لتأدية صلاة الفجر فضائل كبيرة في الإسلام، وخاصةً في رمضان، فهي من الطاعات التي يؤديها المسلم لله عز وجل تعبيراً منه عن التواضع والخضوع أمام عظمة الله وقدرته، فضلاً عن أنها تُعززُ الروابط الروحانية بين العبد وربه، حيثُ تتم تأديتها في الصباح الباكر، ما يُعطي للإنسان فرصةً للتركيز والتواصل الأعمق مع خالقه.
لذلك، على المسلم ألّا يضيّع موعد صلاة الفجر في رمضان، باعتبارها من أهم العبادات التي أمرنا بها الله تعالى، وعليه أن يبذل قصارى جهده للاستيقاظ لها وعدم تفويتها طيلة الشهر المُعظم.
في هذا التقرير نُرشدكم إلى مجموعة من النصائح والطرق التي تُساعدكم على النهوض لموعد صلاة الفجر في رمضان وتأديتها على أكمل وجه:
الاستيقاظ في موعد صلاة الفجر في رمضان
من فضائل الاستيقاظ لصلاة الفجر في رمضان المُبارك أنها الصلاة التي يبدأ بها الصائم يومه في هذا الشهر الفضيل، حيثُ تكون فرصة للعبادة والتقرب إلى الله.
وفي هذا الوقت من اليوم يكون المُسلم شديد القُرب من الله تعالى، وفيه تتحقق ساعة الاستجابة، حيث يفتح الله أبواب رحمته، ويقبل التوبة والدعاء من عباده، فيتسنى لهم طلب بركته وغفرانه.
كما يُعززُ الاستيقاظ في الفجر لأداء الصلاة الانضباط الشخصي والتقوى لدى المُسلم، فيُصبح الاستيقاظ في هذا الوقت لتأدية الصلاة عادةً تُلازمه حتى بعد انتهاء شهر رمضان.
فضل صلاة الفجر
من الواجب على المُسلم عدم السهر، وأن يُحاول قدر الإمكان القيام بما يعينه على الاستيقاظ لصلاة الفجر، ولا يجوز له التشبه بالمنافقين، الذين تثقُل عليهم تأدية صلاة العشاء وصلاة الفجر، وهكذا صلاة العصر، كما جاء في قوله تعالى “إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى”، [النساء:142].
أما في السنة النبوية فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ صَلَّى الْبَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ”. (صحيح البخاري ومسلم).
وجاء على لسان رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِ الْأَوَّلِ ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لَاسْتَهَمُوا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي صَلَاةِ الْعِشَاءِ وَصَلاةِ الصُّبْحِ لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبَوْا”، (رواه البخاري)، وهو ما يؤكدُ لنا فضل صلاة الفجر وأهميتها في دخول الجنة، والتحذير من تركها.
التبكير في النوم للنهوض في وقت صلاة الفجر
لكي يستطيع الصائم الاستيقاظ في وقت صلاة الفجر في رمضان، عليه التبكير في النوم قدر الإمكان، وذلك من خلال اتباع الطرق التالية وفقاً لموقع everydayhealth:
غيِّر وقت استيقاظك تدريجياً
حاوِل تغيير وقت نومك حتى يحصل جسمك على الراحة التي يحتاجها دون شعور كبير بالتعب والخمول للاستيقاظ في وقت صلاة الفجر، وتُعدُّ أفضل طريقة لتغيير دورة نومك بنجاح هي القيام بذلك تدريجياً بزيادات تتراوح من 15 إلى 20 دقيقة بشكل يومي، حتى يتعوّد جسمك على توقيت الاستيقاظ قبل أذان الفجر.
لا تنَم متأخراً في عطلات نهاية الأسبوع
وفقاً لبحث نُشر في مجلة Chronobiology International، يبدو أن وقت النوم الثابت في عطلات نهاية الأسبوع يؤدي إلى نوم أفضل واستيقاظ أسهل خلال الأسبوع. بالإضافة إلى ذلك يمكنك قضاء ساعات الصباح في نهاية الأسبوع بأي طريقة تريدها.
ولكن إذا كنت ستستمتع بالنوم في عطلة نهاية الأسبوع فاقتصر على ساعة إضافية لا أكثر، حتى تستطيع الاستيقاظ في الوقت المُناسب لموعد صلاة الفجر.
استرخِ قبل ساعتين من موعد النوم
ابتعِد عن جميع الأنشطة التي تتسببُ في تأخيرك عن النوم، هذا يعني أنه عليك عدم قراءة رسائل الهاتف التي تصلك قبل النوم بقليل وأنت مستلقِ في سريرك، كما يعني ذلك تجنب القيام بأي أشغال منزلية، أو الخروج مع الأصدقاء عند اقتراب الموعد المُحدد للنوم.
في المُقابل يُعدُّ هذا هو الوقت المناسب لك للاسترخاء أو قراءة رواية أو مجلة أو ممارسة التأمل.
صدق النية والعزيمة على القيام لصلاة الفجر
يتطلَّب صدق النية والعزيمة للاستيقاظ في الوقت المناسب، والوعي بفضل صلاة الفجر، عليك أن تُدرك أهمية هذه الصلاة في الإسلام، وأنها من أكثر الصلوات التي تُقربك من الله، فكِّر في الثواب والمنزلة العظيمة التي ستنالها عند تأديتها، ولا تنسَ تذكُّر أن الله يكافئ المصلين ويحسن مصالحهم.
