في الوقت الذي كان الناس يستمتعون خلال سفرهم، كان هناك طفل يُولَد على متن الطائرة أثناء رحلة جوية، عندما جاء المخاض لامرأة فارة من الحرب في هايتي، وذلك بعد دقائق فقط من إقلاع الطائرة التي كانت تقلها لإجراء مقابلة من أجل الهجرة.
طفل يولد على متن الطائرة أثناء رحلة جوية
في يوم الجمعة 15 مارس/آذار 2024، كانت السيدة الهايتية ويلين تولوس والتي تبلغ من العمر 42 عاماً تسافر على متن شركة الطيران الوطنية في المكسيك “Aeroméxico”، في رحلة متجهة من العاصمة مكسيكو سيتي نحو مدينة سيوداد خواريز الحدودية مع أمريكا في شمال المكسيك.
بعد دقائق فقط من إقلاع الطائرة بدأت السيدة ويلين تشعر بانقباضات في الرحم، ولحسن حظها فإنّ زوجها ديوميتي سانتيل كان يرافقها في تلك الرحلة.
إذ كان الزوجان متجهين من العاصمة المكسيكية نحو المنطقة الحدودية مع الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كانا على موعد مع مسؤولي الهجرة الأمريكيين من أجل مناقشة طلب اللجوء الخاص بهما.
حاولت السيدة التي فرت مؤخراً رفقة زوجها من دولة هايتي الغارقة في أعمال العنف، أن تضبط نفسها وتتحمل تلك الآلام إلى حين هبوط الطائرة، لكنها لم تتمكن من ذلك.
لتبلغ السيدة الهايتية إحدى المضيفات على متن الرحلة الجوية رقم 113 بحالتها بعد حوالي 20 دقيقة من إقلاع الطائرة.
وبحسب ما ذكرته صحيفة Daily Mail البريطانية، فإنه ولحسن حظ السيدة الهايتية كان من بين الركاب طبيبة تدعى “ليتيسيا أوليفاريس”، ساعدت الأم في ولادة طفلها وهي في الجو دون أي مشاكل تذكر.
مقطع فيديو صوّره أحد ركاب الطائرة المكسيكية أظهر مضيفة الطائرة وهي تحمل الطفل بين يديها لتضعه بين أحضان والدته، وسط تعالي التبريكات للأسرة الهايتية وللطبيبة التي ساعدتهم على تجاوز هذه المحنة بسلام.
وبعد هبوط الطائرة في مطار أبراهام غونزاليس في سيوداد خواريز سارع المسعفون إلى نقل الطفل إلى مستشفى متخصص للأطفال، وتم فصله عن والدته لمدة يوم كامل بسبب أنّ الولادة تمّت في بيئة “غير خاضعة للرقابة”، قبل أن يلتئم شملهما مجدداً.
إدارة الصحة الإقليمية في المكسيك أكدت في بيان لها أنّ الأم خرجت من المستشفى بعد 24 ساعة من دخوله، وتمّ نقلها مباشرة إلى مستشفى الأطفال التخصصي لتتمكن من حمل طفلها بين يديها.
هديّة غير متوقعة من خطوط الطيران الوطنية المكسيكية
وبحسب صحيفة The Independent البريطانية، فإنّ شركة الطيران الوطنية المكسيكية كشفت عن هدية غير متوقعة قدمتها للطفل المولود على متن إحدى طائراتها.
والهدية هي عبارة عن 90 رحلة جويّة مجانية للطفل، وذلك كون الشركة كانت تحتفل في ذلك اليوم بالذكرى الـ90 لتأسيسها.
وقالت الشركة في بيان لها: “تشكر الشركة الأطباء على احترافيتهم وتُقدّر العمل الاستثنائي لطاقم المضيفات والطيّارين، ونود كذلك التأكيد على أنَّ سلامة العملاء ومعاونيهم هي أولويتنا القصوى”.
أي جنسية سيحمل الطفل الذي يولد على متن الطائرة؟
لسوء حظ الطفل أنه ولد في الأجواء المكسيكية، ولو أنه ولد في الأجواء الأمريكية لكان قد حصل على جنسيتها مباشرة.
بحسب شبكة CNN الأمريكية فإن الولايات المتحدة تمنح الجنسية تلقائياً للأطفال الذين يولدون على أراضيها أو في المياه أو الأجواء الأمريكية.
وتشير توجيهات وزارة الخارجية الأمريكية إلى أنه يجب أن يُدرج مكان ولادة الطفل الذي وُلد في المياه الدولية باسم “في البحر”، ويجب أن يُدرج مكان ولادة الطفل الذي وُلد في الجو، حيث لا تدّعي أي دولة السيادة باسم “في الجو”.
وبموجب اتفاقية الطيران المدني الدولي لعام 1944 واتفاقية الحد من الجنسية المجردة لعام 1961، تكتسب جميع الطائرات جنسية الدولة التي يتم تسجيلها فيها، ويُعامَل المولود على متن سفينة أو طائرة في المياه الدولية أو الفضاء الجوي كمن وُلد في بلد تسجيل السفينة أو الطائرة، وعليه تنطبق قوانين الولادة في البلد نفسه على الطفل المولود في طائرات وبواخر تحمل جنسيتها.
ما هي قوانين السفر للمرأة الحامل؟
على العموم، تعتبر الولادة في الطائرة أمراً نادراً جداً، إذ إنّ معظم شركات الطيران في العالم لا تسمح للمرأة الحامل في الثلث الأخير (28 – 35 أسبوعاً) من حملها بالسفر بالطائرة، فيما لا يُسمح للنساء بالسفر جواً للرحلات الداخلية بعد 36 أسبوعاً.
أما السبب فهو أنّ المرأة التي تصل إلى الثلث الأخير من حملها تصبح أكثر عرضة للإصابة بالعديد من المشاكل المحتملة مثل ارتفاع ضغط الدم، والتهاب الوريد، والولادة الكاذبة أو المبكرة.