غـــــــــــزة

يـــــــــــوم

منوعات

انتشرت في 20 ولاية.. “حرائق نهاية العالم” تشتعل في غابات المكسيك

وصلت حرائق الغابات إلى نحو 20 ولاية من أصل 32 في المكسيك، ما تسبب في عمليات إخلاء واسعة للسكان وإغلاق الكثير من الطرق وحدوث اضطرابات في المناطق المتضررة، لدرجة أن البعض وصفها بـ”حرائق نهاية العالم” بالنظر إلى شدتها واتساع رقعتها وامتدادها الجغرافي.

وتعمل فرق الطوارئ في المكسيك على احتواء الحرائق المتعددة المشتعلة منذ أيام وسط وجنوب البلاد، والتي من المرجح أن تتزايد خلال الأيام المقبلة بسبب استمرار ارتفاع درجات الحرارة.

واندلعت الحرائق بسبب ظروف الحرارة والجفاف التي تعيشها المكسيك خلال الأيام الأخيرة، وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية (إس إم إن) استمرار درجات الحرارة المرتفعة وقلة هطول الأمطار في جميع أنحاء المناطق المتضررة حتى 30 مارس/آذار الجاري على الأقل.

وتزيد درجات الحرارة على 40 درجة مئوية (104 فهرنهايت) في أجزاء من جنوب وغرب المكسيك، فيما تتجاوز 30 درجة مئوية (86 فهرنهايت) في معظم أنحاء البلاد.

وأبلغت اللجنة الوطنية للغابات في المكسيك حتى مساء أمس الثلاثاء عن ما لا يقل عن 126 حريقا في نحو 20 ولاية من أصل 32 ولاية في المكسيك، تسببت في عمليات الإخلاء وإغلاق الطرق وغيرها من الاضطرابات في المناطق المتضررة.

وقالت اللجنة الوطنية في منشور على منصة “إكس” -“تويتر” سابقا- “تم إخماد 31 حريقا في الغابات ولا يزال هناك 95 حريقا نشطا، وزادت حرائق الغابات بنسبة 60% خلال 24 ساعة”.

وتؤثر الحرائق النشطة على مساحة إجمالية تزيد على 6 آلاف هكتار (14 ألفا و826 فدانا)، ويشارك ما يقرب من 5 آلاف و700 فرد في أنشطة مكافحة الحرائق في جميع أنحاء البلاد.

وأودت النيران التي اندلعت في المنطقة القريبة من دوناتو غويرا بولاية مكسيكو بحياة 4 من أفراد الفرقة التي كانت تكافح النيران، فيما احترقت بعض المنازل في حريق غابات في نوغاليس بولاية فيراكروز، واندلعت الحرائق في المزارع الجبلية ما أدى إلى نفوق الماشية وتفحم المنازل.

وقالت صحف محلية إن “هناك 6 فرق جوية تتعاون في مكافحة الحرائق في عدة ولايات: نويفو ليون (شمال)، وخاليسكو (غرب)، والولايات الوسطى ميتشواكان، وهيدالغو، وولاية المكسيك، وفيراكروز في جنوب شرق البلاد”.

وأكد حاكم ولاية خاليسكو إنريكي ألفارو، في منشور عبر منصة “إكس” أنهم قاموا بالفعل بإطفاء الحريق الذي اندلع في منطقة سييرا دي كويلا.

قبلها، أعلن ألفارو أنه تمت السيطرة على حريق الغابات في منطقة لوس سيرويلوس قائلا، “أصبحت المنطقة بعيدة عن المخاطر بفضل العمل والشجاعة والتفاني الدؤوب من عناصر الجيش والشرطة والدفاع المدني وسيارات الإطفاء والمروحيات، لم يتوقفوا ليلا أو نهارا لرعاية رأسمالنا البيئي”.

وقالت كاتالينا فيلافورتي، إحدى سكان مجمع أسيراديرو مالتراتا السكني، “كل شيء دُمر، آلات العمل والأسرة والمراتب وكل شيء”.

ووجه ناشطون نداءات إلى المواطنين لمساعدة السلطات في إخماد الحرائق وتقديم الدعم للمتضررين من السكان حيث قالت لورا بارانكو في منشور على فيسبوك، “كيف نساعد في مكافحة الحرائق؟ في الوقت الحالي، تعد ولاية مكسيكو واحدة من أكثر الكيانات المتضررة”.

وأضافت، “يخوض المعركة مقاتلون من الحرس الوطني وكذلك مناطق الحماية المدنية بالبلديات وعناصر من الجيش، هناك العديد من الأشخاص الذين يضحون بحياتهم من أجل غاباتنا. يرجى التوجه إلى أقرب نقطة دعم ويمكنك إحضار ما يلي: المياه ومشروبات الطاقة والأمصال والشوكولاتة والفواكه المجففة والخبز وعلب السردين والتونة والمايونيز والفلفل الحار”.

حرائق الغابات وظاهرة التغير المناخي

ووفق دراسة نشرتها دورية “إيرثز فيوتشر”، يتوقع فريق بحثي بمختبر أرغون الوطني في الولايات المتحدة تزايد معدلات حرائق الغابات وشدتها وطولها مع الزمن.

