هدد الحوثي بمنع السفن الإسرائيلية من عبور رأس الرجاء الصالح، وهو ما يثير تكهنات بشأن خسائر الشركات من الهجمات في البحر الأحمر، وكيف تتعامل معها، وماذا إذا امتدت الهجمات فعلاً إلى ذلك الطريق البديل؟
تصعيد حوثي جديد
كان زعيم جماعة الحوثي في اليمن، عبد الملك الحوثي، قد أشعل مواقع التواصل الاجتماعي في أعقاب كلمة ألقاها وأعلن فيها “منع” السفن الإسرائيلية من عبور رأس الرجاء الصالح بجنوب أفريقيا: “نتجه بتوفيق الله إلى منع عبور السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي حتى عبر المحيط الهندي ومن جنوب أفريقيا باتجاه طريق الرجاء الصالح..”.
ولم يكتفِ الحوثي بهذا التهديد، بل أكده بالقول: “بدأنا ننفذ عملياتنا المرتبطة بها عبر المحيط الهندي، ومن جنوب أفريقيا باتجاه طريق الرجاء الصالح”.
كانت أزمة الملاحة في البحر الأحمر، قد بدأت في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بعد الإعلان عن استيلاء الحوثيين على سفينة تُدعى “Galaxy Leader”، مملوكة جزئياً لرجل أعمال إسرائيلي، رداً على الحرب الإسرائيلية على غزة، وأعلنوا عن استهدافهم للسفن المرتبطة بإسرائيل لحين انتهاء الحرب، وتوصيل الإمدادات للقطاع.
لكن الولايات المتحدة وسّعت الأزمة بقصفها للحوثيين، الذين ردوا باستهداف السفن المرتبطة بواشنطن ولندن، وتفاقم التوتر الذي أدى لارتفاع في أسعار الشحن بشكل كبير، مهدداً سلاسل التوريد العالمية. وبينما كانت السفن تنتظر في البحر المتوسط أو بحر العرب لدراسة الخيارات المتاحة، انشغلت شركات أخرى بفكرة تجاوز المضيق بالكامل، بحسب تقرير لمجلةForeign Policy الأمريكية. وبدأت تظهر بدائل برية أو برية بحرية لطريق البحر الأحمر شبه الحصري للتجارة بين آسيا والغرب، والذي يمر به نحو 10% من التجارة العالمية.
وكانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية وشركة أمبري للأمن البحري قد قالت، الجمعة 15 مارس/آذار، إن سفينة تجارية أبلغت عن استهدافها بصاروخ وتعرضها لأضرار على بعد 76 ميلاً بحرياً غربي مدينة الحديدة اليمنية. وقالت الهيئة في مذكرة “تعرضت السفينة لبعض الأضرار. وتم الإبلاغ عن سلامة الطاقم وتتجه السفينة إلى الميناء التالي”.
كما أفادت أمبري بأن السفينة، التي قالت إنها ناقلة، تعرّضت لهجوم صاروخي من الجانب الأيمن. وأضافت أن أضراراً لحقت بالسفينة، التي أدرجت على أنها تابعة لشركة إسرائيلية، لكن تم تغيير ملكيتها في فبراير/شباط 2024، غير أن ذلك لم يسفر عن إصابات.
كيف تعاملت السفن مع الأزمة؟
ورصد تقرير لرويترز كيف دفعت هجمات جماعة الحوثي في البحر الأحمر شركات الشحن إلى تغيير مسار السفن بعيداً عن الطريق الأقصر بين أوروبا وآسيا، وهو عبر قناة السويس المصرية.
وجاءت تفاصيل ردود فعل الشركات من مختلف القطاعات، على النحو التالي:
– شركات السيارات
*جيلي: قالت ثاني أكبر شركة لصناعة السيارات في الصين من حيث المبيعات، يوم 22 ديسمبر/كانون الأول، إن مبيعات سياراتها الكهربائية ستتأثر على الأرجح بتأخير في عمليات التسليم.
