بسبب عبء العمل الأكاديمي وضغوط الوقت التي يتعرّض لها الطلاب، يلجأ معظمهم في بعض الأحيان إلى استخدام روبوت الدردشة ChatGPT كأداة ذكاء اصطناعي توليدية، غير أنّه قد يكون لهذا الاعتماد تأثير سلبي وغير متوقع على ذاكرتهم على المدى البعيد، حيثُ كشفت دراسة جديدة نشرها موقع psypost عن الدورية الدولية لتكنولوجيا التعليم في التعليم العالي العلاقة بين اعتماد الطلاب والموظفين على ChatGPT وفقدان الذاكرة وانخفاض الأداء الأكاديمي.
كما سلطت نتائج الدراسة الضوء على دور الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم، ما يشير إلى استخدامه على نطاق واسع وعيوبه المحتملة، وفقاً للمصدر ذاته.
الذكاء الإصطناعي يسبب فقدان الذاكرة
وأشارت الدراسة المذكورة، إلى أنّ الطلاب الذين يعانون من ضغوط أكاديمية كبيرة هم أكثر عرضة للجوء إلى أدوات الذكاء الاصطناعي لمساعدتهم في إنجاز مهامهم.
وأجريت الدراسة المسلطة حول كيفية تسبب الذكاء الاصطناعي في فقدان الذاكرة على مرحلتين لفهم هذه الديناميكيات، في المرحلة الأولى قام الباحثون بتطوير مقياس لقياس استخدام طلاب الجامعات لـChatGPT للأغراض الأكاديمية.
أمّا في المرحلة الثانية من دراسة الذاكاء الإصطناعي، سعى الباحثون إلى التحقق من صحة نتائج المرحلة الأولى من خلال اختبار فرضيات محددة تتعلق بتأثير ChatGPT، حيث تم استطلاع عينة تضم 494 طالباً جامعياً عبر ثلاث فترات زمنية مختلفة، يتراوح كل منها بين أسبوع وأسبوعين.
وأثبتت تجارب الدراسة أنّ الاعتماد المتزايد من قبل الطلبة الجامعيين على ChatGPT له علاقة مباشرة بارتفاع مستويات المماطلة وفقدان الذاكرة، والتأثير السلبي على الأداء الأكاديمي، كما ينعكس على متوسط درجات الطلاب.
وتشير هذه النتائج إلى أنه على الرغم من أن ChatGPT يمكن أن يكون تطبيقاً مساعداً للطلاب في ظل ظروف معينة، إلا أن استخدامه المفرط قد يؤدي إلى آثار ضارة على سلوكيات التعلم ونتائجه.
ومن المثير للاهتمام أن الدراسة لم تجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين الحساسية لجودة المحتوى الذي يحصل عليه الطلاب من التطبيق واستخدام ChatGPT، ما يشير إلى أن مخاوفهم بشأن جودة العمل الأكاديمي لا تؤثر بالضرورة على قرار استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
سلاح ذو حدين CHATGPT
وسلّطت نتائج الدراسة الضوء على التأثير المزدوج المحتمل لـChatGPT في الأوساط الأكاديمية، حيث يعمل كأداة مفيدة تحت الضغط الأكاديمي، وكخطر محتمل على النزاهة الأكاديمية ونتائج تعلم الطلاب.
ونبّهت الدراسة إلى أنّه “يجب على الشخص العادي أن يدرك الجانب المظلم من الاستخدام المفرط للذكاء الاصطناعي”، حيث إنّه على الرغم من أن هذه الأدوات توفر الراحة، إلا أنها يمكن أن تؤدي أيضاً إلى عواقب سلبية مثل المماطلة، وفقدان الذاكرة، وضعف الأداء الأكاديمي.
ويفتح هذا البحث الباب أمام استكشاف تأثيرات استخدام ChatGPT على نتائج تعلم الطلاب وصحتهم بشكل أوسع، حيث يمكن للأبحاث المستقبلية التعمق في فهم كيفية تأثير الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية على المهارات المعرفية والصحة العقلية وتجارب التعلم الشاملة.
ومع ازدياد تطور الذكاء الاصطناعي وانتشاره، ارتفعت الأصوات التي تحذر من المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي على صحّة الإنسان، من بينها:
- التأثيرات النفسية: قد يسبب الاعتماد المفرط على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي شعوراً بالعزلة الاجتماعية وقلة التفاعل الإنساني، ما يؤثر على الصحة العقلية والعاطفية للأفراد، وفقاً لما ذكره موقع SIMPLLEARN.
- تهديدات الخصوصية: تنطوي التطبيقات والأنظمة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي على خطر انتهاك الخصوصية وسرقة البيانات الشخصية، ما يؤدي إلى مشاكل صحية ناجمة عن القلق والتوتر.
- التشخيص والعلاج الخطأ: أحياناً قد يحدث الذكاء الاصطناعي أخطاءً في التشخيص الطبي أو اقتراح علاجات غير مناسبة بناءً على تحليلات غير دقيقة، ما يؤثر على سلامة وصحة المرضى.