ثم يا عزيزي احتفظ بـ أكبر عدد من المُنافقين إلى جوارك، بل وشجّع المُبتدئين منهم على أن يتمرّسوا على أفعال النفاق والمُداهنة، لأنهم بمثابة جيشك الداخلي الذي يُدافع عنك أمام الناس باستماتة. سـيتباهون بـ حكمتك حتى لو كنت أكبر الحمقى، ويُدافعون عن أصلك الطيب حتى لو كنت من الوضعاء، ويضعون ألف فلسفة لأقوالك التافهة، وسيعملون بكل هِمّة على تبرير أحكامك وسياساتك العشوائية، ويُعظّمون كل أفعالك كلّما أمعنت في الظُلم وبالغت في التفاهة. ثم ألقِ لهم بعض الامتيازات التافهة التي تُشعرهم بتفوّقهم عن باقي الناس، ولكن احذر! لا تتخذ منهم خليلًا أو مُشيرًا لك، ولا تأخذ منهم مشورة أبدًا، لأنّ مشورتهم خادعة، ومجالستهم ستجذبك فورًا إلى الوضاعة وتجلب لك العار. ألقِ لهم الفُتات باحتقار ولا تُعلِ من قدر أحدهم، واجعل لهم سقفًا لا يتخطّونه، وكُن على يقين أنهم سيُصبحون أكبر خطر يُهددك، وسيتحوّلون في لحظة إلى ألَدّ أعدائك إذا انتهت مصلحتهم ومَلّوا من مُرافقتك، أو ظهر مَن يُنافسك بقوة؛ سيبيعونك في لحظة لمن يدفع أكثر، ويُقدّمون فروض الولاء والطاعة لمن يأتي من بعدك بدون لحظة أسف على رحيلك. من الآخِر.. يجب عليك أيها الإنسان أن تتعلم كيف تُفرّق بين حُقراء القوم وأعزّتهم. والمُنافقون هُم أحقر البشر وقد أوجدتهم الطبيعة لخدمة القوي، كما أوجدت الكلاب لخدمة الراعي، وهم موجودون في كل مكان وحيثما وُجِد القوي، ثم في آخر الليل ينامون على رفّ الاحذية!!!
معك خبر ..؟
70% من الناس يستخدمون هواتفهم عندما يكونون في الحمّام