*ميشلان: قالت الشركة الفرنسية لصناعة إطارات السيارات يوم 12 فبراير/شباط إن مشكلات لوجستية مرتبطة بأزمة البحر الأحمر أثرت على تدفقات منتجاتها النهائية، خاصة المطاط الطبيعي، لكن هذا سيكون له تأثير “هامشي إلى حد معقول” على نتائج عام 2024.
*سوزوكي: استأنف مصنع الإنتاج في المجر التصنيع في 22 يناير/كانون الثاني وفقاً للخطة بعد توقفه منذ 15 يناير/كانون الثاني بسبب التأخير في وصول محركات يابانية الصنع.
*تسلا: أوقفت شركة تصنيع السيارات الكهربائية الأمريكية معظم إنتاج السيارات في مصنعها بالقرب من برلين في الفترة من 29 يناير/كانون الثاني إلى 11 فبراير/شباط بسبب نقص المكونات نتيجة تغيير طرق النقل.
*فولفو: أوقفت شركة صناعة السيارات السويدية في 12 يناير/كانون الثاني الإنتاج في مصنعها البلجيكي لثلاثة أيام بسبب تأخيرات.
كيف تعاملت شركات الطاقة مع أزمة البحر الأحمر؟
*شركة بريتش بيتروليم “بي.بي”: قالت شركة النفط العملاقة، 18 ديسمبر/كانون الأول، إنها أوقفت مؤقتاً كل عمليات النقل عبر البحر الأحمر.
*شركة إكوينور: قالت شركة النفط والغاز النرويجية في 18 ديسمبر/كانون الأول إنها غيرت مسار السفن التي كانت متجهة نحو البحر الأحمر.
*شركة إديسون: قال الرئيس التنفيذي لمجموعة الطاقة يوم 25 يناير/كانون الثاني إن الشركة تشهد تباطؤاً في إمدادات الغاز الطبيعي المسال من قطر.
*شركة قطر للطاقة: قال الرئيس التنفيذي لشركة قطر للطاقة يوم 12 فبراير/شباط إن انقطاعات الشحن ستؤثر على تسليمات الغاز الطبيعي المسال، وليس على إنتاجها. وقال مصدر كبير مطلع لرويترز في 15 يناير/كانون الثاني إن الشركة، وهي إحدى أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم، توقفت عن الإبحار عبر البحر الأحمر بسبب مخاوف أمنية.
*شركة شل: ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في 16 يناير/كانون الثاني أن شركة النفط البريطانية الكبرى علقت جميع الشحنات عبر البحر الأحمر إلى أجل غير مسمى. ورفضت شل التعليق. وقال المدير المالي للشركة في الأول من فبراير/شباط إنه يتخذ قرارات يومية متعلقة بالشحن عبر البحر الأحمر.
*شركة توتال إنرجيز: قالت شركة الطاقة والبترول الفرنسية، 7 فبراير/شباط، إنها لم ترسل سفناً عبر المنطقة منذ بضعة أسابيع. وقال رئيسها التنفيذي إن كلفة عبور البحر الأحمر ارتفعت، ويرجع ذلك جزئياً إلى ارتفاع كلفة التأمين.
*شركة فاليرو إنرجي: قالت شركة التكرير الأمريكية يوم 25 يناير/كانون الثاني إن هجمات البحر الأحمر أدت إلى ارتفاع أسعار شحن النفط الخام.
ماذا عن شركات الخدمات اللوجستية؟
*دي.إتش.إل: نصحت شركة الخدمات اللوجستية الألمانية التي لا تشغل السفن، لكنها تستخدمها لنقل الحاويات العملاء في 8 يناير/كانون الثاني بالتدقيق في إدارة المخزونات.
*فيديكس: قالت شركة توصيل الطرود الأمريكية العملاقة في 14 يناير/كانون الثاني إنها لم تشهد تحولاً كبيراً إلى الشحن الجوي بسبب الاضطرابات في البحر الأحمر.
وماذا عن تجار التجزئة؟
*شركة أديداس: قال الرئيس التنفيذي في الأول من فبراير/شباط إن اضطرابات الشحن في البحر الأحمر أثرت سلبا على هامش الربح الإجمالي، وإن أسعار الشحن “المرتفعة بشدة” زادت التكلفة وتسبب تأخير الشحن في بعض مشكلات التسليم. وحذر المدير المالي للشركة يوم 13 مارس/آذار من أن رأس المال العامل في أديداس قد يتأثر أيضاً إذا استمرت الاضطرابات.
