منذ عام 309 هـ وحتى الوقت الحالي، شهدت رحلات المستكشفين تطورًا كبيرًا في دوافعهم ووسائلهم وطرق توثيقهم، حيث اندمجت التكنولوجيا والتقدم العلمي في هذا الميدان الذي يشد اهتمام البشر منذ العصور القديمة.
وتعليقًا على ما سبق، يقول يحيى زكريا، الخبير السياحي، والملقب بـ شيخ الجبل إنه في العصور الوسطى، كانت رحلات المستكشفين تدار بشكل رئيسي بدوافع تجارية ودينية، حيث كان الهدف الرئيسي هو اكتشاف طرق تجارية جديدة أو التوجه إلى أراضٍ مقدسة.
ويضيف زكريا إنهم كانوا يعتمدون بشكل كبير على وسائل النقل التقليدية مثل السفن الشراعية والحيوانات.
ويشير إلى أنه في الفترة الحديثة، شهدت رحلات المستكشفين تحولات هائلة، حيث أصبحت الرحلات الفضائية واستخدام التكنولوجيا الحديثة أحد أبرز السمات.
ويوضح يحيى زكريا أنه يعتمد المستكشفون الحديثون على وسائل النقل السريعة والمتطورة، مثل الطائرات والمركبات الفضائية، مما يسهل عليهم استكشاف أماكن نائية وصعبة الوصول، بالإضافة إلى ذلك، تقنيات التصوير ووسائل الاتصال الحديثة تسهل على المستكشفين توثيق رحلاتهم ومشاركة تجاربهم بشكل فوري مع العالم.
ويضيف أنه في مستهل القرن الثالث الهجري وما تلاه، ظهرت لدى العرب والمسلمين فكرة التّجوال في البلاد، ورصدِ ما بها من أعاجيب، ووصف الأقاليم وتضاريسها، وطبيعة حياة الشعوب، وتدوينها في كتب أضحت فيما بعد أيقونة ومنهاجا، ومرجعا يعود إليه الباحثون عربيا وغربيا، وتسطّر بشأنه العديد من المقالات والكتب.
ويؤكد يحيى زكريا أن الترحال في الأرض و السفر من السنن التي يدعو إليها القرآن الكريم سورة العنكبوت : “قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” ، و قد انطبق السير في الأرض و الترحال على العديد من الرحالة العرب والمسلمين، منهم من ارتحل من نفسه و منهم من اضطرته الظروف و المقادير إلى تغيير المنزل و السفر المستمر، و لا شك أن الرحالة العرب كانو كثرا إلا أن بعضهم اشتهر دون الآخرين، لذا إرتأينا أن نلقي نظرة على 10 من أشهر الرحالة العرب والمسلمين، الذين كان لهم أثر كبير في المسارات الجتماعية والاقتصادية والثقافية والانسانية.