شاركت 12 شركة عقارية في معارض تسويق لبيع العقارات في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة هذا العام في مدن أمريكا الشمالية، بحسب تقرير نشره موقع ذا إنترسبت الأمريكي، الأربعاء 10 يوليو/تموز 2024.
وقد شملت قائمة المدن التي أقامت فيها الشركات العقارية معارض لتسويق بيع الوحدات السكنية في المستوطنات الإسرائيلية مدن مونتريال، وتورونتو، ونيوجيرسي، وبالتيمور، وبروكلين، وواجهت العديد منها احتجاجات بعد أن جلبت الحرب على غزة قضية المستوطنات الإسرائيلية والسيادة الفلسطينية إلى الواجهة.
وكانت تقارير عدة قد أشارت إلى أن فعاليات عقارية إسرائيلية في كندا والولايات المتحدة قد واجهت ردود فعل عنيفة كبرى من السكان وكذلك الناشطين المؤيدين للفلسطينيين، بسبب الإعلان عن العقارات الموجودة في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، والتي تُعْتَبَر غير قانونية بموجب القانون الدولي.
وذكر موقع ذا إنترسبت أن 6 شركات تقوم بتسويق ما لا يقل عن 20 عقاراً منفصلاً للبيع تقع في 8 مستوطنات مختلفة في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وفقاً لقوائمها على الإنترنت.
وقد أدرجت هذه الشركات منازل للبيع في مستوطنات معاليه أدوميم، وإفرات، ومتسبيه يريحو، ورامات جفعات زئيف، وهار أدار، وحشمونائيم، وأرييل.
لطالما تعرضت المستوطنات في الضفة الغربية لانتقادات من المجتمع الدولي، الذي يعتبر المستوطنات غير قانونية، في انتهاك للمادة 49 من اتفاقيات جنيف. ومع ذلك، تنكر الحكومة الإسرائيلية عدم قانونيتها، وتعترف بـ 146 مستوطنة على أنها قانونية، وفقاً لمنظمة “السلام الآن“، وهي منظمة إسرائيلية تتعقب وتعارض التوسع الاستيطاني.
100 مؤتمر عقاري كل عام
وقالت المنظمة إن الحكومة الإسرائيلية تؤجر الأراضي حصرياً للإسرائيليين، حيث يُمنع الفلسطينيون من استخدام قطع الأراضي الجديدة التي اغتَصَبَتها الدولة في الضفة الغربية.
ونقل ذا إنترسبت عن باروكي كوهين، وهو وكيل عقارات، قوله في إشارة إلى مستوطنات الضفة الغربية: “الكثير من الناس يريدون العيش هناك حيث الجبال والمناظر الطبيعية الخلابة”.
وأضاف كوهين، الذي تسوق شركته لبيع عقارات داخل إسرائيل وتخطط لإدراج عقارات في مستوطنة إسرائيلية في مدينة الخليل الفلسطينية، أن المؤتمرات العقارية تُقام عادة في قاعات المؤتمرات بالفنادق وفي المنازل، بالإضافة إلى المعابد اليهودية. ويقدر أن ما يصل إلى 100 مؤتمر عقاري مختلف يُقام في مختلف أنحاء أمريكا الشمالية كل عام.
وقال كوهين: “ليس لديّ أي تحفظات أخلاقية أو قانونية بشأن بيع الممتلكات في الضفة الغربية، وسأعيش هناك إذا شعرت بالأمان. ونسعد بتسهيل الإجراءات لأي شخص يريد الانتقال إلى هناك.”
ويقول خبراء إن أغلب اليهود الأمريكيين الذين يهاجرون إلى إسرائيل لا ينتقلون إلى الضفة الغربية، لكن مئات منهم ما زالوا يختارون القيام بذلك كل عام.
وتقدر سارة يائيل هيرشهورن، الأستاذة الزائرة في جامعة حيفا والخبيرة في شؤون المستوطنين الأمريكيين اليهود، أن 15% من الأمريكيين اليهود الذين ينتقلون إلى إسرائيل كل عام يقيمون في المستوطنات.
مصادرات جديدة
وهناك نحو 500 ألف مستوطن إسرائيلي يعيشون في الضفة الغربية. ووفقاً لهيرشورن، فإن نحو 60 ألفاً منهم أمريكيون.
وكانت حكومة الاحتلال قد صادقت قبل أيام على خطط لبناء ما يقرب من 5300 منزل جديد في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، فيما وُصفت بأنها أحدث خطوة في حملة لتسريع التوسع الاستيطاني.
وقالت منظمة “السلام الآن” في بيان إن مجلس التخطيط الأعلى الإسرائيلي وافق على توسيع المستوطنات في قلب الضفة، وإضفاء شرعية على 3 بؤر استيطانية هي “محانيه غادي” و”غفعات حنان” و”كيديم عرافا”.
وأضافت المنظمة أن الحكومة الإسرائيلية تواصل تغيير قواعد اللعبة في الضفة الغربية المحتلة عبر المزيد من الاستيطان.
وسبق أن أعلنت حركة “السلام الآن” قبل أيام عن مصادقة حكومة نتنياهو على الاستيلاء على نحو 13 كيلومتراً مربعاً من الأراضي في وادي الأردن، ووصفتها بأنها أكبر عملية استيلاء تمت الموافقة عليها منذ اتفاقيات أوسلو.