الثلاثاء - 2 ديسمبر / كانون الأول 2025

غـــــــــــزة

يــــــــــوم

علوم

علماء يرسمون مدار الزائر الفضائي “3آي/أطلس” بدقة غير مسبوقة

تابع آخر الأخبار على واتساب

الـخـلاصـة

📑 محتويات:

3آي/أطلس هو مذنب بين النجوم تم رصده مؤخرًا، وقد تمكن العلماء من رسم مداره بدقة غير مسبوقة. استخدمت وكالة الفضاء الأوروبية بيانات من التلسكوبات المدارية حول المريخ لتحقيق هذا الإنجاز. هذه الطريقة الجديدة توسع نطاق مراقبة السماء وتتيح دراسة الأجرام القادمة من خارج النظام الشمسي بشكل أفضل. يحمل هذا المذنب معلومات قيمة حول الأنظمة الكوكبية الأخرى. كما أن تتبع مساره بدقة يساهم في تطوير تقنيات الدفاع الكوكبي. وتخطط الوكالة لمواصلة رصد المذنب عبر مركبات أخرى وتطوير تقنيات جديدة لرصد الأجرام السماوية.

ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل

في خطوة تُعدّ سابقة في مجال متابعة الأجسام القادمة من خارج النظام الشمسي، أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية أنها استطاعت تحديد مسار المذنب بين النجمي "3آي/أطلس" بدقة غير مسبوقة.

وبحسب بيان صحفي رسمي صادر من الوكالة، فقد تم ذلك عبر استخدام بيانات التلسكوبات المدارية حول كوكب المريخ، وهي طريقة جديدة توسّع مجال مراقبة السماء بعيدا عن منصة الرصد الأرضية التقليدية.

سر الزائر الفضائي

"3آي/أطلس" هو ثالث جسم قادم من خارج المجموعة الشمسية يتم رصده في النظام الشمسي بعد "أومواموا" والمذنب "2آي/بوريسوف".

اكتُشف هذا المذنب في يوليو/تموز 2025، ويتحرك بسرعة هائلة، وأظهرت الدراسات الأولية أنه يتحرك في مسار مفتوح، أي أنه لا يتخذ مسارا حول الشمس، مما يدل على أنه ليس من "عائلة" أجرام النظام الشمسي، بل من مكان آخر في مجرّة درب التبانة.

يتحرك المذنب بسرعة تفوق 60 كيلومترا في ثانية، ويحمل خصائص مذنبيّة حقيقية (ذيل وغازات)، مما يتيح دراسته بشكل أفضل من أومواموا، ويعتقد العلماء أن مساره سيقوده إلى خارج النظام الشمسي مجددا ولن يعود مرة أخرى.

قريبا من المريخ

مرَّ المذنب في أكتوبر/تشرين الأول 2025 قريبا نسبيا من كوكب المريخ، هذا مكّن مركبتين مداريتين، هما "إكسو مارس" و"مارس إكسبرس"، من رصده من زاوية مختلفة تماما عن زاوية الرصد من الأرض.

هذا التنوع في مواقع الرصد أعطى العلماء القدرة على قياس موقع المذنب بدقة أكبر، وتقليل عدم اليقين في مداره، وبناء نموذج تنبؤ لمساره أدق بحوالي عشرة أضعاف مقارنة بالاعتماد على بيانات أرضية فقط.

لجعل تنبؤات المسار دقيقة، كان على العلماء في وكالة الفضاء الأوروبية حساب موقع المركبتين بدقة شديدة، والتعامل مع تفاصيل عادة ما تكون غير مهمة في الحسابات التقليدية، ولذلك تعاونت عدة فرق في الوكالة معا، من ديناميكيات الطيران إلى فرق الأجهزة العلمية، لتقليل هامش الخطأ قدر الإمكان.

رصد من نوع جديد

يفيد هذا النوع من الأرصاد في تحسين فهم الأجرام القادمة من عالم ما بين النجوم، هذه الأجرام تحمل "عينات طبيعية" من أنظمة كوكبية أخرى، ومن ثم فمعرفة مسارها بدقة أمر مهم لتحليل أصلها وتركيبها المحتمل وتاريخها الديناميكي داخل المجرة.

من جانب آخر، فإن عمل أرصاد من منظور آخر يسهم في تعزيز "الدفاع الكوكبي"، هذا النوع من الرصد يُعدّ تمرينا عمليا على تتبع الأجسام السريعة الحركة.

ورغم أن "3آي/أطلس" لا يشكل خطرا على الأرض، فإن تطوير هذه التقنيات يعزز قدرة العلماء على التعامل مع أي جسم قد يهدد الأرض مستقبلا.

