يقول الشاعر محمد سعيد المري إن التجربة الشعرية بمنطقة شبه الجزيرة العربية تجربة متشعبة ومتشابكة يصعب السيطرة عليها وصفا أو الإحاطة بها قولا.
ويضيف بقوله إن التجربة الشعرية لشعراء هذه الحقبة جعلت من شعرهم نصا واحدا كبيرا، فما يقوله الشاعر هنا يكمله الشاعر هناك، والنصوص مفتوحة على بعضها بعضا، فالتجربة متقاربة ومتعانقة في أعماقها، ومتباينة من حيث التعبير والتصوير، إذ ما يكتبه الشاعر هنا عن مأساة الوطن والغربة ومعاناته القائمة نجد صداه هناك.
ويسترسل قائلا إن فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل 1988 أسهم في شيوع الرواية، فلم يفز بها شاعر عربي، وإنما روائي عربي، فضلا عن كثرة الجوائز الرفيعة التي تمنح للرواية العربية، وخفوت صوت الشعر وانكباب الشعراء على كتابة قصيدة النثر، كل هذا جعل الرواية تتسلل لسد الفراغ الذي خلفه غياب الشعراء الكبار.
ويوضح أنه في إقليم الخليج والجزيرة العربية نشهد رواجا وحضورا طاغيا للسرد / الرواية باعتباره فن التفاصيل، ووجدنا كثيرا من الشعراء ينفضون أيديهم من الشعر ويتوجهون إلى الرواية، ويذكر من بينهم: محمد حسن علوان، ونجمة إدريس، وحمود الشايجي، وفوزية شويش السالم، وعالية شعيب.