تأتي مع الربيع إصابة الكثيرين بالحساسية، فتظهر أعراض مثل السعال والعطس. تلك الأعراض مألوفة جدا لمرضى الحساسية المزمنة، ولكن يمكنك معرفة ما إذا كان هذه الأعراض حساسية فقط أم شيئا أكثر من ذلك؟ وماذا يجب أن تفعل حيال ذلك؟
وفي تقريرهما الذي نشرته صحيفة “واشنطن بوست”، استطلع الكاتبان ليندسي بيفر وأليسون تشيو آراء أخصائيي الحساسية والمناعة حول الفرق بين أعراض الحساسية وغيرها من الأمراض.
ما أعراض الحساسية مقارنة بالفيروسات، مثل نزلات البرد أو الإنفلونزا أو كوفيد-19؟
قال الكاتبان إنه قد يكون من الصعب معرفة ذلك، ولكن هناك بعض الاختلافات الرئيسية بين الحساسية والفيروسات؛ فعلى سبيل المثال، فإن الحمى أو القشعريرة أو آلام الجسم تشير إلى وجود فيروسات مثل فيروس كورونا والإنفلونزا.
ما الأدلة الأخرى التي يمكن أن تساعد في التمييز بين الفيروس والحساسية؟
ونصح الكاتبان بالانتباه إلى الأعراض والتعرض المحتمل للأمراض؛ حيث قالت جودي تفرسكي، خبيرة الحساسية وأستاذ الطب المساعد في جامعة جونز هوبكنز: “إذا أخبرتنا، لم أعانِ من الحساسية من قبل، لكنني ذهبت إلى حفل عشاء الأسبوع الماضي واكتشفت أن 3 أشخاص أثبتت إصابتهم بفيروس كوفيد، والآن أعاني من أعراض لم أواجهها – الاحتقان، انسداد الأنف والشعور بالتعب قليلا، وهذا يختلف تماما عن شخص يخبرك بنفس النوع من الأعراض دون تعرض جديد، ولكن في الواقع له تاريخ مرضي مع الحساسية”.
وبحسب الكاتبين؛ فقد قالت مونيكا غاندي، خبيرة الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، إنه عندما تكون في شك، اتصل بطبيب الرعاية الأولية أو اذهب إلى مركز رعاية عاجلة لإجراء الاختبار، وأضافت: “كل هذه الفيروسات تكون خفيفة حقا لدى غالبية الأفراد”.
هل يمكن للاختبار أن يخبرني بنوع الفيروس الذي أعاني منه؟
ولفت الكاتبان إلى أن الخبراء قالوا إن معظم فيروسات الجهاز التنفسي تظهر بأعراض متشابهة: الحمى والقشعريرة وآلام الجسم والسعال والعطس والاحتقان والتهاب الحلق وبحة في الصوت والصداع، وأحيانا التهابات الأذن الوسطى.
وشدد الكاتبان على أنه قد يكون من المهم معرفة ما إذا كان فيروس كورونا أو الإنفلونزا، على سبيل المثال، خاصة بالنسبة لأولئك المعرضين لخطر أكبر للمضاعفات؛ حيث يمكن علاج هذين الفيروسين بأدوية مضادة للفيروسات.
وأفاد الكاتبان بأنه يمكن لاختبارات مسحة الأنف في عيادة طبيب الرعاية الأولية أو مركز الرعاية العاجلة اكتشاف فيروس كورونا والإنفلونزا.
هل تزيد الإصابة بالحساسية من خطر الإصابة بفيروس كورونا؟
استعرض الكاتبان دراسة دولية واسعة النطاق نشرت في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة الأميركية وجدت أن ارتفاع مستويات حبوب اللقاح المحمولة جوا يبدو مرتبطا بزيادة معدلات الإصابة بفيروس كورونا، لكن الخبراء أكدوا أن الارتباط لا يعني بالضرورة السببية، وحثوا الناس على عدم القفز إلى استنتاجات بشأن مستويات المخاطر الخاصة بهم بناء على تلك النتائج.
وبحسب الكاتبين؛ فقد أشار تفرسكي إلى أنه بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية، فإن ارتداء الأقنعة قد يكون بمثابة “واجب مزدوج” في يوم ترتفع فيه أعداد حبوب اللقاح. وقال: “هذا قد لا يمنع استنشاق جزيئات الفيروس فحسب؛ بل قد يمنع استنشاق جزيئات حبوب اللقاح”.
ما فيروس الميتانيمو البشري؟
وذكر الكاتبان أن بعض منشورات وسائل التواصل الاجتماعي تناقش فيروس الميتانيمو البشري (metapneumovirus)، والذي ويمكن أن يسبب مجموعة واسعة من حالات العدوى.
ونقل الكاتبان عن غاندي قولها: “عادة ما يسبب هذا المرض نزلة برد، وهو أمر لا يشكل مشكلة كبيرة لدى معظم الأفراد”، لكنها قالت إنه يمكن أن تكون لها عواقب أكثر خطورة على الأطفال الصغار وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
ما الاحتياطات التي يجب اتخاذها؟
أوضح الكاتبان أن الفيروسات تنتقل بشكل شائع عندما يسعل الأشخاص المصابون أو يعطسون، مما يؤدي إلى انتشار المرض. وقالت غاندي: “لذا ابتعد عن الأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض”.
ونصح الكاتبان بممارسة النظافة الجيدة -السعال أو العطس في منديل أو في الجزء العلوي من الأكمام، وغسل اليدين بشكل متكرر، وحتى التفكير في ارتداء الكمامة، خاصة حول الأشخاص الأكثر عرضة لخطر، لكن الأهم هو البقاء في المنزل.