أعلن أكثر من 40 شخصية من مؤسسي الشركات، والمستثمرين، والمهندسين، وغيرهم من العاملين في صناعة التقنية، الأربعاء 3 يناير/كانون الثاني 2024، عن تشكيل تحالف باسم Tech for Palestine، يهدف إلى بناء مشروعات، وأدوات، وبيانات مفتوحة المصدر لمساعدة الآخرين داخل الصناعة على مناصرة الشعب الفلسطيني.
وفق تقرير لموقع TechCrunch الأمريكي، فإن حرب إسرائيل على غزة أثارت انقساماً شديداً داخل صناعة التقنية، ولا شك في أن الاحتلال يعد من الأسواق المعروفة للتقنية والشركات الناشئة، وقد حظي بدعمٍ قوي من الأفراد والمؤسسات في صناعة التقنية، وعلى النقيض، فقد أدت الدعوات المطالبة بوقف إطلاق النار والحديث عن دعم فلسطين إلى فقدان البعض لوظائفهم.
وعي أكبر حول العدوان
يأمل مؤسس مبادرة Tech for Palestine بول بيغار، أن ينشر وعياً أكبر حول الحرب على غزة، وأن يقاتل من أجل وقف دائم لإطلاق النار، وأن يوفر وسائل لمساعدة من يخشون الحديث عن فلسطين ودعمها علناً.
تُعَدُّ هذه المبادرة من المبادرات التقنية الأولى التي تأخذ موقفاً داعماً لفلسطين، وربما تمثل نقطة تحول في موقف صناعة رأس المال المخاطر من الصراع بين إسرائيل وحماس، وذلك بالتزامن مع سعي مزيد من الناس إلى رفع أصواتهم والدعوة إلى وقف إطلاق النار.
وكوّن بيغار، مؤسس شركة CircleCI، هذا التحالف بعد أن كتب منشوراً انتشر على نطاقٍ واسع، وانتقد فيه قلة دعم صناعة التقنية للفلسطينيين. وقال إن الآلاف قد تواصلوا معه بعد كتابة المنشور وبعثوا له بكلمات داعمة، وكان العديد منهم يخشون الحديث عن الموضوع بأنفسهم؛ خوفاً من الآثار المحتملة على حياته المهنية.
كما أوضح بيغار أن القائمة ضمت “العشرات من الأشخاص الذين لم يكتفوا بالحديث عن القضية، بل أطلقوا كذلك مشروعات لتغيير الصناعة وضمان وصول أصوات من يدافعون عن فلسطين. بينما قدم العشرات غيرهم المساعدة بشكلٍ تطوّعي. وقد بدأتُ في توصيل هؤلاء الأشخاص بعضهم ببعض، وتشكّل مجتمع مبادرة Tech for Palestine بسرعةٍ كبيرة”.
دعم مهم
ما تزال المنصة في أيامها الأولى، لكنها ستضم مشروعات تديرها مجموعات صغيرة وستكون موقعاً لمشاركة الموارد والمشورة، وهو الأمر الذي يفعله العديد من العاملين التقنيين المناصرين لفلسطين على نطاقٍ خاص.
حظيت المبادرة بدعم أسماء مثل إدريس مختار زاده، مؤسس شركة Truebill، للمساعدة في بناء منصتها. وصمّمت المبادرة حتى الآن شارةً تطالب بوقف إطلاق النار؛ ليستخدمها مهندسو البرمجة على GitHub، كما أنشأت مقتطفات HTML حتى يستخدمها الناس على مواقع الويب الخاصة بهم لتظهر فيها لافتة مؤيدة لوقف إطلاق النار.
ويقول بول بيغار إن هناك بعض الخطط للتعاون مع مزيد من المنظمات الفلسطينية في النهاية، ومساعدة الشركات الناشئة الفلسطينية بالإرشاد والأرصدة السحابية. وذكر موقع TechCrunch الأمريكي من قبل، أن الحرب دمّرت جزءاً كبيراً من صناعة التقنية الفلسطينية المزدهرة.
بينما قالت عارفة فاروق، مُؤسِّسة Muslamic Makers، إن الأشهر الثلاثة الماضية غيّرت الجميع بمختلف الطرق. وفي الوقت ذاته، هناك حالة تآزر ونشاط لم نشهد لها مثيلاً من قبل. وأوضحت: “لقد رأيت بنفسي أشخاصاً يعملون من أجل فلسطين في مختلف أنحاء العالم، وليس لديهم شيء سوى حاسوبهم المحمول”.
وقررت عارفة، التعاون مع مبادرة Tech for Palestine بعد أن قرأت مدونة بيغار الرائجة، وبدأت بالفعل في مشاركة مواردها المتعلقة بكيفية دعم فلسطين.
طريقة لدعم القضية
كما قرر مهندسٌ، طلب عدم الكشف عن هويته، أن ينضم إلى التحالف، لأنه كان يشعر بالاختناق في عمله، ووافق ذلك الشخص على العمل مهندساً ومديراً للمنتج، من أجل المساعدة في بناء الموارد اللازمة للمبادرة، وقال: “آمل أن تُشعل هذه المبادرة جذوة تحول كبير وتُعيد للناس أصواتهم”.
وتحدّث الموقع إلى مُسوِّقة علامات تجارية تقنية سابقة كانت تخشى الحديث علناً؛ لخوفها من تأثير ذلك على بحثها عن وظيفة جديدة، وذكرت أنها سعيدة بعثورها على طريقة لدعم القضية.
وأوضحت: “لقد كانت هذه الفترة شديدة العزلة بالنسبة للعرب، والمسلمين، وغيرهم من ذوي البشرة الملوّنة في مجال الاستثمارات المخاطرة والتقنية. وتُعَدُّ Tech for Palestine مبادرةً ضرورية. ولم يعد بإمكان صناعة التقنية أن تظل صامتةً ونحن نشهد تعبئةً حول العالم وداخل الولايات المتحدة لمئات الآلاف من الأصوات الداعمة للسلام، والمنادية بإضفاء الطابع الإنساني على الفلسطينيين”.