وكالة ناسا للفضاء تعلن وجود أكثر من 300 مليون كوكب صالح للحياة في مجرتنا
منذ أن اكتشفنا نحن البشر وجود كواكب خارج مجموعتنا الشمسية، والتساؤل الذي يُحيّر أذهان العلماء هو، يا ترى كم واحد منها يصلح للحياة؟
اليوم اقتربنا عدة خطوات للإجابة عن هذا السؤال الهام.
وفقا لتقرير جديد صدر عن مؤسسة أبحاث الفضاء ناسا، فكل النجوم التي تماثل درجة حرارة شمسنا يدور حولها كوكب صخري تدعم ظروفه المناخية وجود ماء على سطحه، وذلك استنادا للمعلومات التي جمعها التلسكوب المتقاعد كيبلر والذي كانت مهمته إصطياد الكواكب.
وإن كنت تتساءل كم تبعد عنا هذه الكواكب فالعلماء يقولون لنا من خلال هذا التقرير أن أقربهم على بعد 20 سنة ضوئية وهذه تعد مسافة ليست بالبعيدة بالنسبة للقياسات الفلكية، ذكر التقرير أيضا أنه وفقا لأصعب الشروط ف7% من النجوم المشابه لشمسنا في درجة الحرار يدور حولها كواكب تصلح للحياة، ولكن بالنسبة للمعدل المتوسط قرابة 50% من تلك النجوم المشابه لشمسنا تود في مداراتها كواكب صالحة للحياة.
إن هذا التقرير يساعدنا لفهم مدى إمكانية وجود العناصر الهامة للحياة على الكواكب المختلفة، وهو ما يعد مهم للغاية للعلماء المتخصصين في علم الأحياء الفلكية (الاستورولوجي).
ولقد أعد التقرير مجموعة من العلماء عملوا على مدار السنوات ما بين 2009 وهو العام الذي انطلق فيه التلسكوب كيبلر إلى عام 2018 الذي تقاعد فيه التلسكوب وتوقف عن العمل، خلال تسع سنوات متواصلة قام التلسكوب برصد بلايين الكواكب الموجودة في مجرتنا درب التبانة، فالمجمرة تملك من الكواكب رقماً يفوق بكثير النجوم الموجودة بها.
يقول الكاتب الرئيسي للبحث ستيف بريسون والذي يعمل في مركز أبحاث تابع لوكالة ناسا في ولاية كاليفورنيا بوادي السيليكون :” لقد أخبرنا كيبلر بأن هناك بلايين الكواكب ولكننا اليوم لدينا مجموعة من تلك الكواكب الصخرية الصالحة للحياة، ورغم أن نتائجنا تلك تعد مبدئية إلا أنها مهمة ومثيرة للحماسة فإننا لم نعتمد وجود الماء فقط على سطح الكوكب بل لدينا معايير أخرى للصلاحية للحياة وتنطبق تلك المعايير الدقيقة على مجموعة من الكواكب وهو ما يثير الحماسة”
ولكي يقوم العلماء بحساب دقيق لتلك الكواكب، دققوا النظر على مجموعة كواكب نصف قطرها قريبة من نصف قطر الأرض، وركزو على الكواكب الصخرية منها، كما ركزوا البحث على نجوم في نفس عمر شمسنا وفي نفس درجة الحرارة أي ما يقارب 1.500 فهرنهايت.
ولقد تعاونت كل من وكالة الفضاء ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية حيث كانت عملت وكالة الفضاء الأوروبية على تحليل بيانات متعلقة بكم الطاقة الساقطة على الكواكب من نجومها وهي دراسة كما يقول العلماء تعطي نظرة مختلفة إلى الكواكب ونجومها، وتعطينا نتائج أدق عن الكواكب الصالحة للحياة.
ولأنه كما تقول باحثة الفضاء رافي كوبارابو ” النجوم تتباين عن بعضها البعض وكذلك الكواكب” فلذلك لا زالت الأبحاث مستمرة في هذا المجال فكم الطاقة اللازمة لوجود مياه على سطح الكوكب تختلف من كوكب لآخر، إلا إنه بتضييق النطاق وإذا وضعنا مقاييس صارمة للقياس سنجد أن 50% أن كل النجوم المشابهة للشمس تدور حولها كواكب صخرية مؤهلة لأن يكون على سطحها مياه.
يقول يريسون “بالنسبة لي فهذه النتائج تظهر إلى اكتشافنا لمحات عن ما يقع خارج مجموعتنا الشمسية، إن مجرتنا رائعة وبها العديد من الكواكب المدهشة، وبعض تلك الكواكب لا تختلف كثيرا عن كوكبنا.”
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هل إن كانت تلك الكواكب صالحة للحياة كما يقول العلماء فهل هي مأهولة بكائنات حية ذكية ؟ وهل سنتمكن يوما من التواصل معهم؟