عسكري إسرائيلي بارز وُلد عام 1964، ينظر إليه في إسرائيل على أنه أحد أفضل القادة الميدانيين، وأكثرهم خبرة في مناطق عمليات القيادة الشمالية ولبنان، شغل مناصب عسكرية أهمها قيادة لواء غولاني وقيادة فرقة غزة.
أقيل من الجيش عام 2009 على إثر حادثة هامشية، وأعيد تعيينه عام 2022 لقيادة الاجتياحات البرية في غزة، واعتبر مهندس العمليات البرية الإسرائيلية التي تلت معركة طوفان الأقصى. كلّفه رئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي عام 2024 بالتخطيط لعملية برية في لبنان.
النشأة والتكوين العلمي
ولد موشيه (تشيكو) تامير عام 1964 في إسرائيل. وينحدر من عائلة عسكرية، فقد كان والده ضابطا برتبة مقدم، خدم في السرب 13 في جيش الاحتلال، وكان جده موشيه ضابطا في الجيش الإسرائيلي، وقد قتل خلال حرب 1948.
درس تامير في المدرسة الداخلية العسكرية للقيادة في حيفا، ثم شارك في دورة الضباط وتخرج منها بمرتبة الشرف. كما تخرج من الكلية الحربية التابعة للجيش الأميركي في كارلايل، بنسلفانيا، وحصل على درجة البكالوريوس في شؤون الشرق الأوسط من جامعة حيفا، وماجستير في إدارة الأعمال من مركز هرتسليا.
تجربته العسكرية
انضم للجيش الإسرائيلي في نوفمبر/تشرين الثاني 1982، وعمل في لواء غولاني ضمن الكتيبة 13 “جدعون”، وتدرج بعد ذلك في المناصب داخل اللواء، فكان قائد فصيل في قاعدة تدريب اللواء، ثم تولى مناصب قيادية، إذ أصبح قائد سرية بين عامي 1986 و1987.
وفي عام 1989 تم تعيينه قائد دورية غولاني، ثم شغل منصب ضابط في تشكيل حيرام في منطقة الجليل عام 1992، وتمت ترقيته في العام الذي تلاه إلى رتبة مقدم، وعين قائدا للكتيبة 12 (براك) التابعة للواء غولاني.
تولى مهامه ضابطا للعمليات في القيادة الشمالية عام 1995، وتحت قيادته نُفذت عملية “عناقيد الغضب” ضد القوة العسكرية لحزب الله في لبنان، ولاحقا في العامين 1997 و1998، ترأس فرقة “أغوز” النخبوية، التي شكلها قائد المنطقة الشمالية في حينها، عميرام ليفين، لتنفذ عمليات عسكرية في لبنان على طريقة حرب العصابات ضد حزب الله.
وقاد تامير عمليات الوحدة، التي تسببت في مقتل كوادر وقادة من الحزب، كما تم قتل هادي، نجل حسن نصر الله الأمين العام للحزب. وتكريما له لقاء ما قدمه لجيش الاحتلال من خدمات وإنجازات في أثناء خدمته في المناطق الشمالية، قلده قائد اللواء الشمالي في الجيش الإسرائيلي آنذاك عميرام ليفين في مايو/أيار 1998 “وسام الشجاعة”.
عام 2001 تم تعيينه قائدا للواء غولاني، وشارك من خلاله في عملية “السور الواقي” عام 2002، التي أطلقتها إسرائيل للقضاء على الانتفاضة الثانية، وهاجمت فيها قرى ومدن الضفة الغربية، وكان تامير في عِداد الذين احتلوا حي “القصبة” في البلدة القديمة من مدينة نابلس، كما قاد اقتحام مخيم جنين ورام الله. وفي أغسطس/آب 2006، شغل منصب قائد فرقة غزة، حيث قاد الاجتياحات البرية على القطاع في تلك الفترة.
ويُعد تامير في إسرائيل أحد أفضل القادة الميدانيين الذين خدموا في جيش الاحتلال، ومن أكثرهم خبرة في مناطق قيادة العمليات الشمالية، ويُنظر إليه بعين التقدير لمسيرته القتالية في لواء غولاني، وأشاد وزير الدفاع يوآف غالانت بإنجازات تامير العسكرية وعدّها “نجاحات إبداعية”.
عام 2005، أصدر الجنرال كتابا بعنوان “حرب بلا إشارة” سرد فيه الوقائع العسكرية التي وقعت في لبنان من وجهة نظره بوصفه مقاتلا وقائدا، منذ تجنيده وحتى الانسحاب من المنطقة، في الفترة بين عامي 1982 و2000.
