تمثل هجمات الحوثيين على السفن الإسرائيلية ومنها الهجمات بواسطة الصواريخ الباليستية على ثلاث سفن للبضائع في البحر الأحمر في 3 ديسمبر/كانون الأول، تصعيداً هائلاً في المخاطر التي تحدق بالشحن التجاري الإسرائيلي، بل إنه يثير لدى بعض المتخصصيين الإسرائيليين مخاوف من تكرار الحصار الذي فرضته عليهم مصر عام 1973.
وأسقطت المدمرة الأمريكية يو.إس. إس. كارني، وهي مدمرة صواريخ موجهة من فئة أرلي بيرك، عديداً من الطائرات المُسيرة التي بدت أنها تتجه نحوها، بينما كانت تبحر لمساعدة السفن المتضررة.
ولم تسفر الهجمات، التي نُفذت في أوقات متفرقة خلال اليوم، عن أية إصابات، وتسببت في ضرر طفيف نسبياً للسفن الثلاثة، يونتي إكسبلورر ونمبر ناين وصوفي 2.
ولكن احتمال تطور شكل وكثافة هجمات الحوثيين على السفن الإسرائيليين ليس أمراً مستبعداً، حسبما ورد في تقرير نشر بموقع مجلة موقع The Economist البريطانية.
أمريكا لم ترد على هجمات الحوثيين على السفن الإسرائيلية بعد ولكنها تفكر في ذلك
واللافت أنه رغم رد أمريكا على الهجمات التي نفذتها ضد قواتها ميليشيات الحشد الشعبي العراقية الموالية لإيران، فإنها لم ترد على هجمات الحوثيين على السفن الإسرائيلية رغم مؤشرات أن بعضها استهدفت سفناً حربية أمريكية.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية إنها كانت تفكر في “ردود مناسبة” على الهجمات التي عرَّضت حياة طواقم السفن القادمة من عدد من البلاد للخطر، فضلاً عن تهديد التجارة الدولية والأمن البحري.
وأضافت القيادة المركزية أن الهجمات برغم أنها شُنت عن طريق الحوثيين، فإنهم نجحوا في شنها “بفضل إيران بصورة كاملة”. تعكس هذه الصياغة الدقيقة الحقيقة التي تقول إن الصواريخ زُودت بلا أدنى شك عن طريق إيران، وإن الهجمات ستلقى ترحيباً في طهران، لكن الحوثيين يتصرفون في نفس الوقت من تلقاء أنفسهم وبمحض إرادتهم.
وما يبدو مؤكداً أن مزيداً من الهجمات المماثلة ستأتي، حسب تقرير الصحيفة الأمريكية.
إليك الفوائد التي يجنيها الحوثيون من هذه الهجمات
يقول إيميل حكيم، وهو زميل أقدم لشؤون الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS)، إن الهجمات تجسد فرصة استراتيجية للحوثيين بعدة طرق. تتمثل الفرصة الأولى في أنهم من خلال ربطهم بالهجوم الإسرائيلي على غزة، فإن الحوثيين يعززون مكانتهم في العالم العربي، حيث تبقى القضية الفلسطينية ذات شعبية كبيرة وهي توحد بين العرب جميعاً، ويتفق عليها السنة والشيعة، وهي تؤجج العواطف الآن.
يسمح الهجوم للحوثيين الذين ينظر لهم كواحد من أكثر الفصائل الشيعية طائفية بأن يبرهنوا على أنهم، مثلما ادعوا دائماً، يقفون في صف المضطهدين، علاوة على أنهم قادرون على ضرب أهداف بخلاف السعودية.
أما الفرصة الثانية، فهي أنهم يبعثون إشارة واضحة مفادها أن البحر الأحمر الآن، بالتبعية، مسرح شرعي للصراع ضد إسرائيل، وأن الحوثيين على استعداد لاستهداف السفن الأمريكية والشحن التجاري الذي ربما تجمعه علاقة بإسرائيل، حتى إن كانت علاقة ضعيفة. يبين تعقيد الهجمات أيضاً أن الحوثيين ليسوا على الإطلاق من نوعية القوة المهلهلة التي تُصبغ بهذه الصبغة في كثير من الأحيان.
