/* توسيط جميع عناصر figure */ figure { display: flex; justify-content: center; align-items: center; width: 100%; /* ضمان اتساع العنصر بما يناسب الحاوية الأم */ margin: auto; /* وسط العنصر بشكل تلقائي */ flex-direction: column; /* ترتيب العناصر بشكل عمودي */ } /* توسيط الإطار المضمن */ .wp-block-embed__wrapper { display: flex; justify-content: center; align-items: center; width: 100%; /* اتساع الحاوية بما يناسب العنصر الداخلي */ } iframe { margin: auto; /* وسط الإطار في الحاوية الخارجية */ display: block; /* تأكد من أن الإطار يعرض ككتلة */ }
تواجه الإنسانية مخاوف متزايدة من المستقبل، سواء أكانت حروباً، أم كوارث طبيعية، أم حتى تغيرات مناخية غير متوقعة. في ظل هذه الظروف، برزت ظاهرة مثيرة للاهتمام وهي ملاجئ يوم القيامة. هذه الملاجئ، التي كانت يوماً مجرد فكرة مستقبلية، أصبحت اليوم واقعاً يجسد أعمق المخاوف الإنسانية ورغبتها في البقاء.
في هذا التقرير، نغوص في عالم هذه الملاجئ، نستكشف كيفية بنائها، ومن يقوم بشرائها، والأهم من ذلك، ما الذي يدفع الناس للاستثمار فيها بمبالغ ضخمة. نلقي نظرة على هذه الظاهرة من خلال عدسة الخبراء والمستثمرين والناجين المحتملين، لنكشف النقاب عن عالم مليء بالإثارة والرهبة، والذي يقدم لنا مرآة لمخاوفنا وآمالنا في مواجهة المجهول.
تاريخ بناء ملاجئ يوم القيامة
تستعد العديد من الدول الغربية إلى نهاية العالم وذلك عبر بناء ملاجئ خاصة استعداداً لهذا اليوم، وهي كل من:
- الولايات المتحدة الأمريكية:
خلال الحرب الباردة، تبنت الولايات المتحدة برنامجاً واسعاً لبناء ملاجئ نهاية العالم استجابة لتهديدات الحرب النووية. في عام 1963، وفقاً لوزارة الدفاع الأمريكية، تم توزيع براميل تخزين المياه بسعة 66 لتراً كجزء من التجهيزات الأساسية لهذه الملاجئ.
أبرز المشاريع في هذا السياق كان مشروع الجزيرة اليونانية والملجأ في جبل شايان، بالإضافة إلى مقر الحكومة الطارئ في كندا، حيث كانت تُعد المباني ذات الأقبية القوية تحت الأرض لاستخدامها كملاجئ مؤقتة. تم تمييز هذه الملاجئ بعلامات ثلاثية الفصوص باللونين الأصفر والأسود، وهي تصاميم من توقيع روبرت دبليو بلاكيلي، مدير فيلق المهندسين بالجيش الأمريكي، في عام 1961.
في نفس الفترة، وتحديداً في سبتمبر/أيلول 1961، انطلق برنامج المأوى المجتمعي بإشراف ستيوارت إل بيتمان، مستهدفاً توفير الحماية للمجتمعات المحلية. ومع ذلك، بحلول السبعينيات، أنهت الولايات المتحدة التمويل الفيدرالي لهذه الملاجئ، وفي عام 2017 بدأت نيويورك بإزالة العلامات الإرشادية للملاجئ نظراً لعدم جدواها.
- أوروبا:
في الاتحاد السوفييتي السابق ودول الكتلة الشرقية، تم تصميم أنظمة النقل الجماعي ومترو الأنفاق بشكل يسمح باستخدامها كملاجئ في حالات الطوارئ. على سبيل المثال، يعد خط مترو الأنفاق في سان بطرسبرغ الروسية الأعمق في العالم بمتوسط عمق 60 متراً، ومحطة أرسنالنا في كييف هي الأعمق على الإطلاق بعمق يصل إلى 105.5 متر.
في غرب أوروبا، قامت دول مثل ألمانيا والنمسا والسويد وسويسرا بتطوير شبكات واسعة من ملاجئ يوم القيامة. سويسرا بشكل خاص تميزت بإلزامية بناء ملاجئ في جميع المباني السكنية الجديدة منذ الستينيات، وبحلول عام 2006، كان لديها ملاجئ تكفي لأكثر من 114% من سكانها.
- المملكة المتحدة
أقامت المملكة المتحدة شبكة من ملاجئ يوم القيامة تحت الأرض تمتد عبر البلاد، حيث تضمنت أهدافاً استراتيجية مثل حماية الرئيس اليوغوسلافي السابق وأعضاء الحكومة خلال الحرب الباردة. أحد هذه الملاجئ، مركز قيادة Armijska Ratna Komanda D-0 المعروف بـ”السفينة”، كان مصمماً لتحمل تبادل نووي مباشر.
هذه الاستعدادات الواسعة تظهر الجهود المكثفة التي بذلتها الحكومات حول العالم لحماية سكانها في ظل تهديدات الحرب النووية، وتسلط الضوء على تحول الأدوار التي كانت تلعبها هذه الملاجئ في تلك الفترة من التاريخ.
