في استمرار للمأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني ورياضيوه جراء العدوان الإسرائيلي على غزة، استُشهد المدرب الكروي القدير نهاد الملفوح وابنه في غارة إسرائيلية على القطاع.
نهاد الملفوح، الذي كان معروفاً بمهاراته الاستثنائية في تدريب الفرق الرياضية، وابنه، اللاعب الواعد، لقيا حتفهما بشكل مأساوي في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع.
كان نهاد الملفوح شخصية محترمة في دوائر كرة القدم الفلسطينية، حيث كان يُحتفى بجهده في تنمية المواهب الشابة وصقل مهارات الرياضيين الطامحين في غزة. لقد نمّى موهبته في التدريب ليخلق لاعبين متميزين وأيضاً ليغرس قيم الصمود وروح العمل الجماعي.
هذه الضربة القاتلة خلّفت الحزن في قلوب محبي كرة القدم، حيث تدفقت التعازي من كل حدب وصوب. يتذكر الكثيرون نهاد، ليس فقط ببراعته في التدريب، ولكن أيضاً بدوره كمرشد وقائد للشباب الذين وجدوا العزاء في ملعب كرة القدم تحت إشرافه.
أما فقدان ابنه، اللاعب الموهوب ذي الإمكانات الهائلة، فعمّق أحزان المجتمع الرياضي في غزة. كان شغفه باللعبة يعكس التفاني نفسه الذي كان يتمتع به والده، ورحيلهما سيترك فراغاً لا يمكن ملؤه في كرة القدم الفلسطينية.
تؤكد هذه الحادثة المأساوية العبء الفادح الذي تنتجه الآلة العسكرية الإسرائيلية على المدنيين الأبرياء. فقدان نهاد الملفوح وابنه سبب صدمة في مجتمع كرة القدم، مؤكداً على الطبيعة العشوائية لهذا العنف الإسرائيلي وتأثيره العميق.
مجازر الاحتلال في غزة
يأتي هذا في وقت أعلنت فيه وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 18 ألفاً و608 قتلى و50 ألفاً و594 مصاباً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مؤكدةً أن الاحتلال ارتكب 16 مجزرة وإبادة جماعية خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك في الوقت الذي أعلنت فيه وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن خدماتها في القطاع “على شفا الانهيار”.
ويُصعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدافه لمستشفيات القطاع والبنى التحتية، وسط تفاقم الكارثة الإنسانية بين السكان، خاصةً في محافظة رفح جنوب القطاع، حيث ضاعفت الأمطار معاناة النازحين داخل أحد مراكز الإيواء التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، وفق مراسل الأناضول.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلَّفت إلى جانب القتلى والجرحى دماراً هائلاً في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.