هذه قدرات الحوثيين البحرية، ويبدو أنهم لم يستخدموا أقوى ما فيها بعد!
حصل الحوثيون على عدد ضخم من الصواريخ المضادة للسفن والمسيرات من إيران. وقد استولوا أيضاً على عدد منها من الجيش اليمني، وعدلوها، حسبما يقول فابيان هينز، خبير الصواريخ ومحلل الدفاع في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS).
ويملك الحوثيون ما لا يقل عن 10 أنواع من الصواريخ المضادة للسفن في ترسانتهم، بما في ذلك صواريخ تعتمد على تصميمات صينية شبيهة بصواريخ إكزوست الفرنسية الملامسة للماء، مثل صاروخ المندب 1 وصاروخ المندب 2، الذي يستهدف إشارات الرادار ويصل مداه إلى حوالي 120 كم. يملك الحوثيون أيضاً صواريخ كروز من سلسلة القدس z-0 وصياد، التي يصل مداها إلى 800 كم، بقدرات تتيح لها البحث عن الرادار والأشعة تحت الحمراء والأنظمة الكهربائية والبصرية من أجل استهدافها.
بالإضافة إلى ذلك، يمتلك الحوثيون أيضاً ترسانة من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن التي تتنوع بين منظومات الصواريخ قصيرة المدى محلية الصنع، والصواريخ الأثقل ذات المدى الأطول، مثل صاروخ عاصف وصاروخ تنكيل ذي الوقود الصلب (الذي يعتمد على صواريخ فاتح ورعد 500 الإيرانية، التي تحمل رؤوساً حربية وزنها 300 كيلوغرام والتي صُممت لاستهداف سفن حربية على مسافة تصل إلى 500 كم). وبسبب الضرر المحدود الذي أُبلغ عنه في الهجوم الأخير، يبدو أن الصواريخ الأصغر هي التي استُخدمت، حتى الآن.
وبالفعل، هذه هي القدرات التي يتمتع بها الحوثيون، وهذا هو حجم مخزون الصواريخ المضادة للسفن الذي لديهم، وهذا هو التنوع الذي يتمتع به هذا المخزون، مما يعطي لمحة دالة على الإمكانات التي لديهم، وعلى ما يمكنهم فعله في مضيق باب المندب، الذي يمتد على طول الساحل اليمني، والذي يعد نقطة اختناق في نهاية البحر الأحمر تمر بها نحو 10% من التجارة الدولية، وهو ما هددت إيران في كثير من الأحيان بالقيام بمثله عند مضيق هرمز الذي يعتبر الممر الوحيد للخليج العربي.
صحيحٌ أن اليمن لا تمثل موقعاً جيداً لشن هجمات ضد إسرائيل، لكنها تمثل موقعاً مثالياً لمهاجمة سفن الشحن التي تمر عبر البحر الأحمر.
وما يضاعف من قوة هذه الترسانة هي مجموعة من المسيرات الهجومية الإيرانية، بما في ذلك شاهد 136، التي تستخدمها روسيا في حربها ضد أوكرانيا.
وبقدر ما تعد هذه المسيرات التي أسقطتها المدمرة الأمريكية كارني مثيرةً للقلق، يعتقد هينز أن هذه المسيرات كانت على الأرجح طائرات بدون طيار لأغراض المراقبة والاستخبارات، التي استنسخها الإيرانيون من الطائرة الأمريكية بدون طيار آر كيو -21 بلاك جاك. بالإضافة إلى الطائرات المسيرة، يملك الحوثيون أيضاً سفناً مسيرة وقدرات زرع ألغام بحرية.