إخفاقات في التاريخ العسكري
دُمغ سجله العسكري بإخفاقات وأخطاء مهنية أدت إلى مقتل جنود إسرائيليين وعناصر من القوات الدولية، كان أبرزها:
- مقتل جنديين إسرائيليين بصعقة كهربائية بسبب خلل في الأجهزة في موقع عسكري قرب بلدة الطيبة في جنوب لبنان عام 1993، عندما كان تامير قائدا لسرية “براك”.
- مقتل 100 مدني معظمهم من الأطفال و4 جنود أمميين، على إثر قصف مدرسة تابعة للأمم المتحدة جنوب لبنان، وذلك في أثناء عملية “عناقيد الغضب” التي كانت تحت قيادته، لذلك كان تامير من أبرز العسكريين الذين حُمِّلوا مسؤولية فشل العدوان في تحقيق أهدافه.
- مصرع 12 جنديا إسرائيليا، بسبب كمين نصبته قوات حزب الله لقوة الكوماندوز البحري الذي كان يعمل تحت قيادته في الجنوب اللبناني، عندما كان تامير قائدا لوحدة “أغوز”.
الإقالة من الجيش
أُدين تامير في يونيو/حزيران 2009 أمام محكمة عسكرية إسرائيلية، على خلفية سماحه قبل ذلك بنحو عامين لنجله البالغ من العمر آنذاك 14 عاما، بقيادة آلية عسكرية على الكثبان الرملية، خلال اجتماع لضباط فرقة غزة وعائلاتهم، ونجم عن ذلك اصطدام الآلية بمركبة مدنية.
أدى الحادث إلى إلحاق أضرار طفيفة بالمركبتين، ولم تسفر الحادثة عن إصابات بشرية، وقد حاول تامير التغطية على الواقعة بتحميل سائقه المسؤولية، ولكن الأمر تم اكتشافه، فحكم عليه بالسجن 3 أشهر مع وقف التنفيذ، وتم إنزال رتبته العسكرية من عميد إلى عقيد.
وقد احتج العشرات من جنود الاحتياط وعدد من جنرالات الجيش الإسرائيلي السابقين على قرار المحكمة، وأرسلوا التماسا إلى وزير الدفاع حينها إيهود باراك، ورئيس الأركان العامة آنذاك غابي أشكنازي، لدعم تامير أمام المحكمة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2009، قبلت محكمة عسكرية استئناف القضية، وأبطلت قرار المحكمة العسكرية الابتدائية بتنزيل رتبته، وذلك نظرا لما رأته من سجل خدمته العسكرية الجدير بالتقدير، وما أبداه من ندم صادق على الحادث، لكنها أوصت في الوقت نفسه بعدم أهليته للترقية لعامين. وحينذاك أقال أشكنازي العميد، وأمر بعدم تعيينه في منصب آخر، وأحيل إلى الاحتياط، وكان في ذلك إنهاء فعلي لمسيرته العسكرية.
وواصل تامير بعد الإقالة حياته المهنية في قطاع الأعمال، إذ شغل منصب نائب رئيس قسم الدفاع والأمن الداخلي لشبكات “جيلات” للأقمار الصناعية، التي تتخذ من إسرائيل مقرا لها، وتقدم خدماتها في جميع أنحاء العالم.
العودة إلى الخدمة
في مايو/أيار 2022، عيّن رئيس أركان جيش الاحتلال آنذاك أفيف كوخافي الجنرال تامير لقيادة أي عدوان قادم على قطاع غزة، وذلك بالرغم من تصريحات سابقة لتامير أدلى بها عام 2018، جاء فيها أن الجيش الإسرائيلي لن يكون قادرا على اجتياح القطاع، كما أكد لاحقا عدم جهوزية الجيش الإسرائيلي للحرب البرية على وجه التحديد.
وعلى إثر معركة طوفان الأقصى في أكتوبر/تشرين الأول 2023، تم تكليفه بقيادة القوات البرية الإسرائيلية لاجتياح غزة، وتولى وضع الخطط العسكرية للاجتياح، وقاد العمليات البرية في القطاع.
وفي مارس/آذار 2024، كلف رئيس هيئة الأركان في جيش الاحتلال هرتسي هاليفي الجنرال تامير بالتخطيط لعملية برية في لبنان، ونقله من فرقة غزة إلى قيادة المنطقة الشمالية.
المناصب والمسؤوليات
شغل تامير مناصب عسكرية بارزة في الجيش الإسرائيلي، أهمها:
- قائد سرية بين عامي 1986 و1987.
- قائد دورية غولاني بين عامي 1989 و1992.
- قائد الكتيبة 12 (براك) التابعة للواء غولاني بين عامي 1993 و1995.
- قائد فرقة أغوز النخبوية عامي 1997 و1998.
- قائد لواء غولاني بين عامي 2001 و2006.
- قائد فرقة غزة بين 2006 و2008.
- قائد دورة قادة السرايا والكتائب بين عامي 2008 و2010.
- قائد العمليات البرية في غزة بين عامي 2022 و2024.