انتُخب الجراح البريطاني من أصول فلسطينية غسان أبو ستة، رئيساً جديداً لجامعة غلاسكو، إحدى أكبر جامعات اسكتلندا من حيث عدد الطلبة، وواحدة من أقدم جامعات بريطانيا.
وحصل الطبيب الفلسطيني، المتخصص في علم الجراحة والتجميل، حسب ما نشرته وسائل إعلام فلسطينية، على 4172 صوتاً، بنسبة بلغت 80% من الأصوات، ليتمكن بذلك من شغل منصب رئيس الجامعة لثلاث سنوات.
فيما قال الجراح المعروف، الذي درس في الجامعة ذاتها، في تصريح سابق لصحيفة “هيرالد” إن “جلاسكو التي عرفتها هي مدينة أممية، كان شعبها دائماً في المقدمة، ليس ضد حركة الفصل العنصري فقط، بل في التضامن مع حقوق الجميع”.
وأبو ستة، الذي عمل جرّاحاً في مناطق النزاعات والحروب مثل العراق وسوريا يتمتع بخبرة ثرية ورؤية مستقبلية لمنصب الرئاسة، ويتطلع إلى تعزيز التعليم والابتكار والتمثيل الشامل داخل الجامعة.
من هو غسان أبو ستة؟
غسان أبو ستة أستاذ متخصص في جراحة التجميل وإعادة الترميم، وقد حصل على تعليمه الطبي في جامعة غلاسكو البريطانية، وتدرّج بعد ذلك في لندن.
تخصّص لاحقاً في جراحة القحف والجمجمة للأطفال، وجراحة الحنك المشقوق في مستشفى “غريت أورموند ستريت”، إضافةً إلى إعادة ترميم الإصابات في مستشفى لندن الملكي.
عام 2011 انضمّ إلى المركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت (AUB)، حيث ترأس بعد عام قسم الجراحة التجميلية، وبرنامج إصابات الحرب لدى الأطفال، وصار المسؤول عن العيادة المتعددة التخصصات بإصابات الحرب.
شارك في عام 2015 بتأسيس منهاج طب النزاعات في معهد الصحة العالمي بالجامعة الأمريكية في بيروت، وأصبح مديراً له. وقد قاد عملية واقع معزز عبر منصة تفاعلية على الإنترنت، كانت الأولى من نوعها في لبنان والمنطقة، ساعدت أحد الجراحين في غزة على إعادة بناء يد طفلٍ كان يعاني من عيبٍ خلقي.
وفي 2020، بالتزامن مع انتشار فيروس كوفيد، عاد إلى بريطانيا واستقرّ بها بعدما بدأ العمل في الجراحة التجميلية والترميمية في القطاع الخاص. ومنذ عام 2021 يعمل محاضراً في مركز دراسات الانفجارات في جامعة “إمبريال كوليدج”.
ومنذ عام 1987، بالتزامن مع الانتفاضة الأولى، حرص غسان أبو ستة على المشاركة في علاج الجرحى الفلسطينيين حين كان لا يزال طالباً في كلية الطب. وعاد إلى غزة إبان الانتفاضة الثانية، حين أصبح طبيباً جراحاً، وتطوّع في علاج المصابين كطبيبٍ ميداني.
خلال 4 حروب متتالية شنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، كان يحرص غسان أبو ستة على أن يكون أول الموجودين في الميدان لمساعدة أهله. تكرر الأمر في عدوان 2008-2009، و2012، و2014، ثم 2018، وصولاً إلى عام 2023.
قبل ساعات من عملية “طوفان الأقصى”، في أكتوبر/تشرين الأول 2023، استطاع الدخول إلى قطاع غزة عن طريق معبر رفح، للانضمام إلى الفريق الطبي الذي يعمل على إنقاذ أكثر من 12 ألف مصابٍ سقطوا في 12 يوماً فقط من القصف الإسرائيلي.
مع الإشارة إلى أن القطاع الصحي الفلسطيني في غزة يعاني من شحٍّ في القدرات البشرية والمستلزمات الطبية، جراء الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال، لدرجة أنه أجرى عملياتٍ جراحية من دون تخدير بعد قصف المستشفى المعمداني.