أمريكا تستطيع الدفاع عن أسطولها الحربي ولكنها لا يمكنها حماية كل السفن التجارية
ثمة شكوك حول ما إذا كانت السفن الحربية الأمريكية في المنطقة معرضة لخطر الاستهداف من قبل صواريخ الحوثيين. إذ إن دفاعاتها جيدة للغاية بكل بساطة، وإن كانت إصابتها بضربة حظ من هجوم بالقذائف، هو أمر لا يمكن استبعاده أبداً. لكن الأمر الآخر يتعلق بما إذا كانت هذه السفن قادرة على تقديم الحماية إلى الشحن التجاري، في حال زاد الحوثيون من وتيرة هجماتهم وشدتها.
ففي هذه الظروف، سيكون هناك ضغط متزايد على الأمريكيين من أجل استهداف مواقع تخزين الصواريخ وإطلاقها في اليمن، بافتراض أنهم قادرون على العثور عليها.
ولكن لماذا لا ترد على هجمات الحوثيين البحرية؟
في خطاب ألقاه مطلع هذا الأسبوع، دعا ليون بانيتا، الذي شغل سابقاً منصب وزير الدفاع الأمريكي، إلى انتهاج نهج أشد عدوانية تجاه وكلاء إيران. ولكن، مثلما يقول حكيم، فإن آخر ما سوف يرغب البيت الأبيض أن يُجرّ إليه، هي الحرب الأهلية في اليمن، التي تبذل الإدارة جهوداً حثيثة مؤخراً من أجل نزع فتيلها.
ويعد اليمن واحداً من أكبر بلدان العالم وعورة، والحوثيون يعدون فصيلاً دينياً ينتمي للشيعية الزيدية وهو متأثر بإيران وهم ينتمون لأكثر قبائل اليمن صلابة في القتال وتحركهم عقيدة دينية تجعلهم يرون أنفسهم أسلاف الرسول والأحق بحكم اليمن، مع أيديولوجيا تتسم بعدم الهيبة من الموت، وتعلي من قيم الشهادة على غرار الثورة الإيرانية ونموذج حزب الله.
ويتحصن الحوثيون مواقع جبلية وعرة، وفشل التحالف العربي الذي كان يضم في وقت ما السعودية والإمارات على مدار أكثر من خمس سنوات في تدمير قدرات الحوثيين العسكرية رغم أن لديه مجموعة من أفضل المقاتلات الغربية، وكانت الولايات المتحدة تزوده بالذخيرة والوقود وفي الأغلب بالمعلومات.
ما يحدث يشبه الحصار المصري على إسرائيل بالبحر الأحمر عام 1973
في مقال نشره موقع Ynetnews الإسرائيلي لشاؤول حوريف، الأستاذ المتخصص في العلاقات الدولية بقسم العلوم السياسية في جامعة حيفا الإسرائيلية، الذي شغل سابقاً منصب المدير العام للجنة الطاقة النووية الإسرائيلية، سلط حوريف الضوء على أوجه التشابه بين ما يحدث الآن في البحر الأحمر، وبين الموقف الذي واجهته إسرائيل خلال سنوات حربها مع مصر.
في هذا المقال المعنون بـ”هجمات الحوثيين على السفن الإسرائيلية”، يقول: “إننا لم نتعلم شيئاً من عام 1973″، فالموقف الحالي يضع إسرائيل في مأزق، نظراً إلى أن غالبية عمليات التجارة البحرية تُنفذ في تلك المنطقة، وتحديداً مع بلاد الشرق.
ويقدم هذا خيارين: إما العمل بصورة مكثفة وسريعة للتخلص من التهديد (بصورة مستقلة، أو بصورة مشتركة مع السفن الأمريكية في المنطقة)، أو تجنب المواجهة مع كل ما قد يحمله ذلك، من ناحية الإضرار بسمعة إسرائيل فيما يتعلق بالردع وأيضاً الخسائر الاقتصادية الناتجة حتماً.
