رجيم التمر واللبن خلال شهر رمضان يعتمد على عنصرين أساسيين يوزعان على وجبتين في اليوم خلال فترة الصيام. يشتهر هذا النظام بكونه طريقة سريعة لفقدان الوزن على المدى القصير، لكنه غير صحي؛ إذ غالباً ما يؤدي إلى استرجاع الوزن المفقود بمجرد التخلي عن النظام الغذائي. يصنف هذا الرجيم ضمن الأنظمة الغذائية الصارمة، والتي يُنصح بتجنبها وعدم اتباعها.
يُقدم هذا الرجيم وعوداً بخسارة حتى 5 كيلوغرامات في الأسبوع، ويُزعم أيضاً أنه يساعد في التخلص من تراكم الدهون، خصوصاً حول مناطق الأرداف والبطن، ويُحسن عملية الهضم. يُسلط الضوء على فائدة التمر الذي يحتوي على 3.3 غرام من الألياف في كل 5 حبات، بينما يُعد اللبن مصدراً غنياً بالبروتينات، الفيتامينات، المعادن، الكالسيوم، والزنك، إضافة إلى أحماض مفيدة مثل الفوليك والثيامين، حسب ما توضحه دكتورة التغذية سينتيا الحاج في مقالها.
ما هو رجيم التمر واللبن؟
رجيم التمر واللبن يجذب الأفراد بسهولة تطبيقه؛ نظراً لانخفاض السعرات الحرارية وبساطة مكوناته وتحديد أوقات تناول الطعام، ما يجعله خياراً مفضلاً للعديد. ومع ذلك، يُعاب عليه نقصانه في توفير بعض العناصر الغذائية الأساسية، مما يُشير إلى أهمية اعتماد نظام غذائي متوازن ومبني على أسس صحية تتناسب مع الحالة الصحية والبدنية للفرد.
يُوصى بأن يتم اتباع رجيم التمر واللبن لمدة قصيرة تتراوح بين 3 إلى 7 أيام كحد أقصى، وذلك للنساء اللاتي لا يعانين من أي مشاكل صحية مسبقة، وتحت إشراف متخصص في التغذية. الاستمرار في اتباع هذا النظام لفترات طويلة دون مراقبة قد يؤدي إلى التعب ونقص في البروتينات، المعادن، والأملاح الضرورية للجسم، بالإضافة إلى فقره في مضادات الأكسدة وفيتامين C، ما قد يضعف الجهاز المناعي ويسبب الوهن العام.
يُعرف هذا الرجيم بقدرته على تحقيق فقدان الوزن بسرعة بفضل فعاليته في التخلص من الدهون. ومع ذلك، يُنصح بعد انتهاء الأسبوع المخصص للرجيم باتباع نظام غذائي متوازن للحفاظ على صحة الجسم وتجنب الإجهاد البدني والنقص الغذائي.
من المهم أيضاً تناول ما بين لترين إلى ثلاثة لترات من الماء يومياً بعد الإفطار لمنع الجفاف، بالإضافة إلى السماح بتناول الشاي، القهوة، اليانسون، أو البابونج دون إضافة سكر لتعزيز الترطيب، إذا كنتِ تسعين لفقدان الوزن بطريقة سريعة، يُقترح الاطلاع على رجيم التمر واللبن كخيار لإنقاص الوزن والتخلص من دهون البطن بفعالية.
عيوب رجيم التمر واللبن
الاعتماد على نوعين فقط من الأطعمة كأساس للنظام الغذائي ليس خياراً مثالياً للصحة على المدى الطويل. هناك عدة تحديات وعيوب مرتبطة بتناول الحليب والتمر فقط كجزء من نظام غذائي:
- تحمل الحليب:
ليس الجميع قادرين على استهلاك الحليب دون مشاكل. البعض قد يعاني من عدم تحمل اللاكتوز أو الحساسية تجاه بروتين الحليب، مما يؤدي إلى مشاكل هضمية وأعراض جانبية سلبية عند تناول الحليب.
