غـــــــــــزة

يـــــــــــوم

منوعات

الشيخوخة تُجبر شركة يابانية على التوقف عن صنع حفاضات الأطفال وزيادة إنتاج حفاضات البالغين

نتائج الثانوية العامة

أعلنت إحدى الشركات الكبرى لتصنيع الحفاضات والمنتجات الصحية في اليابان التوقفَ عن تصنيع حفاضات الأطفال الرضع، والاتجاه بدلاً من ذلك إلى زيادة إنتاج حفاضات البالغين، وقد وُصفت الخطوة بأنها دليل على ارتفاع معدلات الشيخوخة في اليابان، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء 27 مارس/آذار 2024.

حيث قالت شركة “أوجي هولدنغز” Oji Holdings للمنتجات الورقية إنها ستتوقف عن تصنيع حفاضات الأطفال الرضع في سبتمبر/أيلول وسط تراجع حاد في الطلب. ويأتي ذلك بعد أن شهدت الشركة انخفاض مبيعات حفاضات الأطفال من ذروة بلغت نحو 700 مليون دولار في عام 2001 إلى 400 مليون دولار اليوم.

في المقابل، تجاوزت مبيعات حفاضات البالغين مبيعات حفاضات الأطفال في اليابان على مدار ما يزيد على 10 سنوات، وتشير بيانات الإحصاءات السكانية الأخيرة إلى أن البلاد مستمرة في المضيّ بهذا الاتجاه.

إذ كشفت بيانات الإحصاء اليابانية أن عدد المواليد انخفض في عام 2023 إلى أدنى مستوى له في تاريخ اليابان بالقياس إلى عدد الوفيات، إذ بلغ عدد المواليد 758631 مولوداً، أما الوفيات فبلغت 1590503 حالة وفاة.

كما ذكرت هيئة الإذاعة اليابانية NHK أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً باتوا يمثلون أقل من 12% من سكان البلاد في عام 2022، في حين أن أولئك الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فما فوق وصلت نسبتهم إلى نحو 30%.

بناءً على ذلك، يُتوقع أن ينخفض عدد السكان من 125 مليون نسمة (حالياً) إلى ما يقدر بنحو 88 مليون نسمة في عام 2065، ما يعني انخفاض عدد السكان بنسبة 30% في غضون 45 عاماً.

الشيخوخة في اليابان “أزمة وجودية”

فيما صف رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، هذا الانخفاض الشديد في معدل المواليد بأنه “أزمة وجودية”، وتعهَّد بالعمل على تغيير ذلك من خلال تقديم مساعدات مالية للأسر، وتيسير الوصول إلى خدمات رعاية الأطفال، وزيادة إجازة الأبوة.

في هذا السياق، نقلت صحيفة The Independent البريطانية تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الياباني في يناير/كانون الثاني، وأطلق فيها  تحذيراً شديد اللهجة من عواقب الأزمة السكانية في ظل ارتفاع معدلات الشيخوخة في اليابان.

إذ قال إن البلاد “على حافة العجز عن تلبية الوظائف الاجتماعية” بسبب انخفاض معدل المواليد، لذا فإن هذه القضية “إما أن تُحل الآن وإما لن تُحل أبداً”، و”إذا أردنا أن نضع استدامة اقتصاد بلادنا ومجتمعنا وشموليته في المكان الصحيح، فلا بد من أن نجعل زيادة الأطفال في صدارة الاهتمام بين سياساتنا”.

مع ذلك، تشير البيانات إلى أن الحملات الحكومية الوطنية والمحلية لتشجيع الناس على تكوين أسر أكبر لم يكن لها تأثير يذكر، إلا في سنوات قليلة.

فيما تذهب التقديرات إلى أن المرأة اليابانية تنجب في المتوسط 1.3 طفل خلال حياتها، في حين أن النسبة اللازمة للحفاظ على التعداد السكاني الحالي تبلغ 2.1 طفل في المتوسط.

قال متحدث باسم شركة “أوجي” إن الشركة ستزيد من إنتاج الحفاضات وغيرها من المنتجات الصحية لكبار السن، التي يُتوقع تزايد الإقبال على استخدامها في دور رعاية المسنين والمرافق العامة الأخرى. وأوضح المتحدث أن “الطلب على حفاضات الأطفال يتناقص بسبب عدة عوامل، منها انخفاض معدل المواليد”.

من المفترض أن الشركة اليابانية ستواصل بيع حفاضات الأطفال محلياً حتى نفاد المخزون، وتخطط لتوسيع الإنتاج في دول أخرى، مثل إندونيسيا وماليزيا، يُتوقع أن يتزايد الطلب فيها.


أسعى جاهدًا لنقل الحقيقة والوقائع بكل دقة وموضوعية للجمهور، مؤمنًا بأن الإعلام له دور هام في بناء وتشكيل الرأي العام وتوجيه المجتمع نحو الإصلاح والتغيير الإيجابي.

منشورات ذات صلة