“يتسحاق يوسف” حاخام إسرائيلي، ولد عام 1952، يشغل منصب الحاخام السفاردي الأكبر لإسرائيل، يعد مرجعا دينيا مهما في الشريعة اليهودية. وهو واحد من أكبر حاخامين اثنين في إسرائيل، إذ يمثل هو طائفة السفارديم (اليهود الشرقيين)، بينما يمثل الحاخام الآخر طائفة الأشكناز (اليهود الغربيين). اشتهر بكرهه الشديد للعرب والفلسطينيين وتصريحاته العنصرية تجاههم.
المولد والنشأة
وُلد يتسحاق يوسف المعروف أيضا باسم “ريشون لتسيون” في 16 يناير/كانون الثاني 1952 في مدينة القدس بفلسطين المحتلة. وهو الابن السادس للحاخام الأكبر السابق لليهود السفارديم عوفاديا يوسف، المؤسس والزعيم الروحي لحركة شاس وهو حزب إسرائيلي ديني يميني متطرف، وقد كان والده معروفا بكرهه للعرب وتصريحاته العنصرية جدا تجاه العرب عموما، والفلسطينيين خصوصا، وأورث هذا الحقد لابنه يستحاق.
يتسحاق يوسف متزوج من روث، ابنة الكابالي رحميم عطية ولديهما 5 أطفال.
يهود السفارديم
مصطلح السفارديم يشير إلى يهود أصلهم من إسبانيا والبرتغال خلال العهد الإسلامي بالأندلس، انتقلوا إلى شمال أفريقيا وآسيا الصغرى والشام بعدما طردتهم محاكم التفتيش في القرن الـ15م، وعاش الكثير منهم تحت حكم الدولة العثمانية.
لكن هذ المصطلح أصبح يستخدم لاحقا لوصف اليهود الذين هاجروا إلى إسرائيل من العالم العربي والإسلامي قبل وبعد إعلان دولة إسرائيل عام 1948. وهم طائفة اليهود الشرقيين.
الدراسة والتكوين العلمي
التحق يتسحاق يوسف بمدرسة تلمودية ضمن نظام التعليم المستقل. وفي سن الـ12، بدأ دراسته في اليشيفا الابتدائية لبورات يوسف في كتمون في مدينة القدس. بعد ذلك، درس في مدرسة “يشيفات هنيجيف” في نتيفوت، ومن هناك أكمل تعليمه في مدرسة “يشيفات حبرون” في القدس.
التجربة الدينية والعملية
في عام 1973، بعد انتخاب والده لمنصب الحاخام الأكبر لإسرائيل، أسسا معا مؤسسة تعليمية دينية مخصصة للرجال المتزوجين الذين يواصلون دراستهم المتقدمة في النصوص اليهودية، خاصة التلمود والشريعة اليهودية.
في عام 1975، عُيّن حاخاما في القدس، وبدأ بإلقاء دروس حول “الهلخاه” (الشريعة اليهودية) عدة مرات في الأسبوع، وألقى محاضرات ودروسا في المدارس العامة غير الدينية، كما كان من مهامه تعزيز التعليم الديني والعناية بالشؤون اليهودية الأخرى في القرى المجاورة للقدس.
في عام 1980، تم تأهيله ليصبح حاخاما وقاضيا، مع أول دفعة من الخريجين، من قبل الحاخامات الأكبر لإسرائيل والحاخام الأكبر للقدس شالوم ميساس. ومع بداية الدفعة الثانية، تم تعيينه رئيسا لمدرسة دينية.
في عام 1992 وسع مؤسسته الدينية (اليشيفة) المسماة “حزون عوبديا” لتستوعب الأولاد في سن المدرسة الثانوية وما فوق.
والـ”يشيفة” تعني مؤسسة تعليمية يهودية تركز على دراسة النصوص التقليدية، خاصة التلمود والتوراة.
في 24 يوليو/تموز 2013، انتُخب لمنصب الحاخام الأكبر السفاردي لإسرائيل، وجرت مراسم التنصيب في 14 أغسطس/آب 2013 في المقر الرسمي لرئيس دولة إسرائيل.
مواقفه وتصريحاته
أثار يتسحاق جدلا كبيرا بمواقفه وتعليقاته في مناسبات عديدة، ففي مارس/آذار 2016، دعا اليهود المتدينين إلى إبعاد أطفالهم عن أفراد العائلة العلمانيين أو التقليديين لأنهم قد يكون لهم عليهم تأثير سلبي.
وفي الشهر نفسه، تعارضت تصريحاته مع توجيهات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي أيزنكوت، حول احترام قواعد الاشتباك وعدم قتل المهاجمين بعد استسلامهم، حيث قال “إن على الجنود قتل أي مهاجم بغض النظر عن العواقب”.
وأضاف: “أنه في حال عدم حمل المهاجمين للسلاح، يجب سجنهم مدى الحياة حتى يأتي المسيح لتحديد العماليق، الذين يمكن قتلهم بعد ذلك”.
