في دراسة حديثة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الطبية والعلمية، كشف الباحثون عن صلة محتملة بين استهلاك مشروبات الدايت بكميات كبيرة وزيادة خطر الإصابة بمشكلات خطيرة في نظام القلب، وتحديداً الرجفان الأذيني، الذي يؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم. هذا الاكتشاف يفتح باباً للتساؤلات حول تأثيرات البدائل الصناعية للسكر، ويضع تحت المجهر مخاطر الإفراط في تناول المشروبات التي يعتبرها كثيرون خياراً صحياً.
ما هي مشروبات الدايت؟
مشروبات الدايت، المعروفة أيضاً بمشروبات الصفر سعرات حرارية أو المنخفضة السعرات، تشير إلى تلك المشروبات التي تستخدم المُحليات الصناعية أو الطبيعية المنخفضة السعرات بديلاً عن السكر المكرر لتقديم طعم حلو بأقل كمية ممكنة من السعرات الحرارية.
هذه المُحليات، مثل الأسبارتام، وسوكرالوز، وستيفيا، توفر بديلاً لمن يسعون إلى الحفاظ على وزن صحي أو للأشخاص المصابين بالسكري الذين يحتاجون إلى تجنب السكر الطبيعي. على الرغم من الفوائد المروج لها، مثل الحد من السعرات الحرارية وتجنب ارتفاعات السكر في الدم، تثير مشروبات الدايت جدلاً واسعاً في الأوساط الصحية والعلمية بشأن تأثيراتها طويلة الأمد على الصحة، وضمن ذلك العلاقة بين استهلاكها المفرط ومخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل الرجفان الأذيني وغيره من القضايا الصحية.
العلاقة بين مشروبات الدايت والرجفان الأذيني
شملت الدراسة، التي تمت تغطيتها بشكل موسع من قبل شبكة “سي إن إن” الأمريكية، بيانات تقارب 202 ألف فرد تتراوح أعمارهم بين 37 و73 عاماً، وتمت متابعتهم على مدى عقد من الزمن. اللافت أن أكثر من نصف المشاركين في الدراسة كانوا من النساء، ما يسلط الضوء على تأثير هذه المشروبات على الجنسين بشكل متساوٍ.
الدراسة وجدت أن الأفراد الذين يتناولون لترين أو أكثر من مشروبات الدايت أسبوعياً، يواجهون زيادة بنسبة 20% في خطر الإصابة بالرجفان الأذيني مقارنة بأولئك الذين اختاروا الامتناع عن هذه المنتجات أو استهلاكها بكميات أقل. بالمقابل، فإن الأشخاص الذين يشربون كميات مماثلة من المشروبات المحتوية على السكر المضاف واجهوا زيادة بنسبة 10% في خطر الإصابة بهذا الاضطراب، مما يشير إلى أن البديل الصناعي للسكر قد تكون له تأثيرات جانبية خطيرة لا ينبغي تجاهلها.
يؤكد الباحثون أن هذه النتائج تدعو إلى القلق بشكل خاص في ظل انتشار الرجفان الأذيني عالمياً، حيث يعاني نحو 40 مليون شخص من هذه الحالة التي تتسبب في نبضات قلب سريعة وغير منتظمة. يمكن أن يظهر الرجفان الأذيني في صورة نوبات عرضية أو يستمر كحالة دائمة، ما يزيد من المخاطر.