ويقول الكاتب إن البحر الأحمر يمثل أحد أهم طرق الشحن على كوكب الأرض، ولا يملك إلا نقطتي دخول وخروج: قناة السويس ومضيق تيران، المتاخم لشرم الشيخ، والثانية مضيق باب المندب، الذي يقع بين غرب اليمن والجزء الجنوبي من إريتريا. كان حرمان السفن الإسرائيلية من عبور هذه النقاط، أحد أسباب اندلاع الحرب في يونيو/حزيران عام 1967 (نكسة يونيو/حزيران) عندما أغلقت مصر مضيق تيران.
دفع هذا الأمر والتطورات الأخرى إسرائيل لتعزيز قواتها البحرية عن طريق نشر سفنها الحربية المصممة حديثاً، من فئة رشيف. كان من المفترض وصولها قبل ذلك، لكن نقلها جسد مشكلة بسبب الحصار الذي فرضته مصر في خريف 1973. جرى التوصل إلى تسوية لهذا الأمر بين مصر وإسرائيل لاحقاً.
الإحباط الناتج عن هذا الموقف عبر عنه بصورة جيدة اللواء بنيامين تيليم عندما هدأت حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، حين قال: “موقفنا في البحر الأحمر مُزرٍ، فليست لدينا قوات هناك. لنوضح الأمر، المصريون حاضرون بمدمرتين قديمتين، وليس لدينا الكثير لنفعله. لماذا لم تكن سفننا هناك عندما احتجنا إليها؟ لا نملك إلا أن نلوم أنفسنا”.
إسرائيل حصلت على ضمانات أمريكية لمنع تكرار الحصار المصري
من أجل تجنب تكرار الأمر، حصلت إسرائيل في سبتمبر/أيلول 1975 على ضمانات من الرئيس الأمريكي آنذاك جيرالد فورد، في صورة تفاهمات بين مصر وإسرائيل، تقول إن الولايات المتحدة تدعم تماماً حق إسرائيل في المرور الحر وبدون عوائق عبر مضيق باب المندب ومضيق جبل طارق.
يقول الكاتب إن نفس الموقف يتكرر بأطراف مختلفة، وهم تحديداً الحوثيون، الذي استغلوا الحرب مع حماس لاستعراض عضلاتهم البحرية ضد أي سفينة ترتبط بإسرائيل، حتى إن كان ارتباطاً بسيطاً.
ويسلط حوريف الضوء على السبب في الوصول إلى هذا الموقف، ويقول إنه في ظل الحرب الخفية التي تدور بين إسرائيل وإيران في الخلفية، شهد عام 2019 شن إسرائيل هجوماً ضد ناقلات نفط إيرانية كانت متجهة إلى سوريا. رد الإيرانيون بشن هجمات ضد سفن إسرائيلية في خليج عمان والمحيط الهندي. وعندما نفذت حركة حماس عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول، رأت إيران فرصة لزيادة نفوذها، ويبدو أنها شجعت حلفاءها الحوثيين على مهاجمة السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، وهو أمر لم يلجأوا إليه كثيراً في السابق.
ويرى الكاتب أن أحد الطرق الممكنة للرد على هذا التهديد، يتمثل في نشر السفن الحربية ألمانية الصنع كورفيت ساعر 6، التي طلبتها البحرية الإسرائيلية في مايو/أيار 2015. تملك هذه السفن قدرات تتيح لها استغلال المسافات لصالحها، والإبحار في أرجاء البحر الأحمر. ومع ذلك، ثمة شك في أن إسرائيل مهتمة بخطوة كهذه لأنها لديها ما يكفي من الجبهات المفتوحة حالياً.
أما الخيار الثاني، فيتمثل في الاستشهاد بهذه التفاهمات التي تعود إلى عام 1975، وأن تطلب إسرائيل من الولايات المتحدة أن تنفذ ما ورد في هذه الاتفاقيات، سواء بالتزامن مع خطوات البحرية الإسرائيلية، أو بصورة مستقلة عنها. إذ تملك القدرات الأمريكية في المنطقة القدرات الكاملة اللازمة لتنفيذ مثل هذه العمليات.
