وجهة الأطفال بعد يوم دراسي، يذهبون إليه ليمارسوا فيه لعب كرة القدم في ساحة بناء وسط مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، ساحة نادي جنين الرياضي أو “نادي مخيم جنين”.. هذه الساحة، التي شهدت وتشهد كل يوم تقريباً عزاء شهيد ارتقى على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
هذه الساحة، التي تعدّ مقراً لفريق جنين لكرة القدم والمشارك في الدوري الفلسطيني للشباب، لكنه أكثر من مجرد نادٍ رياضي؛ بل هي مكانٌ يشهد مختلف المناسبات الاجتماعية، بدايةً من الأعراس، وصولاً إلى مراسم الحداد على الشهداء واللقاءات الاجتماعية لأهالي المخيم.
تأسيس نادي مخيم جنين
بدأ نادي جنين نشاطه عام 1954، مع إنشاء المخيم بمبادرة من وكالة الأمم المتحدة للإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”؛ حيث كان مركزاً لتقديم المساعدات الإنسانية، من طعام وشراب وتوفير المأوى.
يقول أبو وعد، المدير الرياضي لنادي مخيم جنين، في تصريحات صحفية سابقة: “تأسس النادي ومركز الشباب الاجتماعي لتلبية احتياجات سكان المخيم الاجتماعية والرياضية والثقافية”. ويُضيف: “شهد المركز تطوراً ملحوظاً مع مرور الزمن، حيث أصبح عضواً في اتحاد مراكز الشباب في الضفة الغربية”.
“أصبح المركز جزءاً من اتحاد المراكز الشبابية في الضفة، حيث تم تنظيم الجناح الرياضي والثقافي، إلى جانب تشكيل فريق للكشافة” يضيف مُشيراً إلى فوز المركز بكأس صلاح الطرزي لكرة القدم في عام 1974.
“على الرغم من التحديات التي يواجهها المخيم، بما في ذلك الاعتداءات المتكررة والاغتيالات، فإن فريق مركز الشباب الاجتماعي لمخيم جنين يستمر في المنافسات الرياضية هذا الشهر”، يؤكد أبو وعد، مشيراً إلى فريق المصارعة الرومانية الذي شارك في العديد من البطولات وحقق النجاحات.
لكن الساحة التي احتضنت أفراحاً وآلاماً للمخيم لم تخلُ من اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي. في مرةٍ سابقة، هدمت القوات الإسرائيلية مبنى النادي بالكامل في عام 2002 قبل أن يعاد بناؤه في عام 2005.
أكثر من مجرد فريق
يُعتبر النادي وجهة للأهالي في المخيم لإقامة فعالياتهم، حيث تتسع القاعة لنحو 400 شخص والساحة الخارجية لنحو ألف شخص. تُعتبر الساحة والنادي الوجهة الاجتماعية الرئيسية لسكان المخيم، حيث تُقام فيها جميع المناسبات الاجتماعية والحفلات ومراسم الصلح وأنشطة تعليمية. يعتبر النادي مركزاً للأسرة في المخيم، وهو المكان الذي يجتمع فيه الناس ويمضون فيه أوقاتهم.
ومن جهة أخرى، يُعتبر النادي مكاناً للعزاء والتضامن، ففي ظل أعداد الشهداء المرتفعة والحالات المستمرة للعزاء، يُقام في النادي وعلى أرضه دائماً العديد من بيوت العزاء.
وبهذا، يتجلى دور النادي والساحة في جنين كواحد من أهم الأماكن الاجتماعية والثقافية والرياضية في المخيم، محافظاً على الروابط الاجتماعية والروح القوية للمجتمع رغم التحديات التي تواجهه.
في الختام.. يظل النادي وساحته محاور أساسية اجتماعية وثقافية ورياضية ضمن مخيم جنين. وعلى الرغم من التحديات التي تواجهه، فإنه يُعتبر ركناً لقوة المجتمع، محافظاً على الروابط الاجتماعية وتعزيز المرونة ضمن المجتمع.