والعماليق في التقاليد اليهودية والكتاب المقدس هم شعب قديم عاش في الشرق الأوسط، خصوصا في منطقة النقب وجنوب فلسطين. ويُذكرون كأعداء لبني إسرائيل ويعتبرون رمزا للشر والعداء لليهود وتتحدث العديد من الأساطير والتفسيرات حول معارك بينهم وبين بني إسرائيل.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2016، صرح بأن الانضمام إلى الجيش الإسرائيلي أو حتى التسجيل في الخدمة الوطنية المدنية “ليس من طريق التوراة” بالنسبة للنساء.
وقال إن “جميع الحكماء العظماء عبر الأجيال، بما في ذلك جميع الحاخامات الأكبر في إسرائيل، يعتقدون أنه محرم على الفتيات الذهاب إلى الجيش.. ليس فقط إلى الجيش ولكن أيضا إلى الخدمة الوطنية”.
وفي مايو/أيار2017 شبّه النساء العلمانيات بـ”الحيوانات” بسبب ارتدائهن ملابس يعتبرها غير محتشمة. وفي عام 2018 وصف الأشخاص ذوي البشرة السوداء بأنهم “قرود”، وأثار بذلك استياء يهود الفلاشا القادمين من إثيوبيا إلى إسرائيل.
وفي يناير/كانون الثاني 2020، واجه انتقادات لوصفه المهاجرين من الاتحاد السوفياتي السابق بالشيوعيين الكارهين للدين، ووصف نتنياهو تعليقاته تلك بـ”الفظيعة”، معتبرا المهاجرين “نعمة لإسرائيل”، لكن الحاخام دافع عن تعليقاته، مشيرا إلى أنه تم تحريفها سياسيا وأنه كان يقصد أقلية من المهاجرين.
وفي يناير/كانون الثاني 2021، خضع للتحقيق بعد أن تم ضبطه في العديد من التجمعات الجماهيرية في الأشهر الأخيرة من تلك السنة من دون الالتزام بأي من القواعد القانونية لمكافحة فيروس كورونا.
وصرح في يونيو/حزيران 2021 أن العلوم والرياضيات هي “هراء” وأن الطلاب يجب أن يدرسوا التوراة فقط لأنها الأهم.
كما اتهمه منتقدوه بتشجيع الاعتماد على المساعدات الحكومية والتبرعات الخيرية بدلا من تعزيز الاعتماد على الذات. وفي يوليو/تموز 2021، أثار الجدل مرة أخرى بقوله إن “العيش في الخارج أفضل من العيش وسط الإسرائيليين العلمانيين”.
وفي سياق حرب إسرائيل على غزة، فجرت تصريحاته في العاشر من مارس/آذار 2024 بخصوص رفض التجنيد العسكري في جيش الاحتلال ردود أفعال داخل الحكومة ومجلس الحرب، حيث صرح أنه في حال أُجبر المتدينون على الخدمة العسكرية فإنهم سيسافرون جميعا إلى الخارج.
ولطالما كانت مسألة تجنيد الحريديم -الذين يتهربون من الخدمة العسكرية بدعوى التفرغ لدراسة التوراة- ملفا شائكا في المجتمع الإسرائيلي.
مواقفه المتطرفة والعنصرية تجاه الفلسطينيين
اشتهر بإصدار فتاوى محرضة ضد العرب والفلسطينيين، إذ دعا إلى نفي الفلسطينيين وأي شخص غير يهودي، كما دعا إلى تنفيذ إعدامات ميدانية للمقاومين الفلسطينيين فور القبض عليهم بدلا من سجنهم.
وحرض في “فتوى دينية” يهودية على قتل كل فلسطيني يحمل سكينا، وعدم الخوف وعدم الاكتراث للمحكمة العليا، مضيفا أنه حلال، وتقرب من الرّب.
وصرح أن السماح لغير اليهود بالعيش في الدولة اليهودية مستمر فقط لأن “المسيح لم يأت بعد”.
ولا يختلف توجهه الفكري عن والده عوفاديا، الذي عرف بكرهه الشديد للعرب، وبلغ حد دعوته إلى إبادتهم جميعا بالصواريخ في يوليو/تموز2001، وأضاف في “عظة” السبت في كنيس بالقدس بمناسبة عيد الفصح اليهودي أن العرب “يجب ألا نرأف بهم، ولا بد من قصفهم بالصواريخ وإبادتهم” واعتبرهم أشرارا وملعونين”.
وفي أحد دروسه الدينية قال “إن العرب صراصير، يجب قتلهم وإبادتهم جميعا”، ووصفهم بأنهم أسوأ من “الأفاعي السامة”.
وتعتبر كتبه أساسية بين قطاعات كبيرة من اليهود السفارديم في إسرائيل والعالم. وقد فاز بجائزة الحاخام توليدانو من المجلس الديني في تل أبيب، وكذلك بجائزة راف كوك لهذه الكتب.