*شركة دانون: قالت مجموعة الأغذية الفرنسية في ديسمبر/كانون الأول إن معظم شحناتها جرى تحويل مسارها، مما أدى إلى زيادة وقت النقل. وقال المتحدث باسم الشركة إنه إذا استمر الوضع لأكثر من شهرين إلى 3 أشهر، فسوف تقوم دانون بتفعيل خطط التخفيف، بما في ذلك استخدام طرق بديلة عبر البحر أو البر حيثما أمكن ذلك.
*شركة إيكيا: قالت الشركة السويدية لبيع الأثاث، 15 يناير/كانون الثاني، إنها تلتزم بتخفيضات الأسعار المخطط لها على الرغم من زيادة التكاليف، ولديها مخزون كافٍ لاستيعاب أي صدمات في سلسلة التوريد.
*شركة إنديتكس: قالت الشركة المالكة للعلامة التجارية زارا لبيع الملابس بالتجزئة إن متوسط مدد الشحن طالت بنحو أسبوع بسبب أزمة البحر الأحمر بعد تجنب سفن الحاويات المحملة بمنتجاتها قناة السويس ودورانها حول الطرف الجنوبي لأفريقيا.
*جون لويس بارتنرشيب: قال المدير المالي لمتاجر التجزئة البريطانية في 14 مارس/آذار إن الشركة شهدت تأخيرات في وصول المخزون وارتفاعاً في رسوم الشحن، لكن هذه الاضطرابات لم تؤثر جوهرياً على نتائج العام حتى 27 يناير/كانون الثاني.
*ماركس اند سبنسر: قال الرئيس التنفيذي لمتاجر التجزئة البريطانية في 11 يناير/كانون الثاني إن الشركة تتوقع بعض التأخير الطفيف في وصول الملابس والتسليم في المنازل بسبب اضطراب الشحن.
*شركة نيكست: قال الرئيس التنفيذي للمتاجر البريطانية لبيع الملابس بالتجزئة في الرابع من يناير/كانون الثاني إن نمو المبيعات سيكون طفيفاً على الأرجح، إذا استمرت الاضطرابات خلال عام 2024.
*بيبكو: حذرت الشركة المالكة لمتاجر باوندلاند في 18 يناير/كانون الثاني من أن إمداداتها قد تتأثر في الأشهر المقبلة إذا استمرت الاضطرابات.
*بريمارك: قال المدير المالي لشركة أسوشيتد بريتش فودز لرويترز في 23 يناير/كانون الثاني إن أعمال بريمارك التابعة لأسوشيتد بريتش فودز تتعامل مع الاضطرابات من خلال تعديل المواعيد وتدفق المخزون.
*سينسبري: قال الرئيس التنفيذي للشركة في 10 يناير/كانون الثاني “نتأكد من أننا نخطط لتسلسل المنتجات من منطقة آسيا والمحيط الهادي حتى نحصل على المنتجات بالترتيب الصحيح”، مضيفاً أن العقود طويلة الأجل مع شركات الشحن “تخفف أي تأثير على التكلفة إلى أقصى حد ممكن”.
*تارجت: قال مصدر مطلع يوم 12 يناير/كانون الثاني إن متاجر التجزئة الأمريكية تواجه بعض الاضطرابات في الشحنات من الهند وباكستان، واصفاً التأثير بأنه “طفيف” بشكل عام.
*تراكتور سبلاي: قال كبير مشغلي سلسلة التوريد بالشركة يوم 12 يناير/كانون الثاني إن عمليات التسليم لمتاجر التجزئة الأمريكية قد شهدت تأخيراً ما بين يومين إلى أكثر من 20 يوماً.
*وليامز سونوما: قالت لورا ألبير الرئيسة التنفيذية للشركة المالكة لبوتري بارن يوم 24 يناير/كانون الثاني إن وليامز سونوما تعيد توجيه الشحنات وتعمل على خطط طوارئ.
