بالتزامن مع الحرب التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، نظم الجيش الإسرائيلي العديد من عمليات اقتحام مخيمات ومدن وقرى أخرى تابعة للضفة الغربية، الشيء الذي أسفر عنه استشهاد المئات وإصابة آخرين بإصابات متفاوتة الخطورة.
ومن بين المخيمات التي تم استهدافها، كان مخيم قلنديا، الواقع في شمال القدس، وذلك يوم 4 ديسمبر/كانون الأول 2023، والتي تم شن هجوم عليها، تسبب في إصابة 15 شخصاً، 11 حالة بالرصاص الحي.
إذ يعرف هذا المخيم ظروفاً معيشية صعبة، بسبب موقعه المنتمي إلى المنطقة التي تديرها دولة الاحتلال، زيادة إلى مشاكل عديدة، من بينها انتشار البطالة.
فماذا نعرف عن تاريخ تأسيس مخيم قلنديا؟ وكم عدد السكان الذين يعيشون به؟ وما أبرز التحديات التي تواجه المقيمين هناك؟
تأسيس مخيم قلنديا
تم تأسيس مخيم قلنديا في أعقاب النكبة سنة 1948، عندما كان الفلسطينيون مضطرين لترك منازلهم وأراضيهم بعد عدوان الجماعات اليهودية الصهيونية، التي أدت إلى تهجيرهم، وإقامة دولة خاصة بهم.
وقد لجأ إلى أراضي المخيم، الموجودة شمال القدس، في الطريق الواصل بمدينة رام الله، وشرق مطار قلنديا، ما يقارب 3 آلاف مواطن فلسطيني من المهجرين، الذين كانوا يعيشون في تجمعات غير مناسبة للعيش، حول مدينة رام الله والبيرة .
وقد جاء أغلب الأشخاص الذين عاشوا في المخيم، الذي أنشأته “الأونروا” والحكومة الأردنية، من القرى المجاورة لمدينة القدس، والتي يصل عددها إلى 52 قرية، فيما جاء البعض من مناطق أخرى موجودة في الضفة الغربية.
ومن بين هذه القرى نذكر: بير أماعين، وساريس، وقشوع، وبرفيليا، ومدن من بينها اللد، ويافا، والرملة، والقدس.
بالإضافة إلى عائلة لبنانية تسمى “البيروتي”، كتب لها أن تحتجز قسراً في المخيم، بعد أن قدمت لزيارة أقاربها بعد النكبة.
مساحة المخيم وعدد سكانه
كانت مساحة الأراضي التي أُقيم عليها مخيم قلنديا عند الإنشاء تعادل ما يقارب 230 دونماً، إلا أن المساحة زادت بعد ذلك مع تزايد عدد السكان، ووصلت إلى ما يعادل 353 دونماً.
وقد جاء المخيم محاطاً بعدة قرى مجاورة لكل من القدس ورام الله، وهي الرام من الجنوب، وأراضي مخماس من الشرق، وكفر عقب من الشمال، و قلنديا من الغرب.
في سنة 1967، وصل عدد السكان في المخيم إلى 4800 نسمة، حسب ما أعلن عنه الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وقد تزايد العدد بعد ذلك ليصل إلى ما يقارب 25 ألف لاجئ سنة 2023، وهو ما يعادل نسبة 5.8% من لاجئي الضفة الغربية.
وبالرغم من أنه مخيم للاجئين الذين تم تهجيرهم من أرضهم، إلا أن تلك الأراضي ما زالت تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي حتى اليوم.
تحديات سكان المخيم
يعاني سكان مخيم قلنديا من عدة مشاكل تعيق عيشهم بطريقة مريحة، في ظروف ملائمة كما يجب أن يكون في العادة.
ومن بين هذه التحديات ارتباط كل المساكن بنظام الصرف الصحي الذي تم تصميمه في الأصل تصريف النفايات السائلة فقط، الشيء الذي يجعله غير ملائم لاحتياجات اللاجئين.
وقد قامت شركة مياه القدس، سنة 2007 باستبدال الشبكة من دون أن تعمل على التنسيق مع وكالة الأونروا، ما تسبب في إتلاف الطرق المعبدة والعمل على زيادة الوضع السيئ في المخيم بدرجة أكبر.
كما أن المنازل الموجودة في المخيم، وحسب طريقة تصميمها، تسببت في مشكل آخر، وهو الافتقار إلى منافذ التهوية المناسبة، مما يزيد من صعوبة العيش بها.
أما فيما يخص البطالة، فإن كل شخص من بين 5 أشخاص في مخيم قلنديا عاطل عن العمل، خصوصاً أن سلطات دولة الاحتلال تقيد فرص عمل الفلسطينيين في الأراضي التي تحتلها.