البحر الأحمر أصبح أكثر أهمية لإسرائيل مع ازدياد التجارة مع آسيا
تأتي خطورة تأثيرات هجمات الحوثيين على السفن الإسرائيلية من كون إسرائيل دولة محاطة بالأعداء حتى لو أبرمت سلاماً مع بعضهم؛ ولذا معظم تجارتها الخارجية تأتي عبر البحار وأغلب تجارتها الخارجية مع دول آسيا؛ أي عبر البحر الأحمر.
وأوضح البروفيسور شاؤول حوريف في مقابلة عام 2021 مع TheMarker، أن “جزءاً حاسماً من تجارة إسرائيل يمر عبر قناة السويس ومضيق باب المندب، فبالنسبة لإسرائيل، أصبح البحر الأحمر ذا أهمية متزايدة”.
البيانات تثبت ذلك. ففي عام 2006، وصلت حوالي 191 ألف حاوية بضائع إلى الشواطئ الإسرائيلية من شرق آسيا، بينما جاءت 268 ألف حاوية من أوروبا الغربية. ولكن بحلول عام 2019، تم تفريغ ما يقرب من 278 ألف حاوية قادمة من آسيا في موانئ أشدود وحيفا، بينما انخفض العدد من أوروبا الغربية إلى حوالي 260 ألف حاوية.
وبعد الاستيلاء على السفينة حاملة السيارات، قال حوريف إن “الوضع أصبح أسوأ لأن الحوثيين حذروا صراحة هذه المرة من أن جميع السفن المملوكة لإسرائيليين والسفن التي لها صلة بإسرائيل هي أهداف مشروعة”.
وقال: “أختلف مع المحللين الإسرائيليين الذين قللوا من أهمية الحادث. هناك من يدعي أن هذه مجرد قرصنة لا علاقة لها بإسرائيل. لكن هذه ليست قرصنة، بل هي جزء من الشبكة الإيرانية التي تعمل ضد إسرائيل”.
شيئان يقلقان حوريف، الأول هو التهديد الذي يواجه الملاحة في البحر الأحمر؛ على سبيل المثال، ماذا سيحدث إذا بدأ الحوثيون في مهاجمة ليس فقط السفن المملوكة للإسرائيليين ولكن أيضاً تلك التي تتجه من وإلى إسرائيل.
ويقول: “إن العالم البحري حساس، والبيئة الأمنية غير المستقرة لها تأثير فوري. خلال الأيام الأولى من الحرب على غزة، كانت هناك سفن أعلنت أنها لن ترسو في ميناء عسقلان النفطي”، التي تقع شمال قطاع غزة وتعرضت لقصف كبير من المقاومة الفلسطينية.
“في بداية الحرب، كان هناك انخفاض بنسبة 40% في حركة المرور في أشدود (القريبة من غزة أيضاً)، في ظل المخاوف من عدم قدرة القبة الحديدية الإسرائيلية على حماية هذا الميناء”، وقال تشوريف: “إذا تطورت جبهة ثانية في الشمال وتعرض ميناء حيفا للخطر، فإن المشكلة ستكون أكثر خطورة”.
وهناك بعد مالي كبير لهذا الأمر، ويرجع ذلك أساساً إلى ارتفاع أقساط التأمين على السفن التي تحمل البضائع إلى إسرائيل. وتضررت أسهم شركة الشحن الإسرائيلية “زيم” من ذلك منذ اندلاع الحرب، ويتم تداولها اليوم بسعر منخفض مقارنة بنظيراتها العالمية، على الرغم من أن حصة صغيرة فقط من أسطولها تمر عبر قناة السويس.
ويختم حوريف مقاله بلفت الانتباه إلى أن إسرائيل لم تستوعب على ما يبدو الدرس من سبعينيات القرن الماضي -فيما يتعلق بأهمية التمكن من الإبحار في البحر الأحمر بحرية- مما يعرقل التجارة الدولية التي تحتاجها إسرائيل لتعزيز اقتصادها، لا سيما نظراً إلى أن الحرب التي تشنها ضد غزة تؤثر تأثيراً شديداً بأوجه عديدة لم تُفهم بصورة كاملة بعد.