الأربعاء - 3 ديسمبر / كانون الأول 2025

غـــــــــــزة

يــــــــــوم

علوم

طائر بارتفاع شخصين ووزن فيل.. هل يعود “الموا” من رماد الانقراض؟

تابع آخر الأخبار على واتساب

الـخـلاصـة

📑 محتويات:

طائر الموا، محور مشروع علمي طموح يهدف إلى إعادته للحياة. بتمويل من بيتر جاكسون، تسعى شركة ‘كولوسال بايوساينسز’ لإنتاج نسخة جينية معدلة من هذا الطائر العملاق المنقرض منذ 600 عام. يعتمد المشروع على استخلاص الحمض النووي من العظام المحفوظة وتقنية كريسبر للتعديل الوراثي. يهدف المشروع إلى استعادة الدور البيئي الذي فقده الموا، مع الأخذ في الاعتبار التساؤلات الأخلاقية والجدل الدائر حول أولويات الحفظ البيئي.

ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل

في أحد المخازن بنيوزيلندا، وتحديدا بين صناديق خشبية تحتضن بقايا عظام ضخمة، يقف المخرج العالمي بيتر جاكسون، مخرج ثلاثية سيد الخواتم، ليتأمل عظام الموا.



جاكسون ليس مخرجا في هذه الحالة بل هو هاو شغوف بأحافير طائر جاب غابات نيوزيلندا بارتفاع يفوق شخصين (نحو 3.6 أمتار)، وبوزن يقترب من صغير الفيل (حوالي 250 كيلوغراما)، قبل أن ينقرض منذ نحو 600 عام بسبب الصيد الجائر من البشر الأوائل.

هذا الشغف الشخصي الذي عبر عنه جاكسون قائلا "إن السينما هي عملي اليومي، أما الموا فهو متعتي الخاصة". لم يقتصر على اقتناء العظام، بل قاده لتمويل أحد أكثر المشاريع العلمية إثارة للجدل، وهي محاولة إعادة طائر الموا إلى الحياة عبر علم الجينات.

وبدعم مالي بلغ 15 مليون دولار من جاكسون وزوجته المنتجة فران والش، أعلنت شركة "كولوسال بايوساينسز"، المتخصصة في مشاريع "إحياء الأنواع المنقرضة"، عن بدء العمل على خطة طموحة لإنتاج نسخة جينية معدلة من طائر الموا العملاق.

لكن المشروع لا يستند إلى الخيال وحده، بل إلى سلسلة من خطوات علمية معقدة، إذ تقول الدكتورة بيث أليسون، المديرة العلمية الرئيسية بالشركة، في تصريحات خاصة نت، "إن الهدف ليس استنساخ طائر الموا نفسه، وهو أمر مستحيل حاليا، بل إنتاج بديل جيني يستند إلى الحمض النووي لطيور لا تزال موجودة، مثل الإيمو والتينامو، ليحاكي طائر الموا في المظهر والحجم وربما بعض السلوكيات البيئية".

البداية من العظام

تعمل شركة كولوسال بيوساينس على إعادة سمات من الحيوانات المنقرضة، وكانت قد أنتجت من قبل فأرا بفرو ماموث صوفي، وتسببت في جدل واسع قبل أشهر عندما أعلنت عن العمل على إعادة بعض سمات الذئب الرهيب للحياة (في الذئاب الرمادية) بعد انقراض دام 10 آلاف سنة.

وفي كل التجارب، فإن الخطوة الأولى تبدأ من استخلاص الحمض النووي من عظام محفوظة لطائر الموا، لكن وفقا لما توضحه أليسون، فإن الأمر ليس بسيطا.

وتقول "نعمل على استخراج الحمض النووي من العظام التي دُفنت منذ قرون، وعلينا تنقيته من تلوث ميكروبي وفطري. بعد ذلك، نقارنه بجينومات طيور قريبة للتعرف على الجينات التي أعطت الموا صفاته الفريدة، مثل ضخامة الحجم، وفقدان القدرة على الطيران، وشكل المنقار، وهيكل العظام".

لكن كيف يمكن تحويل هذه المعلومات إلى كائن حي فعلي؟ توضح أليسون أنه "في هذه المرحلة يأتي تدخل أداة التعديل الوراثي الثورية، المعروفة بالمقص الجيني (تقنية كريسبر)، حيث نستخدمها لتعديل الخلايا الجرثومية الأولية، أي تلك التي تتحول لاحقا إلى بويضات أو حيوانات منوية، بحيث تحمل جينات الموا المستهدفة، ثم نحقن هذه الخلايا في أجنة طيور حية داخل البيض، والتي تنمو لتصبح آباء الجيل الأول من النسخ الجديدة".

ورغم تقدم التكنولوجيا، يؤكد الدكتور طارق قابيل، أستاذ الأحياء الجزيئية بجامعة القاهرة، أن المشروع مملوء بالعقبات العلمية.