واستعِن بالله واطلب منه أن يُنعم عليك بفضل صلاة الفجر، وأن يُسهل قيامك إليها بمشيئته.
ضبط المنبه على وقت صلاة الفجر
يُعتبر ضبط المُنبه من أهم الخُطوات التي تُساعدك في الاستيقاظ لأداء هذه الصلاة في وقتها المبكر، وذلك باتباع الخطوات التالية:
تحديد وقت صلاة الفجر: عليك معرفة وقت صلاة الفجر في مدينتك، وذلك من خلال الاطلاع على جداول أو تطبيقات الصلاة للتأكد من وقتها الدقيق.
ضبط المنبه بوقت الأذان: قم بضبط المنبه على وقت الأذان المناسب لصلاة الفجر، قبل مدةٍ كافية تسمح لك بالاستيقاظ والاستعداد للصلاة.
اختيار نغمة هادئة: اختَر نغمةً هادئةً ومريحةً للمنبه، تساعدك على الاستيقاظ بلطف، ويُفضل اختيار النغمات الهادئة التي لا تسبب صدمةً للجسم.
وضع المنبه بمكان بعيد عن السرير: ضع المنبه في مكان بعيد عن متناول اليد من السرير، ما يجبرك على التحرك لإيقافه.
تجربة المنبه مسبقاً: تأكد من أن المنبه يعمل بشكل صحيح عن طريق تجربته مسبقاً قبل النوم، لضمان أنك ستستيقظ في الوقت المحدد.
عدم إكثار الأكل قبل النوم
الحكمة التقليدية التي نعرفُها جميعاً هي أن تناول الطعام كثيراً أو قريباً جداً من وقت النوم يمكن أن يفسد نومك أو حتى يجعلك تشعر بالمرض.
وبحسب ما يرشدنا له موقع SLEEPFONDATION علينا الانتظار ثلاث ساعات على الأقل بعد تناولنا وجبة الإفطار قبل ذهابنا للسرير والخلود للنوم، حيثُ إن تناول وجبة ثقيلة في المساء سيزيد من عمل الجهاز الهضمي لدينا، وهو ما سيجعلُ جودة نومنا سيئة، لأن جهازنا الهضمي سيظل مستيقظاً.
لذلك للحصول على نوم أفضل في شهر رمضان، علينا تجنب الأطعمة ذات السعرات الحرارية المُرتفعة قبل النوم، وتلك التي تحتوي على الحبوب أو السكريات المضافة، أما إذا كنت ممن يُعانون من الارتجاع الحمضي أو حرقة المعدة، فتجنّب الأطعمة الحارة والثقيلة قبل النوم.
بالإضافة إلى ما ذُكر، عليك الابتعاد عن الأطعمة التي قد تحتوي على مادة الكافيين المخفية ويمكن أن تجعل نومك أصعب، مثل الشوكولاتة والحلويات الرمضانية بمختلف أنواعها.
في المُقابل، يحتوي الكرز والفستق على حمض التربتوفان والميلاتونين، وهو ما قد يُساعدك على القليل من النعاس أو يُشعرك ببدء تأثير النوم.
إضاءة المصباح عند الاستيقاظ مباشرة
يمكن أن تكون إضاءة المصباح عند الاستيقاظ مباشرةً في وقت صلاة الفجر طريقةً فعالة للمساعدة في النهوض من النوم، لذلك عليك أن تقوم بضبط مصباح غرفتك ليضيء في وقت محدد قبل صلاة الفجر، كما يُمكنك استخدام مصباح ذكي متصل بتطبيق هاتفك الذكي.
ولا تنسَ وضع المصباح في مكان بارز بالغرفة، حتى تتسنى لك رؤيته بسهولة عندما تستيقظ، وبالتالي يمكن للضوء أن يجذب انتباهك ويساعدك على النهوض.
اتباع الهدي النبوي في كيفية الاضطجاع عند النوم
ورد في السنة النبوية أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يفضل النوم على الجانب الأيمن، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كانَ النبيُّ ﷺ يُصَلِّي فِيمَا بيْنَ أَنْ يفْرغَ مِنْ صَلاَةِ الْعشَاءِ إلَى الْفجْرِ إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعةً يُسَلِّمُ بيْنَ كُلِّ ركعَتيْنِ، ويُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ، فَإذا سَكَتَ المُؤَذِّنُ مِنْ صلاةِ الْفَجْرِ، وتَبيَّنَ لَهُ الْفَجْرُ، وَجاءَهُ المُؤَذِّنُ، قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتيْن خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلى شِقِه الأَيْمَنِ، هكَذَا حَتَّى يأْتِيَهُ المُؤَذِّنُ للإِقَامَةِ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ، فعند الاضطجاع على هذا الجانب يكون من الأسهل استيقاظ الشخص ومغادرة سريره والوضوء استعداداً للصلاة.
كما تعوّد النبيّ صلَّى الله عليه وسلم على الاستغفار وقراءة أذكار النوم قبل النوم، وهذا يعدُّ من العادات الصالحة التي تساعد على النوم الهادئ والاستيقاظ السهل.