من جانب آخر، فإن هذا النوع من الأرصاد يُقلل تأثير تشوهات الغلاف الجوي الأرضي، ويوسّع الشبكة الهندسية لمراقبة الأجرام عبر النظام الشمسي.

من المشتري

تتابع وكالة الفضاء الأوروبية حاليا رصد المذنب عبر مركبة "جوس" الموجودة قرب المشتري، ورغم بُعدها الكبير عنه مقارنة بمسابير المريخ، فإنها تلتقطه في مرحلة نشاط أعلى بعد اقترابه من الشمس.

لكن بيانات جوس لن تصل قبل فبراير/شباط 2026 بسبب تأخيرات الاتصال في مهمتها، وحاليا تعمل الوكالة على تطوير المركبة "نيومير" التي ستوضع بين الأرض والشمس لرصد الأجرام القادمة من جهة الشمس، وهي المنطقة التي تُعد "نقطة عمياء" للتلسكوبات، مما يمنح الأرض إنذارا مبكرا مدته 3 أسابيع على الأقل.

وفي الوقت نفسه، تستعد الوكالة لمهمة "كومت إنترسبتور"، التي ستتجه لزيارة مذنب لأول مرة، وربما إذا حالف الحظ يكون مذنبا من بين النجوم مثل "3آي/أطلس".

تحليل وتفاصيل إضافية

يمثل رسم مدار المذنب “3آي/أطلس” بدقة غير مسبوقة قفزة نوعية في علم الفلك. استخدام التلسكوبات المدارية حول المريخ يوفر منظورًا جديدًا ومزايا عديدة مقارنة بالمراقبة الأرضية، مما يقلل من تأثير الغلاف الجوي ويزيد من دقة القياسات. هذا الإنجاز لا يساهم فقط في فهم الأجرام بين النجوم، بل يعزز أيضًا قدراتنا في الدفاع الكوكبي. تحليل مسار وتركيب “3آي/أطلس” يمكن أن يكشف الكثير عن أصوله وتكوينه، وبالتالي عن طبيعة الأنظمة الكوكبية الأخرى. الجهود التعاونية بين فرق مختلفة في وكالة الفضاء الأوروبية تبرز أهمية العمل الجماعي في تحقيق الاكتشافات العلمية الكبرى. كما أن الاستعداد لمهمات مستقبلية مثل “نيومير” و”كومت إنترسبتور” يعكس التزام الوكالة باستكشاف الفضاء وحماية الأرض.

أسئلة شائعة حول 3آي/أطلس

ما هو المذنب “3آي/أطلس”؟
هو جرم سماوي قادم من خارج النظام الشمسي، وتحديدًا من مجرة درب التبانة، وهو ثالث جسم بين نجمي يتم رصده بعد “أومواموا” والمذنب “2آي/بوريسوف”.
كيف تمكن العلماء من رسم مدار “3آي/أطلس” بدقة عالية؟
باستخدام بيانات من التلسكوبات المدارية حول المريخ، والتي قدمت زاوية رصد مختلفة عن تلك المتاحة من الأرض، مما قلل من عدم اليقين في تحديد مداره.
ما أهمية دراسة الأجرام القادمة من خارج النظام الشمسي؟
تحمل هذه الأجرام “عينات طبيعية” من أنظمة كوكبية أخرى، مما يساعد في فهم تركيبها وتاريخها الديناميكي وتطورها.
كيف يساهم رصد “3آي/أطلس” في “الدفاع الكوكبي”؟
يعتبر تتبع الأجسام السريعة الحركة تمرينًا عمليًا لتطوير التقنيات اللازمة للتعامل مع أي جسم قد يهدد الأرض مستقبلاً.
ما هي المهمات المستقبلية التي تخطط لها وكالة الفضاء الأوروبية لرصد الأجرام السماوية؟
تطوير المركبة “نيومير” لرصد الأجرام القادمة من جهة الشمس، ومهمة “كومت إنترسبتور” لزيارة مذنب لأول مرة، وربما يكون مذنبا بين النجوم مثل “3آي/أطلس”.
متى سيتم الحصول على بيانات من مركبة “جوس” عن المذنب “3آي/أطلس”؟
من المتوقع أن تصل البيانات من مركبة “جوس” الموجودة قرب المشتري في فبراير/شباط 2026 بسبب تأخيرات الاتصال.

تابع صوت الغد على مواقع التواصل الاجتماعي : نبض | فيسبوك | تيك توك | إنستغرام | واتساب | تويتر × | تيلغرام