ماذا عن الشركات الأخرى؟
*أكزو نوبل: قال المدير المالي لشركة صناعة الطلاء الهولندية يوم 7 فبراير/شباط إن خطوط الإمداد الأطول وزيادة التكلفة قد تؤثران على الشركة التي تستورد موادها الخام من الصين. وأضاف “يؤثر هذا بالنسبة لنا على رأس المال العامل، لكن يمكن التعامل معه”.
*مجموعة بي.إتش.بي: قالت مجموعة التعدين الأسترالية العملاقة في 25 يناير/كانون الثاني إن الاضطرابات في البحر الأحمر أجبرت بعض مقدمي خدمات الشحن لديها على اتخاذ طرق بديلة مثل طريق رأس الرجاء الصالح.
*بد كوربوريشن: قال الرئيس التنفيذي للشركة الجنوب أفريقية للخدمات الغذائية في 21 فبراير/شباط إن الشركة تخزن مواد احتياطية للمساعدة في تعويض تأخيرات الشحن.
*برينتاج: قال الرئيس التنفيذي لشركة توزيع المواد الكيميائية الألمانية في 7 مارس/آذار إن أزمة البحر الأحمر أدت إلى تأخير شحن حاويات الشركة لما يتراوح بين أسبوعين و3 أسابيع إضافية، فضلاً عن ارتفاع الكلفة.
*إليكتروليكس: شكلت الشركة السويدية المصنعة للأجهزة المنزلية فريق عمل لإيجاد طرق بديلة أو تحديد عمليات التسليم ذات الأولوية لمحاولة تجنب الاضطرابات. وترى الشركة تأثيراً محدوداً على عمليات التسليم في الوقت الحالي.
وفي الثاني من فبراير/شباط، قال الرئيس التنفيذي للشركة إن التكلفة المتعلقة بالتطورات في البحر الأحمر يمكن التحكم فيها. وأضاف “إذا طال أمد الوضع، فإن قلقي من ارتفاع التكلفة أكبر من قلقي من احتمال الاضطرار إلى وقف الإنتاج مؤقتاً”.
*إسيتي: قالت الشركة المصنعة لعلامات تجارية مثل لبيريز وتي.إي.إن.إيه إنها على تواصل مع الموردين المتأثرين لضمان استمرار تدفق البضائع، لكنها أضافت أن التأثير على أعمالها محدود. وفي 25 يناير/كانون الثاني، قال الرئيس التنفيذي للشركة إنه يشهد تأثيراً سلبياً على تكاليف الشحن، لكنه لا يمكنه تحديد مدى هذا التأثير.
*إيفونيك: قالت شركة تصنيع المواد الكيميائية المتخصصة إنها تأثرت “بتغييرات في المسار وتأخيرات بعد إشعار قصير الأجل”، وتحاول التخفيف من التأثير عن طريق الطلب مبكراً، والتحول إلى الشحن الجوي حين يتيسر لها ذلك.
*جي.إي.كيم جي.إم.بي.إتش آند كو كيه جي: قالت شركة تصنيع الكيماويات الألمانية إنه نتيجة للتأخيرات، فقد خفّضت إنتاج أقراص منظفات غسالات الأطباق والمراحيض.
*كوني: قالت شركة تصنيع المصاعد الفنلندية إن الوضع قد يؤدي في بعض الحالات إلى تأخير الشحنات، لكن يتعين أن تتم معظم عمليات التسليم لعملائها في الموعد المحدد. وأضافت أنها استعدت للاضطرابات من خلال البحث عن وسائل وطرق توصيل بديلة.
*ليفي شتراوس اند كو: تواجه شركة تصنيع ملابس الجينز تأخيرات تتراوح من 10 إلى 14 يوماً في مواعيد النقل نتيجة لاستمرار اضطراب الشحن في البحر الأحمر. وحولت الشركة بعض الشحنات الأمريكية إلى الساحل الغربي تجنباً للشحن عبر البحر الأحمر وقناة السويس.
*لوجيتك: قال الرئيس التنفيذي لشركة تصنيع ملحقات الكمبيوتر يوم 23 يناير/كانون الثاني إن هوامش الربح ستتأثر بارتفاع تكاليف النقل بسبب أزمة البحر الأحمر.