- نقص العناصر الغذائية:
على الرغم من أن التمر والحليب يوفران العديد من العناصر الغذائية الأساسية، إلا أن الاعتماد عليهما وحدهما يؤدي إلى نقص في بعض العناصر الغذائية المهمة الأخرى التي يمكن الحصول عليها من مصادر غذائية متنوعة. تناول أطعمة متنوعة ضروري لتلبية الاحتياجات الغذائية الكاملة للجسم.
- تأثيرات السكر في التمر:
التمر يحتوي على نسبة عالية من السكر، واستهلاكه بكميات كبيرة قد يؤدي إلى زيادة مستويات السكر في الدم، مما يشكل خطراً خاصاً على الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري أو الأشخاص الذين يحاولون التحكم في مستويات السكر لديهم. من المهم الحرص على توازن كمية التمر المستهلكة يومياً.
- استشارة الطبيب:
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حالات صحية خاصة، مثل مرض السكري، من المهم جداً استشارة الطبيب قبل البدء بأي نوع من أنواع الأنظمة الغذائية القائمة بشكل رئيسي على التمر والحليب لضمان عدم التأثير سلباً على مستويات السكر في الدم أو الصحة العامة.
بشكل عام، تنويع مصادر الطعام وتضمين مجموعة واسعة من الخضراوات، الفواكه، البروتينات، والدهون الصحية في النظام الغذائي ضروري للحفاظ على صحة جيدة وتلبية جميع الاحتياجات الغذائية للجسم.
كيف يمكن اتباع رجيم التمر والحليب لإنقاص الوزن؟
تريد القيام بريجيم التمر واللبن، يوصي الأخصائيون باتباع هذه الطريقة لسلامة جسمك.
- الأسبوع الأول: البداية مع التمر والحليب أو الزبادي
- وجبة الإفطار: تناول 7 حبات تمر، واختر بين كوب من الحليب قليل الدسم أو كوب من الزبادي.
- الغداء: مثل وجبة الإفطار، تناول 7 حبات تمر مع كوب من الحليب قليل الدسم أو الزبادي.
- العشاء: اتبع نفس النمط، 7 حبات تمر وكوب من الحليب قليل الدسم أو الزبادي.
ينصح الأطباء بالحرص على شرب 2 إلى 3 لترات من الماء يومياً ويُسمح بتناول الشاي والقهوة والأعشاب بدون سكر.
- الأسبوع الثاني: التحول نحو نظام غذائي متوازن
بعد الانتهاء من الأيام الأولى “5 إلى 7 أيام” من الرجيم، يُنصح بالتوقف عن اتباع نظام التمر والحليب، خلال هذا الأسبوع، يُشجع على إضافة البروتينات الحيوانية، الكربوهيدرات، الخضراوات، والفواكه إلى النظام الغذائي، كما يُنصح بتجنب السكريات والحفاظ على استهلاك متوازن للكربوهيدرات.
ملاحظة:
من المهم الحفاظ على تنوع في النظام الغذائي بعد انتهاء فترة الرجيم لتلبية جميع الاحتياجات الغذائية للجسم، كما يفضل استشارة الطبيب قبل البدء بأي نظام غذائي، خصوصاً إذا كان يقتصر على عدد محدود من الأطعمة، من المهم استشارة مختص للتأكد من ملاءمته لحالتك الصحية.
يُذكر أن النظام الغذائي يجب أن يُبنى على أساس تحقيق التوازن وتلبية احتياجات الجسم الغذائية المختلفة، والأفضل دائماً هو اتباع نهج متوازن يشمل مختلف الأطعمة الصحية.