واستخدم الباحثون بيانات الأقمار الصناعية الصادرة من عام 1984 وحتى عام 2019 لدراسة 13 ألف حريق غابات سابق في قارة أميركا الشمالية وبشكل خاص الولايات المتحدة الأميركية، لمعرفة مدى ارتباط مخاطر الحرائق المحتملة بالحجم النهائي لحرائق الغابات.

وتوصل الباحثون إلى نتيجة مفادها أنه عندما كان خطر حرائق الغابات أعلى كان حجم حرائق الغابات أكبر، حيث تتوقع الدراسة أن يزداد خطر حرائق الغابات الشديدة بمعدل 10 أيام إضافية كل سنة، وفي بعض المناطق مثل السهول الكبرى الجنوبية في الولايات المتحدة الأميركية، سيرتفع معدل الحرائق ليصبح أكثر من 40 يوما إضافيا كل عام، معظمها سيكون في أشهر الربيع والصيف.

وذهبت الدراسة إلى أبعد من ذلك حيث تتوقع أن تمتد بعض حرائق الغابات إلى أشهر الشتاء وبشكل خاص مع انخفاض معدلات الأمطار عن ذي قبل، الأمر الذي يزيد من جفاف النباتات، وبالتبعية يسهل اشتعال وانتشار الحرائق بها.

وفي عام 2020، أجرى فريق دولي من العلماء مراجعة بحثية لـ57 دراسة سابقة أظهرت جميعها روابط بين التغير المناخي وزيادة تواتر وشدة طقس الحرائق، والذي يعرّف بأنه الظروف الملائمة لنشوب حرائق غابات، مثل درجات الحرارة المرتفعة وانخفاض الرطوبة وانخفاض هطول الأمطار والرياح العاتية.

وأشارت الدراسة إلى أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية وموجات الحر المتكررة وموجات الجفاف ستؤدي إلى زيادة احتمالية نشوب حرائق الغابات من خلال تعزيز طقس الحرائق.

وأظهرت بيانات الدراسة أن مواسم طقس الحرائق امتدت عبر ما يقرب من 25% من سطح الأرض النباتي، ما أدى إلى زيادة بنحو 20% في المتوسط العالمي لطول موسم طقس الحرائق.

2023.. عام حرائق الغابات الأكبر في العالم

وتسببت حرائق الغابات في العالم عام 2023 بمقتل وإصابة مئات الأشخاص، إضافة إلى دمار واسع النطاق وفقدان مساحات شاسعة من الغابات وانبعاثات مكثفة للكربون.

وكانت حرائق الغابات في كندا هي الأكبر في تاريخها، ومن بين الأكبر في السنوات العشر الماضية بجميع أنحاء العالم، حيث تجاوزت مساحة الغابات المتضررة في عام 2023 قرابة 18.5 مليون هكتار، وهي مساحة أكبر من مساحة كوريا الجنوبية وكوبا.

وفي مطلع أغسطس/آب 2023، اندلعت الحرائق في منطقة الغابات بجزيرة ماوي بولاية هاواي الأميركية ما أسفر عن مصرع 100 شخص، في أكبر عدد من الضحايا يتم تسجيله جراء الحرائق في البلاد خلال الـ100 عام الماضية.

وقال حاكم هاواي، جوش غرين، في تصريحات صحفية، إن نحو 2200 مبنى دمرت نتيجة الحرائق، وبلغت الأضرار المالية قرابة 6 مليارات دولار، فيما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن جزيرة ماوي “منطقة منكوبة” بسبب الحرائق.

كما اندلع حريق يوم 19 أغسطس/آب 2023 بمنطقتي “دده أغاج” و”مريج” في اليونان، ما أدى إلى مصرع 21 شخصا، واعتُبرت الحادثة أكبر حريق غابات تواجهه البلاد في الـ20 عاما الأخيرة.

وحسب تقرير هيئة الأرصاد الجوية اليونانية، تجاوزت مساحة الغابات المحروقة في المنطقتين 720 مليون متر مربع.

واندلعت في الأجزاء الوسطى والجنوبية من تشيلي حرائق غابات في فبراير/شباط 2023، أودت بحياة 24 شخصا ودمرت مئات المنازل وأكثر من مليار متر مربع، فيما اجتاحت تشيلي حرائق غابات أيضا في فبراير/شباط 2024 أسفرت عن 112 قتيلا على الأقل.

كما لقي 4 أشخاص حتفهم في حرائق غابات اندلعت بجنوب إيطاليا نهاية يوليو/تموز الماضي، وأسفرت عن إجلاء آلاف الأشخاص إلى مناطق آمنة.

وفي “تنريفي”، إحدى جزر الكناري جنوب غربي إسبانيا، أخلت السلطات 5 قرى بسبب حرائق الغابات في أغسطس/آب 2023، حيث تم إجلاء نحو 12 ألف شخص، واحتراق أكثر من 80 مليون متر مربع.

كما تم إجلاء أكثر من 3 آلاف شخص من الجزيرة نفسها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بسبب حريق غابات انتشر على مساحة 150 ألف متر مربع.


اشتري وجبة شاورما لـ شخص 1 من طاقمنا، (ادفع 5 دولار بواسطة Paypal) | لشراء وجبة اضغط هُنا


أسعى جاهدًا لنقل الحقيقة والوقائع بكل دقة وموضوعية للجمهور، مؤمنًا بأن الإعلام له دور هام في بناء وتشكيل الرأي العام وتوجيه المجتمع نحو الإصلاح والتغيير الإيجابي.

منشورات ذات صلة