كشفت وسائل إعلام فرنسية تفاصيل قصة العثور على قاتل متسلسل ارتكب ما يصل إلى 31 جريمة قتل واغتصاب بحق أطفال وبالغين، وظلت الشرطة تطارده لسنوات حيث كان متخفياً، قبل أن يفتضح أمره بسبب ظهوره بمسابقة تلفزيونية، وفق ما نقلت صحيفة The Times البريطانية.
حيث ظهر القاتل المتسلسل فرانسوا فيروف، وهو ضابط شرطة متقاعد، في برنامج مسابقات تلفزيوني شهير في 2019، قبل عامين من انتحاره بعدما أدرك أنه من المحتمل أن يقع في قبضة الشرطة.
وبدا فيروف مرتاحاً أثناء حديثه مع المذيع الشهير في فرنسا، ناغي فام، وحاول الإجابة على أسئلة معلومات عامة وسط تصفيق جمهور الاستوديو دون معرفتهم بأنه قاتل متسلسل.
رسالة انتحار في الشقة
ويُنظَر إلى هذا الكشف، الذي نشرته مجلة Marianne الإخبارية، على أنه تأكيد على أنَّ فيروف، الذي عاش مع زوجته وطفليه في لا غراند موت بجنوب فرنسا، حيث كان يعتبر عضواً بارزاً في المجتمع، لم يحاول إخفاء هويته.
وهذا يثير تساؤلات حول سبب استغراق المحققين وقتاً طويلاً للعثور عليه، على الرغم من معرفتهم أوصافه، والاعتقاد القوي بأنَّ المُشتبَه به كان ضابط شرطة، بحسب صحيفة “ديلي ميل”.
وترك فيروف، البالغ من العمر 59 عاماً، رسالة انتحار في الشقة التي تناول فيها جرعة زائدة من الأدوية في عام 2021، أخبر فيها أرملته: “كنت أحمل بداخلي غضباً جنونياً جعل مني مجرماً”. وجاء في الرسالة: “كانت هناك أوقات لم أتمكن فيها من التحمل، وكان علي أن أدمر وأُدنِّس وأقتل شخصاً بريئاً”.
وأكدت عينة الحمض النووي أنه القاتل الذي كانت الشرطة تبحث عنه منذ العثور على سيسيل بلوك، 11 عاماً، ميتة في باريس عام 1986، وكان من بين ضحاياه الآخرين جيل بوليتي، فنية طيران تبلغ من العمر 38 عاماً، وإرمغارد مولر، وهي جليسة أطفال ألمانية تبلغ من العمر 20 عاماً، واللتان قُتلتا في باريس عام 1987.
31 جريمة قتل واغتصاب
ومن المعروف أنه اغتصب طفلين آخرين على الأقل، ويُشتبَه في أنه ارتكب ما يصل إلى 31 جريمة قتل واغتصاب حتى عام 1994، وفي ذلك الوقت، كان معروفاً لدى الضباط باسم Le Grêlé (الرجل ذو الندوب)، لأنَّ الشهود وصفوا وجهه المليء بحب الشباب. وكانت هويته الحقيقية لغزاً.
وعثرت مجلة Marianne على لقطات المسابقة التلفزيونية هذا الأسبوع؛ وفيها يقدم المذيع فيروف على أنه “فرانسوا من لا غراند موت”، الذي بدوره لم يُظهِر أية علامة على التخوف.
واسترسل فيروف بالحديث عن عمله في قوة القانون والنظام، قائلاً إنه كان ضباط شرطة مترجّلاً قبل الانضمام إلى شرطة الخيالة ثم إلى لواء الدراجات النارية، وأجاب أيضاً على سؤاليْ معلومات عامة حول الألعاب الأولمبية والتطعيمات ضد السل، لكنه أخطأ في الإجابة عليهما، لذا استُبعِد.
من جانبها، علَّقت أرملة فيروف، باتريشا تورانشو، قائلة إنَّ ظهوره في برنامج المسابقات كان “شكلاً من أشكال الاستفزاز”، وأضافت: “هذا لا يُصدَّق! لماذا؟ لأننا نعلم أنه قاتل متسلسل، ومع ذلك يظهر وكأنه شخص عادي. من المذهل رؤيته يشارك في اللعبة ويتحدى الجميع بطريقة ما. لكن هذا يؤكد في الوقت نفسه أنَّ كبار المجرمين يشبهون الأشخاص العاديين، وليسوا برؤوس وحوش”.