التمر.. جيد لخسارة الوزن
لا يكفي تناول نوع واحد من الطعام لضمان خسارة الوزن بفعالية، بل يتطلب الأمر استهلاك سعرات حرارية أقل مما يستهلكه الجسم يومياً. بينما يُساهم بعض الأطعمة في تعزيز عملية خسارة الوزن من خلال زيادة الشعور بالشبع وتقليل الرغبة الشديدة في الأكل، وكذلك تحفيز عملية التمثيل الغذائي، فإن الدور الدقيق للتمر واللبن في أنظمة الرجيم لم يُثبت بشكل قاطع علميًا، رغم أن كلاً منهما يحتوي على خصائص قد تساهم في هذه العملية.
التمر، على سبيل المثال، يعد مصدراً غنياً بالماء والألياف، ما يسهم في الشعور بالامتلاء ويُساعد على تنظيم حركة الأمعاء. يتكون أساساً من الكربوهيدرات والسكريات البسيطة التي توفر الطاقة بسرعة، مما يجعله خياراً مفضلاً بين الرياضيين.
إضافةً إلى ذلك، يحتوي على مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن مثل الحديد، الكالسيوم، المغنيسيوم، البوتاسيوم والفوسفور، بالإضافة إلى فيتامين A وفيتامينات B المتنوعة. يُشار إلى أن ثلاث حبات صغيرة من التمر توفر حوالي 60 سعرة حرارية، وهو ما يُعادل حصة واحدة من الفواكه.
من الناحية الصحية، يُعد التمر مضاداً للالتهاب بفضل غناه بالمغنيسيوم، كما يُساعد على التحكم في ارتفاع ضغط الدم بفضل احتوائه على البوتاسيوم والمغنيسيوم. بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر مصدراً جيداً لمضادات الأكسدة التي تُساهم في الوقاية من عدة أنواع من السرطانات مثل:
- سرطان الرئة.
- سرطان القولون.
- سرطان الثدي.
- سرطان البروستات.
- سرطان البنكرياس.
- كما يحمي البشرة من آثار الشيخوخة.
القيمة الغذائية للبن
كوب واحد من اللبن “الحليب” يُعد حصة غذائية غنية بالبروتينات، فيتامين A، فيتامين B، ومجموعة متنوعة من المعادن، أبرزها الكالسيوم، الزنك، والفوسفور، حيث يقدم ما يقارب 120 سعرة حرارية للجسم عند اختيار النوع متوسط الدسم.
يتميز الحليب بفوائده المتعددة، لعل أهمها دوره الحيوي في نمو العظام والحفاظ على صحتها، بفضل غناه بالكالسيوم وتعزيزه بفيتامين D في بعض أنواعه، ما يساعد على الوقاية من هشاشة العظام.
بالإضافة إلى ذلك يسهم الحليب في الحفاظ على صحة الأسنان، وقايتها من التسوس والبلاك بفضل محتواه العالي من الكالسيوم. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر مصدراً هاماً للبوتاسيوم، الذي يلعب دوراً في تقليل ضغط الدم عن طريق منع تضييق الأوعية الدموية.
من الفوائد البارزة للحليب، دعمه لإنتاج السيروتونين في الدماغ، بفضل مستويات فيتامين D التي يمكن أن تتواجد في الحليب المدعّم، مما يؤثر إيجابياً على المزاج، الشهية، والنوم. يساعد الحليب أيضاً في بناء العضلات والحفاظ على صحتها عبر العمر بفضل محتواه الغني بالبروتينات والأحماض الأمينية الأساسية.
الاستهلاك المعتدل للحليب قد يساهم في الحفاظ على الوزن ضمن معدلاته الطبيعية، ويلعب فيتامين D دوراً في تنظيم نمو الخلايا وحمايتها من الإصابة بالسرطان. إضافةً إلى ذلك، تساهم كميات الكالسيوم المتناولة في تقليل مخاطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، مثل سرطان القولون والمستقيم، سرطان المبيض، وسرطان الثدي، مما يجعل الحليب إضافة قيمة لنظام غذائي متوازن وصحي.