ورد اسم مدينة سمرقند في أوزباكستان في الحلقة الثانية من مسلسل الحشاشين، الذي يُعرض في رمضان 2024، ما دفع الكثير من المشاهدين إلى التساؤل حول سر تسمية مدينة سمرقند الأوزبكية بهذا الاسم؟
سر تسمية مدينة سمرقند الأوزبكية بهذا الاسم
تقع مدينة سمرقند في جمهورية أوزباكستان، وهي ثاني أكبر مدنها بعد العاصمة طشقند.
تاريخياً كانت سمرقند واحدة من أهم مدن شرق آسيا، إذ بقيت عاصمة لدولة بلاد ما وراء النهر لمدة وصلت إلى نحو 500 عام، بدءاً من عهد الدولة السامانية، وصولاً إلى عهد الدولة التيمورية.
وبلاد ما وراء النهر هو اسم أطلقه المسلمون على الدولة التي كانت تضم: “كازاخستان، أوزوبكستان، قيرغيزستان، طاجكستان، تركمانستان”.
أما بالنسبة لسر تسمية مدينة سمرقند الأوزبكية بهذا الاسم، فيُروى أنها استُمدّت من شخصية تاريخية مهمة، اسمه “سمر”، وأضيف إليها كلمة “قند” نسبة إلى “kent” والتي تعني باللغة التركية “مدينة”، لتصبح فيما بعد سمرقند، وفقاً لما نقلته وكالة أنباء الأناضول التركية.
أما بالنسبة لموقع “الجزيرة نت”، ويعني اسم المدينة بالأوزبكية “قلعة الأرض” أو “وجه الأرض”، غير أنه تُروى معانٍ عديدة أخرى لاسمها، منها “مدينة سمر” نسبة إلى شخصية تاريخية بهذا الاسم.
في حين تقول روايات أخرى إنّ سر تسمية مدينة سمرقند الأوزبكية بهذا الاسم جاء من أصل الاسم (سا – أمور – قند) من لغة الإمبراطورية الآشورية الحديثة.
سا: وهي أداة تعريف تشير إلى عظمة المكان.
أمور: اتجاه الغرب بالآشورية.
قند: والتي تعني قلعة أو مقر الحكم.
سمرقند مدينة القباب الزرقاء ومركز العلم والثقافة عبر التاريخ
نظراً لكثرة القباب المزخرفة فيها المزينة بزخارف البلاط الأزرق، فإن مدينة سمرقند في أوزباكستان تلقب باسم “مدينة القباب الزرقاء”.
كما أنّ مدينة سمرقند مشهورة بكثرة المعالم الأثرية الإسلامية فيها لا سيما المساجد، وأبرزها مسجد “بيبي خانم” أو “بيبي هانم”الملقب باسم “جوهرة سمرقند”، وهو المسجد الذي بناه القائد المغولي المسلم تيمورلنك هديةً لزوجته.
كما تشتهر سمرقند بكثرة القصور التي بناها تيمورلنك ومنها:
قصر دلكشا (القصر الصيفي): وقد يتميَّز بمدخله المرتفع المزدان بالآجر الأزرق والمُذَّهب.
قصر باغ بهشت” شُيِّد بأكمله من الرخام الأبيض المجلوب من مدينة تبريز الإيرانية، وكان يحيط به خندق عميق مليء بالماء.
ميدان داجستان: أنشأ هذا الميدان أيضاً في عهد تيمورلنك من أجل عرض نتائج فتوحاته داخله.
مجمّع “كور أمير – Gur-i Emir: يعني “قبر الملك” وهو يضم ضريح تيمورلنك، وأبنائه، وأحفاده، إضافة إلى قبر شيخه، ومدرسة وجامع.
إضافة إلى ذلك تعد مدينة سمرقند الأوزباكستانية مركزا للعلم والفن والثقافة عبر التاريخ وأيضاً موطناً للعديد من كبار العلماء المسلمين.
ومن المحدثين المعروفين لسمرقند أبو الليث السمرقندي، وهو الفقيه المحدث نصر بن محمد بن إبراهيم السمرقندي الحنفي وهو صاحب كتاب “تنبيه الغافلين”.
ومنهم أيضاً أبو عمران عيسى بن عمر ابن العباس بن حمزة السمرقندي صاحب الإمام الدارمي.
وأيضاً العلامة الإمام الرحال أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد السمرقندي الكوخميثني.
إضافة إلى لإمام الحافظ عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام بن عبد الصمد التميمي الدارمي، أبو محمد السمرقندي، صاحب كتاب “المسند والتفسير والجامع”.
