غـــــــــــزة

يـــــــــــوم

ثقافة

اعتقلته قوات الاحتلال بعد اقتحامها جنين.. الممثل الفلسطيني أحمد طوباسي الذي ترك السلاح وقرر المقاومة بالمسرح

نتائج الثانوية العامة

في ظل الاشتباكات المتكررة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وسكان الضفة الغربية في فلسطين، بعد الاقتحامات المستمرة، عقب عملية “طوفان الأقصى” يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كان الممثل الفلسطيني الشاب أحمد طوباسي، إلى جانب مصطفى شتا، المدير العام لمسرح الحرية في جنين، من بين من تم اعتقالهم ضمن حملة الاعتقالات التي طالت العشرات من أبناء المدينة.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اعتقال أحمد طوباسي، وإنما سبق أن قضى خمس سنوات في سجون الإحتلال عندما كان عمره 17 سنة فقط، ومنذ ذلك الوقت، اكتشف في نفسه موهبة التمثيل، التي سخرها من أجل المقاومة والدفاع عن أرضه.

وقد تمكن هذا الممثل الشاب من إيصال رسالته من خلال مسرحية تحمل عنوان “وهنا أنا”، جال بها عدة دول، وحصل بفضلها على عدة جوائز، ونجح عبرها في التعريف بقصته، التي تعكس صورة جميع شباب دولة فلسطين، والكشف عن مدى المعاناة التي عاشها منذ الطفولة.

أحمد طوباسي.. من سجون الاحتلال إلى المسرح والتمثيل 

وُلد أحمد طوباسي في مخيم مدينة جنين سنة 1984، وقد كبر وترعرع مثل جميع الفلسطينيين، على فكرة المقاومة وتحرير الأرض، وهو الذي عاصر الانتفاضة الأولى التي دارت أحداثها في سنوات ما بين 1987 و1993.

خلال الانتفاضة الثانية، التي استمرت منذ سنة 2000 إلى غاية 2005، اعتقل طوباسي، وعمره لم يتجاوز الـ17 بعد، وذلك سنة 2002، خلال مشاركته في معركة جنين، بعدما فشل على حد قوله، في إلقاء متفجرة على آلية عسكرية إسرائيلية.

اعتقلته قوات الاحتلال بعد اقتحامها جنين.. الممثل الفلسطيني أحمد طوباسي الذي ترك السلاح وقرر المقاومة بالمسرح

وخلال فترة اعتقاله بسجن كتسيعوت في صحراء النقب، والتي دامت 4 سنوات متواصلة، اكتشف أحمد طوباسي في نفسه موهبة التمثيل، حيث كان يقوم بتقديم شخصيات عديدة للسجناء، من بينها لقطات من مسلسلات قديمة كان قد شاهدها سابقاً.

وبعد معانقته الحرية من جديد، قرر طوباسي التخلي عن السلاح والمواجهات مع جيش الاحتلال في الشوارع، والمقاومة بطريقة مختلفة تماماً عما اعتاده، وهي المسرح والتمثيل.

رسالة طوباسي للعالم عن طريق المسرح

بعد إنهاء سنوات السجن، واجه أحمد طوباسي العديد من المشاكل في مساره الفني، بسبب صفة “الأسير السياسي” التي رافقته أينما حل وارتحل.

إذ تعرض للرفض عدة مرات، قبل أن يبدأ بعرض مسرحيته التي تحكي عن قصة حياته، والتي تحمل عنوان “وهنا أنا”،  وتعود في الأصل للكاتب البريطاني من أصل عراقي حسن عبد الرازق، لكنه غير أحداثها لتكون متماشية مع قصته، إذ قام بتقديمها باللغتين العربية والإنجليزية، من إخراج البريطانية زوي لافيرتي.

اعتقلته قوات الاحتلال بعد اقتحامها جنين.. الممثل الفلسطيني أحمد طوباسي الذي ترك السلاح وقرر المقاومة بالمسرح

وقد قدم المسرحية التي تدخل في خانة العرض المنفرد “المونودراما”، لأول مرة سنة 2016 في مدينة نابلس بالضفة الغربية، وقد كان ذلك عبارة عن انتصار ضد العدو بالنسبة له، وطريقة جديدة تساعده على المقاومة، ومن خلال الاستعانة بالفن.

كما تمكن من تقديم هذا العمل المسرحي خارج الأراضي الفلسطينية كذلك، إذ حصل على جائزة أفضل عرض لمسابقة “المونودراما”، ضمن فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي سنة 2019، بعد أن كان في منافسة مع أربع مسرحيات أخرى تمثل كلاً من فرنسا وسوريا ومصر.

كما أنه عرض المسرحية بفترة قليلة قبل اعتقاله، وذلك في مسرح “ليون بوسط” بمدينة ليون الفرنسية، في إطار فعاليات مهرجان “الاتجاه الممنوع”، وقد حظي بإشادة كبيرة من الجمهور.

وقال أحمد طوباسي في تصريح صحفي خلال المشاركة في المهرجان: “أردت أن أقاوم من خلال المسرح.. سئمت حمل السلاح. لم أكن أريد أن أموت”.

وأضاف: “لا أومن بأن القتل يمكن أن يغير الواقع، ليس مطلوباً منا أن نموت، بل أن نبقى على قيد الحياة أطول وقت ممكن ونروي قصتنا”. 


أسعى لاختيار أروع القصص الدينية التي تحمل في طيّاتها العبر والدروس القيمة، وأقدمها بأسلوب مؤثر يُلامس قلوب الناس. أؤمن بأن الدين يُمكن أن يكون جسرًا للتواصل والتفاهم بين الناس، ومن هنا يأتي دوري في تقديم المحتوى الذي يُعزز القيم الإنسانية ويُوحّد الناس.

منشورات ذات صلة