تعرضت دار الأزياء الفرنسية “لويس فويتون” Louis Vuitton لانتقادات شديدة بسبب قميص بقيمة 820 دولاراً يحتوي على رسم “شريحة بطيخ” والتي باتت تستخدم مؤخراً كرمز لدعم الفلسطينيين؛ حيث اتهمها مؤيدو إسرائيل بمعاداة السامية، فيما اتهمها مؤيدو القضية الفلسطينية باستغلال الحرب في غزة لتحقيق الربح المادي، حسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.
القميص المقصود هو إحدى القطع في تشكيلة أزياء “ربيع وصيف 2024” التي أعلنت الدار الفرنسية “لويس فويتون” عن إصدارها، وهو قميص قطني أبيض بسيط مزيَّن على الجانب الأيسر منه بشعار الدار (حرف L، وحرف V) مكتوباً باللون الوردي والأخضر والأسود، وزعم بعض الناس على وسائل التواصل الاجتماعي أن الألوان التي كُتب بها الشعار جعلته يشبه “شريحة البطيخ”.
انتقادات لدار الأزياء الفرنسية
يستخدم كثيرون شعار “البطيخ” رمزاً لتأييد القضية الفلسطينية منذ مدة طويلة، وقد تزايدت شعبية الشعار في الأشهر الأخيرة بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الذين يستعملون الرموز التعبيرية للإشارة إلى دعمهم لفلسطين.
في غضون ذلك، اتهم كثير من المستخدمين الشركة بأنها تسعى إلى استغلال التعاطف الواسع مع الفلسطينيين وانتشار المؤيدين لقضيتهم على شبكة الإنترنت، لتحقيق مكاسب تجارية.
وكتب أحد المستخدمين على موقع إكس (تويتر سابقاً): “ما يبدو لي هو أن لويس فويتون تستغل وتنتفع من الحركة الجماهيرية لدعم الفلسطينيين. لكنهم لا يدعمون القضية الفلسطينية على الحقيقة”.
وأشار آخرون إلى أن حملات المقاطعة المؤيدة لفلسطين كانت أدرجت الشركة الفرنسية في قوائمها بعد أن أعلن الرئيس التنفيذي للشركة الأم LVMH عن زيادة الاستثمارات في شركات إسرائيلية، منها شركة الأمن السيبراني Wiz. وكتب مستخدم: “لوي فويتون مدرجة على قائمة المقاطعة بسبب دعمها للاحتلال الإسرائيلي، لكنها تلعب الآن على الحبلين لزيادة الأرباح”.
لجأ كثيرون في الآونة الأخيرة إلى استخدام الرموز التعبيرية التي تحمل شعار البطيخ وألوانه عبر الإنترنت للإشارة إلى فلسطين أو تأييد الفلسطينيين، لكي يتجنبوا “حظر حساباتهم” على وسائل التواصل الاجتماعي عند النشر عن حرب الاحتلال الإسرائيلية على غزة، والتي قتلت إسرائيل فيها حتى الآن أكثر من 32 ألف فلسطيني، وأصابت أكثر من 70 ألفاً.
لويس فويتون متهمة بمعاداة السامية
في المقابل، قال بعض الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي إن قميص لويس فويتون لا يحمل أي شعارات خفية، في حين اتهم آخرون الشركة الفرنسية بمعاداة السامية والتحيز ضد إسرائيل.
وسألت منظمة “أوقفوا معاداة السامية”، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، في تغريدة: “هل صممت @LouisVuitton قميصاً ثمنه 820 دولاراً للتغزل في حماس؟”، “انظروا إلى شعار البطيخ والألوان والمثلث المقلوب”.
وتستخدم حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) المثلث الأحمر للإشارة إلى أهداف الاحتلال الإسرائيلي في مقاطع الفيديو التي تنشرها لهجمات مقاتليها على قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
وقالت قناة i24 الإخبارية الإسرائيلية في تقرير -حُذف بعد مدة من نشره- إن الجدل دفع الرئيس التنفيذي لشركة LVMH، سيدني توليدانو، إلى التصريح بأن التوافق بين القميص وشعار البطيخ محض صدفة، وأن الشركة تنوي إزالة صوره من موقعها الإلكتروني.
ومع ذلك، لا تزال صورة القميص موجودة على الإنترنت، ولا يعرف السبب الذي دفع موقع القناة الإسرائيلية إلى حذف مقالها.
جدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها لويس فويتون احتجاجات تتعلق بالرموز الفلسطينية. فقد تعرضت في عام 2021 لانتقادات بسبب تسويقها وشاحاً بقيمة 700 دولار يشبه كثيراً الكوفية الفلسطينية التقليدية.