ويقول قابيل في تصريحات خاصة نت "إن الحمض النووي المتحلل من العظام القديمة غالبا ما يكون مجزأ وملوثا، مما يجعل تحليله صعبا، كما أن فهم كيفية تأثير جين واحد على صفة معقدة، مثل السلوك أو التكيف البيئي، يتطلب تحليلا عميقا، لأن الجينات لا تعمل في عزلة، بل داخل شبكات تفاعلية دقيقة".

الموا.. طائر بيئي بامتياز

لا يهدف المشروع إلى إعادة الموا كشكل فقط، بل لاستعادة دوره البيئي الذي فُقد منذ قرون، فقد كان طائر الموا عاملا بيئيا مهما في نثر بذور النباتات المحلية، ونقل الفطريات الملونة التي تعتمد على مرورها داخل جهازه الهضمي لتتكاثر، كما يشكل ضغطا تطوريا على النباتات، مما أدى إلى ظهور أشكال نباتية متشابكة لحمايتها من الرعي.

تقول أليسون: "بغياب الموا، أصبحت بعض الفطريات مهددة، لأنها طورت ألوانا زاهية لجذب الطيور، بينما الثدييات التي غزت البيئة لاحقا لا تتفاعل معها، وإعادة الموا قد تسمح لهذه الأنواع بالعودة للمنافسة والتكاثر".

وينفذ المشروع بالتنسيق الكامل مع مركز أبحاث شعب "نْغاي تا-هو"، وهو الممثل الثقافي لشعوب الماوري في نيوزيلندا الذين لطالما اعتبروا طائر الموا جزءا من هويتهم وثقافتهم.

ويعمل المركز على إعداد تقارير تقييم المخاطر، وتحديد مواقع محتملة لإعادة إطلاق الطائر، وتنفيذ مشاريع ترميم بيئي تستهدف تهيئة الغابات النيوزيلندية القديمة لتناسب حياة الموا من جديد.

بين الإعجاب والجدل الأخلاقي

لكن المشروع لا يخلو من التساؤلات الأخلاقية، فبينما يرى البعض فيه أملا علميا، يعتبره آخرون تشتيتا للموارد عن أولويات بيئية أكثر إلحاحا، مثل إنقاذ الأنواع المهددة حاليا أو مكافحة التغير المناخي.

ويعلق الدكتور قابيل قائلا "إن تكلفة مثل هذه المشاريع كبيرة، وربما يكون لها أثر أقوى لو وُجهت لحماية الأنواع المهددة. ومع ذلك، فإن هذه المشاريع تثير وعيا عاما قد يعزز دعم العلم وقضايا الحفظ البيئي، وهو ما لا تحققه الجهود التقليدية بسهولة".

وفي ختام تصريحه، يشير قابيل إلى بُعد آخر للمشروع: "قد لا يعود طائر الموا أبدا كما كان، لكن ما يُبذل من أجله قد يُطلق صناعة جديدة بالكامل، قائمة على استخراج الحمض النووي القديم، والهندسة الوراثية للأنواع المنقرضة".

تحليل وتفاصيل إضافية

يتناول المقال مشروعًا علميًا مثيرًا للجدل يهدف إلى إعادة طائر الموا المنقرض إلى الحياة، مع التركيز على الجوانب العلمية والأخلاقية والبيئية. يسلط الضوء على التحديات التقنية في استخلاص الحمض النووي القديم وتعديله، بالإضافة إلى أهمية الدور البيئي الذي لعبه الموا في النظام البيئي لنيوزيلندا. يثير المقال تساؤلات حول أولويات الحفظ البيئي، وما إذا كانت الموارد يجب أن توجه نحو إنقاذ الأنواع المهددة حاليًا بدلاً من محاولة إعادة الأنواع المنقرضة. كما يناقش البعد الثقافي للمشروع، حيث يعتبر شعب الماوري طائر الموا جزءًا من هويتهم وتراثهم.

أسئلة شائعة حول طائر الموا

ما هو طائر الموا؟
طائر ضخم غير قادر على الطيران، كان يعيش في نيوزيلندا وانقرض منذ حوالي 600 عام بسبب الصيد الجائر.
من يمول مشروع إعادة طائر الموا؟
المخرج العالمي بيتر جاكسون وزوجته المنتجة فران والش.
ما هي التقنية المستخدمة في إعادة طائر الموا؟
تعتمد على استخلاص الحمض النووي من العظام المحفوظة وتقنية كريسبر للتعديل الوراثي.
ما هو الهدف من إعادة طائر الموا؟
ليس فقط إعادة شكله، بل استعادة دوره البيئي في نثر البذور ونقل الفطريات.
ما هي التحديات التي تواجه مشروع إعادة طائر الموا؟
صعوبة استخلاص الحمض النووي القديم وتحليله، وفهم تأثير الجينات على الصفات المعقدة.
ما هي التساؤلات الأخلاقية حول مشروع إعادة طائر الموا؟
تتعلق بتوجيه الموارد نحو مشاريع مكلفة بدلاً من إنقاذ الأنواع المهددة حاليًا.

تابع صوت الغد على مواقع التواصل الاجتماعي : نبض | فيسبوك | تيك توك | إنستغرام | واتساب | تويتر × | تيلغرام