فرنسا- أثارت مغنية كندية من أصول مغربية تفاعلات واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي بعد أن اتهمت الوفد الفرنسي ومجمع فرانس تلفزيون -خلال مسابقة يوروفيجن- بممارسة العنصرية عليها بسبب أصولها.
وقالت المغنية لازارا خلال تصريحاتها لدى بودكاست “كنت سمراءَ عندما جاؤوا لأخذي. لكن كان لا بد من أن أكون شقراء، مارلين مونرو، لذلكْ هناك ضغط، اتصلت بي رئيسة الوفد ألكسندرا ريدي-أميل غاضبة للغاية في الليل: يجب أن تصبغي شعرك. أنت عربية، مع شعر بني تبدين عربية للغاية، عندما تكونين شقراء، تبدين أقل عربية، والفرنسيون لا يحبون العرب”.
ورفض مجمع فرانس تلفزيون الإدلاء بأي تعليق لصحيفة لوباريزيان، إلا أنه نفى بشدة هذه الاتهامات التي وصفها بالتشهيرية، وتمسك بكامل حقوقه في ملاحقة لازارا -واسمها الحقيقي فاطمة الزهراء حفظي- قضائيا.
وانقسم نشطاء ومدونون عبر منصات التواصل ما بين مستنكر للحادثة متضامن مع الفنانة ذات الأصول المغربية، وآخر مهاجم لها ومتهما إياها بفبركة الأقاويل فقط من أجل تبرير إخفاقها في المسابقة واحتلالها المرتبة 16.
وكتبت المدونة إيري عبر حسابها على إكس “إنه حقا خيال نازي أن تريد تمثيل الفرنسيين بشعر أشقر وعيون زرقاء طوال الوقت، بينما في الواقع معظم الفرنسيين (الذين ولدوا أصليين) من ذوي الشعر البني”.
ودعا مدون آخر يدعى جيمي قائلا (إذا كنت تدعم هذه العنصرية الكبيرة ألكسندرا ريدي أميل وهي رئيسة الوفد، يرجى إلغاء متابعتي وتذكيرها بأنها لم تفعل شيئًا على الإطلاق من أجل فرنسا في مسابقة يوروفيجن”.
واعتبرت المدونة كريمة أن تعليقات حفظي مثيرة للشفقة فعلا لأنها لطالما بدت شقراء في عدد كبير من ألبوماتها.
وذكرت صحيفة لوباريزيان أن لازارا كانت تبدو شقراء فعلا سنة 2021 حين أطلقت أول ألبوم لها، لكنها وقبل مسابقة “يوروفيجن” بدت سمراء بشكل كبير.
من هي لازارا؟
فاطمة الزهراء حفظي (من مواليد 25 أغسطس/آب 1987) وتُعرف باسم لازارا، وهي مغنية وكاتبة أغاني كندية لأبوين مغربيين، عاشت طفولتها في مونتريال، واتجهت إلى الغناء في فرنسا. مثلت فرنسا في مسابقة الأغنية الأوروبية 2023 في ليفربول بأغنية، وحصلت على المركز الـ16.
وانطلقت زارا في عالم الغناء عام 2016، عندما أصدرت أغنيتها الأولى.
صعدت إلى الشهرة عام 2016، عندما أصدرت أغنيتها المنفردة الأولى “الربيع الأبيض” (Printemps blanc) بالتعاون مع مغني الراب الفرنسي نيرو.
وعام 2021، زادت شهرتها مع أغنية “سوف تذهب بعيدا” (Tu t’en iras) التي كانت تبث بانتظام في الإذاعة والتلفزيون.
والعام نفسه، تم ترشيح لازارا لجوائز الموسيقى الفرنسية الرائدة “إن آر جيه” (NRJ) باعتبارها الكشف الفرنكوفوني لهذا العام مدعومًا جزئيًا بنجاح ألبومها الأول (Traîtrise).
وفي 12 يناير/كانون الثاني 2023، تم اختيارها من قبل “فرانس تليفزيون: France Télévisions لتمثيل فرنسا ب مسابقة الأغنية الأوروبية 2023، لتصبح ثاني مغنية كندية تمثل البلاد بعد ناتاشا سانت بيير عام 2001.
مسابقة يوروفيجن
“يوروفيجن” هي مسابقة الأغنية الأوروبية، ينظمها اتحاد البث الأوروبي وتضم مشاركين يتم اختيارهم من قبل المذيعين الأعضاء باتحاد البث الأوروبي الذين يمثلون بلدانهم من جميع أنحاء أوروبا وخارجها.
ولدى كل مذيع مشارك مهلة حتى منتصف مارس/آذار لاختيار أغنية وفنان لأدائها. ويمكن اختيار الأغنية والفنان من خلال عرض فني مدته 3 دقائق. ثم يتنافس المشاركون في مسابقة الأغنية الأوروبية، التي تقام في مايو/أيار كل عام.
ويتكون شكل المسابقة من 3 عروض حية: نصف النهائي الأول (مساء الثلاثاء) ونصف النهائي الثاني (مساء الخميس) والنهائي الكبير (ليلة السبت المذهلة).
ويعمل المذيعون المشاركون لإعداد الأعمال التي ستتأهل من الدور نصف النهائي من العرض، على أمل الحصول على تذكرة إلى النهائي الكبير ليلة السبت، حيث سينضمون إلى من يسمون بالمذيعين “الخمسة الكبار” والمذيعين المضيفين (عادةً مذيع الدولة).
و”الخمسة الكبار” هم المذيعون المشاركون من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة، وهي مجموعة الدول التي تقدم من خلال هيئات البث الخاصة بها أكبر مساهمة مالية في تنظيم المسابقة.
ومن أشهر الفائزين بالمسابقة المطربة الفرنسية سيلين ديون التي فازت بكأس سويسرا عام 1988.
وعام 2022، تابع المسابقة 161 مليون مشاهد على شاشات التلفزيون، مع عدد أكبر من المشاهدين عبر الإنترنت.