كيف يتم بناء ملاجئ يوم القيامة
بناء ملاجئ يوم القيامة، أو ما يُعرف بملاجئ التداعيات النووية، يتطلب تدابير دقيقة ومواد محددة لضمان الحماية الفعالة ضد الإشعاع والتهديدات الأخرى. إليك كيف يتم بناؤها:
- التدريع الإشعاعي:
الملجأ الأساسي للتداعيات يتطلب دروعاً تقلل التعرض لأشعة جاما بمعامل 1000. لتحقيق هذا المستوى من الحماية، يتم استخدام مواد بسمك يعادل 10 أضعاف الكمية اللازمة لتقليل التعرض إلى النصف. على سبيل المثال، سمك 1 سنتيمتر من الرصاص، 6 سم من الخرسانة، أو 9 سم من الأرض المعبأة، يمكن أن يُستخدم لتقليل أشعة جاما.
- تصميم المأوى:
غالباً ما يُبنى المأوى على شكل خندق مع سقف مدفون بمقدار متر واحد من الأرض لتعزيز الحماية. يتم تصميم مداخل المأوى بزوايا قائمة لمنع دخول أشعة جاما، التي تسافر في خطوط مستقيمة. كما يُغطى السطح بطبقة من البلاستيك لجعله مقاوماً للماء.
- الأبواب المضادة للانفجار:
يُزود المأوى بأبواب خاصة مصممة لامتصاص الصدمات الناتجة عن الانفجارات والعودة إلى شكلها الأصلي بعد التعرض للضغط.
- التحكم في المناخ:
نظراً لأن الأرض تعمل كعازل حراري، يمكن أن يصبح الملجأ حاراً بمرور الوقت. لذا، يُستخدم إطار عريض مع لوحات متحركة لتبريد الملجأ عن طريق تحريك الهواء البارد إلى الداخل.
- مرشحات الهواء:
على الرغم من أن الغبار المتساقط لا يُعتبر خطيراً بشكل مباشر على الجهاز التنفسي، فإن بعض الملاجئ تُزود بمرشحات NBC (نووي، بيولوجي، كيميائي) لتوفير حماية إضافية.
- مواقع الملاجئ:
يمكن أن تكون الملاجئ العامة الفعالة في الطوابق الوسطى للمباني الشاهقة أو تحت مستوى الأرض في مبانٍ محمية.
- محتويات المأوى:
يجب أن يحتوي الملجأ على إمدادات كافية تشمل مياهاً، وغذاءً، ومواد أولية للبناء والصيانة، وأدوية، ومعدات للتواصل مثل راديو يعمل بالبطارية مع حماية ضد النبض الكهرومغناطيسي.
كل هذه الجوانب تضمن أن الملاجئ تقدم حماية مثالية في حالات الطوارئ القصوى، وتعد جزءاً حيوياً من الاستعداد للكوارث في العديد من البلدان حول العالم.
مشاهير لديهم ملاجئ نهاية العالم
في عالم يتزايد فيه الشعور بعدم اليقين، لا يدخر بعض من أثرياء العالم جهداً أو مالاً في بناء ملاجئ للنجاة من نهاية العالم. هذه الملاجئ ليست مجرد أماكن للاختباء، بل تعد تحفاً معمارية مجهزة بأحدث التقنيات والرفاهيات.
- توم كروز:
الممثل الهوليودي الشهير بأفلامه الجريئة وحياته المليئة بالأحداث، يخطط لتحصين مكانه في تيلورايد، كولورادو، بمخبأ يقدر بـ10 ملايين دولار. في أراضٍ تمتد على مساحة 298 فداناً، يعكس هذا المخبأ الذي يضم نظام تنقية هواء متطوراً وقدرة استيعابية لعشرة أشخاص، تركيز كروز على الأمن والاستعداد لأي طارئ. المخبأ، الذي يعد بالاكتفاء الذاتي لسنوات، هو جزء من ممتلكاته الفاخرة التي تضم مزايا مثل مهبط للطائرات الهليكوبتر وإسطبلات لركوب الخيل.
- كيم كارداشيان:
المعروفة بحياتها العامة المفعمة بالأحداث والحفلات، لا تترك شيئاً للصدفة عندما يتعلق الأمر بأمان عائلتها. بعد تعرضها للسرقة في باريس عام 2016، أصبحت كيم أكثر وعياً بالأمن الشخصي، ما دفعها للنظر في بناء مخبأ في منزلها الذي يقدر بـ60 مليون دولار. التصميم المتوقع للمخبأ يتضمن غرفة تحكم وأنظمة أمان متقدمة لضمان الحماية الكاملة لها ولأسرتها، على الرغم من أن التفاصيل المحددة بما في ذلك التكلفة والمساحة لم تُكشف بالكامل.
- مارك زوكربيرغ:
رائد التكنولوجيا ومؤسس فيسبوك، لديه تصور فريد لمخبئه في هاواي، جزء من مجمع يقدر بـ100 مليون دولار. يتميز هذا المخبأ بمساحة 5000 قدم مربع تحت الأرض، مزود بنظام طاقة مستقل ومخزون من الطعام يكفي لفترات طويلة. زوكربيرغ، الذي يعرف بدقته واهتمامه بالخصوصية، قد صمم المخبأ ليكون ملاذاً آمناً لا يتأثر بالأزمات العالمية أو الكوارث الطبيعية.
تعكس هذه الملاجئ ليس فقط قدرة هؤلاء الأفراد على الإعداد للمستقبل، ولكن أيضاً تصورهم للفخامة والأمان في ظل الظروف الأكثر تطرفاً.