في تطور مثير أثار انتباه هواة الغوص في البحر في مصر، رصد غواصون ومحترفو الأنشطة البحرية فيديو يوثق ظهور قرش ماكو ، المعروف بسلوكه العدواني ومهاجمته للبشر، بالقرب من منطقة الجونة شمال الغردقة. الفيديو، الذي انتشر بسرعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، أثار موجة من القلق والهلع بين زوار هذه المنطقة.
وبحسب موقع “cairo24” المصري، أصدرت إدارة محميات البحر الأحمر بياناً رسمياً مساء الأحد 31 مارس/آذار 2024 ، في منشورها رقم 10 لسنة 2024، يتوجه خصيصاً إلى مسؤولي وأفراد غرفة سياحة الغوص والأنشطة البحرية بالمنطقة. البيان يؤكد على أهمية الالتزام الصارم بالمعايير الفنية وقواعد السلامة والأمان المتفق عليها سابقاً، والتي وضعتها غرفة سياحة الغوص والأنشطة البحرية بشأن التعامل مع أسماك القرش.
الإرشادات تشدد على ضرورة اتباع الإجراءات الوقائية وقواعد الأمان المعروفة، مع التحذير من أي سلوكيات قد تجذب أسماك القرش أو تشكل خطراً على سلامة الزوار والسائحين. هذه الخطوة تأتي في إطار جهود السلطات لضمان تجربة آمنة وممتعة لمحبي الغوص والأنشطة البحرية على سواحل البحر الأحمر.
أبرز التعليمات لتجنب قرش ماكو
أكدت إدارة محميات البحر الأحمر على أهمية الالتزام بالإجراءات والضوابط السلامة المعمول بها عالمياً. وجاء في بيانها تأكيد خاص على ضرورة تجنب أي تصرفات قد تجذب أسماك القرش أو غيرها من الأحياء البحرية الخطرة، مما يعرض السائحين للخطر.
إذ أوصت المحميات بضرورة توخي الحذر عند إقامة أنشطة السنوركلينج، خصوصاً الأنواع التي تعتمد على الانجراف، مؤكدة على أهمية اختيار الظروف الجومائية المناسبة لتنفيذ هذه الأنشطة. وأكدت كذلك على ضرورة منع التخلص من مخلفات الصرف الصحي في المياه، خاصةً بنطاق مواقع الغوص والأنشطة البحرية.
بالإضافة إلى ذلك تطرق البيان إلى أهمية إغلاق الإضاءات بأماكن إقامة السياح ليلاً، والتبليغ الفوري عن أي مخالفات تتعلق بالصيد، سواء من قبل القوارب أو الأفراد، لضمان حماية التنوع البيولوجي البحري، فيما نصحت المحميات السائحين بتجنب السباحة في المناطق المفتوحة خلال ساعات الصباح الباكر والغروب، وكذلك تجنب لمس الأشياء اللامعة أثناء السباحة. وشددت على أهمية مغادرة المياه فوراً في حالة الإصابة بجرح أو نزيف، لتجنب جذب الأحياء البحرية الخطرة.
حوادث تسبب فيها قرش ماكو بالبحر الأحمر
لم تكن هذه أول مرة يظهر فيها هذا النوع من القروش في السواحل المصرية؛ إذ التهم قرش ماكو سائحاً ألمانياً كان يسبح خلال رحلة بحرية في مدينة القصير السياحية المطلة على البحر الأحمر جنوب شرق مصر سنة 2020، هذا الهجوم الذي يعتبر ثاني هجوم خلال القرن الواحد والعشرين؛ إذ سبقه هجوم أول سنة 2014، إذ التهم فيهم هذا النوع من القروش سائحة ألمانية في مدينة شرم الشيخ فيما تسبب أيضاً في إصابة 4 سياح روس، وذلك في ثلاث هجمات مختلفة لسمك القرش ماكو.
أما سنة 2022 فقام القرش بالهجوم على سيدة نمساوية تبلغ من العمر 67 عاماً، إذ أدى هذا الهجوم الى وفاتها أثناء نقلها للمستشفى.
تعود سبب زيادة مهاجمة هذا النوع من الأسماك على البشر إلى العوامل التالية:
- أنشطة الصيد الجائر.
- الاستخدام المفرط لمواقع الغوص.
- السلوك البشري غير السوي من خلال التغذية بقصد أو بدون قصد.
- كسرالحاجز النفسي بين أسماك القرش والغواصين.
كل ما تريد معرفته عن قرش ماكو
يعتبر قرش ماكو من بين أكثر الحيتان الكبيرة مهاجمة للبشر في مختلف بحار ومحيطات العالم، كما أنه من بين الحيتان السريعة التي تصل سرعتها إلى أكثر من 70 كيلومتراً في الساعة، لهذا النوع من أسماك القرش نوعان وهما:
- قرش ماكو قصير الزعانف:
قرش ماكو القصير الزعانف، يمثل نوعاً كبيراً ضمن فئة أسماك القرش، متميزاً بمعدلات نمو أسرع نسبياً مقارنة بغيره من أنواع عائلة الصفيحات. البالغون من هذا النوع يصل متوسط طولهم إلى حوالي 3.2 متر ووزنه يتراوح بين 60 و135 كيلوغراماً.
يتسم هذا النوع بالتمايز الجنسي في الحجم، حيث تظهر الإناث بأحجام أكبر من الذكور. تُسجل عينات ناضجة وكبيرة تفوق في طولها 3.8 متر ووزنها 570 كيلوغراماً.
- قرش ماكو طويل الزعانف:
يعتبر هذا القرش جزءاً من عائلة اللخميات وينتشر في الأجزاء المعتدلة والاستوائية من المحيطات. يُعرف هذا النوع بأنه أقل شيوعاً مقارنةً بقريبه، القرش ماكو القصير الزعانف، وغالباً ما يشار إليهما معًا تحت المصطلح العام “الخدال”.
يفضل القرش ماكو الطويل الزعانف العيش في المياه العميقة ويمكن أن يعيش حتى عمق 220 متراً (720 قدماً)، مميزاً بجسمه الأنحف وزعانفه الصدرية الطويلة والواسعة، وهو ما يجعله سباحاً أبطأ مقارنةً بالقرش ماكو القصير.
هذا النوع من أسماك القرش مفترس بطبعه، يتغذى على الأسماك العظمية الصغيرة ورأسيات الأرجل. لا يزال العلماء غير متأكدين من قدرة القرش ماكو الطويل الزعانف على رفع درجة حرارة جسده فوق درجة حرارة الماء المحيط، رغم أنه يمتلك التكيفات الفسيولوجية اللازمة لذلك.
التكاثر لدى هذا النوع يتم عبر طريقة تسمى الحيوي مشيمي، حيث تفقس الأجنة من البيض داخل الرحم وتتغذى الأمهات على البويضات الميتة في المراحل المتأخرة من التطور.