، وأعمال خشبية، ولوحات جدارية من أقدم القطع الأثرية وأتقنها صناعةً في العالم.

فيما يتباهى الباحثون الأتراك كذلك بأنهم أجروا اختبارات التحليل الكاملة لقطعة الخبز في تركيا، فقد كانوا يضطرون في السابق إلى إرسال مكتشفاتهم إلى خارج البلاد لفحصها.

حيث أكد ياسين رمضان إيكر، نائب مدير مركز أبحاث العلوم، أن المركز لديه الإمكانات اللازمة لتحليل القطع الأثرية، و”تحديد التركيب الكيميائي والفيزيائي للعينات، وبيان أهميتها”، “فما لدينا من قدرات تكنولوجية متقدمة في مختبر بيتام المركزي يمكِّننا من إجراء هذه التحليلات، ويتيح لنا التوصل إلى نتائج أكثر دقة”.


أسعى جاهدًا لنقل الحقيقة والوقائع بكل دقة وموضوعية للجمهور، مؤمنًا بأن الإعلام له دور هام في بناء وتشكيل الرأي العام وتوجيه المجتمع نحو الإصلاح والتغيير الإيجابي.

منشورات ذات صلة