في واقعة أليمة، فقدت الساحة الفنية المغربية والعربية أحد أبرز نجومها، المطرب عبدو شريف، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح اليوم الجمعة 8 مارس/آذار 2024، حسب موقع “هسبريس” المغربي، دخل عبدو الشريف إلى أحد المستشفيات الخاصة بمدينة الدار البيضاء بالمغرب. جاءت وفاة شريف إثر تعرضه لأزمة قلبية حادة، بعد سلسلة من التحديات الصحية التي واجهها في الآونة الأخيرة.
بدأت معاناة شريف الصحية بتدهور ملحوظ أدى به إلى حالة بين الحياة والموت، قبل أن يُعلن في النهاية عن وفاته، مخلفاً وراءه إرثاً فنياً غنياً وجمهوراً عريضاً ينعى رحيله.
كان من المقرر أن يعود شريف إلى الأضواء من خلال حفلة فنية ضخمة مساء اليوم نفسه في المركب السينمائي ميغاراما بمدينة الدار البيضاء، وذلك في إطار احتفالات اليوم العالمي للمرأة، إلا أن مشيئة الله كانت أسرع.
عبدو شريف، الذي يُعتبر واحداً من ألمع نجوم الطرب في المغرب، اشتهر بقدرته الفائقة على إحياء الأغاني الكلاسيكية وجعلها تنبض بالحياة من جديد للأجيال الحالية. تميز بأدائه المتفرد لأعمال فنية لمطربين أسطوريين مثل عبد الحليم حافظ وأم كلثوم، ما منحه شعبية جارفة ليس فقط في المغرب بل وفي أرجاء الوطن العربي، خاصة بعد تألقه في دار الأوبرا المصرية.
هذا النجاح الباهر جعل الجمهور يطلق عليه ألقاباً تعبيرية مثل “العندليب الجديد” و”خليفة العندليب الأسمر”، تكريماً لموهبته الفريدة وإسهاماته القيمة في مجال الفن الطربي.
من هو عبدو شريف؟
في عمق الساحة الفنية المغربية، يبرز اسم عبدو شريف، المغني المغربي الذي نشأ في أحضان العاصمة الاقتصادية، الدار البيضاء. تعود أصول شريف إلى عائلة بارزة في الوسط الفني، حيث يعتبر ابن شقيق عبد الوهاب أكومي، أحد أعلام المدرسة الكلاسيكية في الموسيقى العربية، وتلميذاً لمحمود السعدي، الركن الرئيسي للموجة الموسيقية الشعبية التي هيمنت على سبعينيات القرن الماضي من خلال فرقتي “ناس الغيوان” و”جيل جلالة”.
في عام 1999، قدم شريف أداءً مبهراً في دار الأوبرا المصرية، ليحظى بإعجاب جمهور واسع محب لأغاني الأسطورة الرومانسية العربية عبد الحليم حافظ. هذا النجاح دفع مصر إلى منحه لقب “العندليب الجديد”، تكريماً لإرث “العندليب الأسمر”، وتأكيداً لدوره كجسر لتراث نهر النيل الفني. يتميز أسلوب شريف الغنائي بتأثره العميق بمدارس طربية متنوعة، بدءاً من مدرسة عبد الحليم حافظ وصولاً إلى شارل أزنافور، مروراً بأسلوب سليم الهلالي. وقد استطاع عبدو شريف أن يمتع جمهوره في كل حفلاته المباشرة برحلة استثنائية تعيدهم إلى العصر الذهبي للموسيقى العربية، مؤكداً على مكانته كفنان يجسد بأدائه الأصالة والابتكار.