الأربعاء - 3 ديسمبر / كانون الأول 2025

غـــــــــــزة

يــــــــــوم

علوم

التمنودونتوصور.. زاحف بحري احترف الصيد في الظلام قبل 183 مليون سنة

تابع آخر الأخبار على واتساب

الـخـلاصـة

📑 محتويات:

التمنودونتوصور، زاحف بحري عملاق، محور اكتشاف حفرية نادرة تكشف عن قدراته الفريدة في الصيد في الظلام قبل 183 مليون سنة. الدراسة المنشورة في مجلة ‘نيتشر’ تقدم أدلة على تكيفات مدهشة مكنته من الحركة بصمت في أعماق البحار. تميزت الزعنفة بحافة مسننة وهياكل معدنية دقيقة، وعيون عملاقة بحجم كرة القدم. الاكتشاف يمتد ليشمل إمكانية استخدامه كمصدر إلهام لتقليل التلوث الصوتي البحري. التحاليل شملت التصوير بأشعة السينكروترون والتحليل الطيفي بالأشعة تحت الحمراء والنمذجة الحاسوبية.

ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل

في اكتشاف مذهل يسلط الضوء على أسرار عصور ما قبل التاريخ كشف فريق بحثي دولي عن حفرية نادرة لزعنفة كائن بحري عملاق يعرف باسم "تمنودونتوصور"، أي الزاحفة قاطعة الأسنان.



ويعد التمنودونتوصور أحد أنواع الإكثيوصورات (زواحف بحرية من العصر الطباشيري تشبه الدلافين) التي عاشت قبل نحو 183 مليون عام، وأظهرت هذه المفترسات البحرية قدرات صيد صامتة شبيهة بتلك التي تتمتع بها طيور البوم في الظلام.

وتقدم الدراسة -التي نشرت يوم 16 يوليو/تموز الجاري في مجلة "نيتشر" وشارك فيها علماء من تخصصات متعددة شملت علم الحفريات والهندسة والفيزياء وعلوم الأحياء- أدلة غير مسبوقة على تكيفات مدهشة لدى هذا الزاحف البحري القديم مكنته من الحركة بصمت في أعماق البحر أو خلال ساعات الليل، مما يشير إلى إستراتيجية صيد معقدة كانت تضمن له تفوقا قاتلا على فرائسه في بيئة منخفضة الإضاءة.

قصة تطور غير مسبوقة

ويوضح المؤلف الرئيسي للدراسة يوهان ليندغرين المحاضر في البيولوجيا الجزيئية لما قبل التاريخ بجامعة لوند في السويد أن التحاليل أظهرت أن شكل الزعنفة أشبه بجناح، مع غياب العظام من الطرف النهائي وحافة خلفية مسننة على نحو واضح.

ويوضح ليندغرين في تصريحات نت أن هذه الصفات كلها تشير إلى أن الحيوان طوّر وسائل لتقليل الضجيج الناتج عن السباحة بشكل شبيه بالبوم الذي تطورت ريشاته ليصطاد بهدوء تام ليلا.

"لم نشهد مثل هذه التكيفات المعقدة في أي حيوان بحري من قبل" كما أوضح ليندغرين، ويضيف أن هذا الاكتشاف الفريد يعود إلى جامع حفريات ألماني يدعى جورج جولتز الذي عثر صدفة على الزعنفة الأحفورية أثناء تنقيبه عن الحفريات في موقع مؤقت بمحاذاة طريق في بلدة دوتيرنهاوزن بألمانيا، وتبين لاحقا أنها تمثل زعنفة أمامية شبه كاملة تتضمن الجانبين الداخلي والخارجي، مما سمح للفريق بتحليل تفاصيلها الدقيقة.

ويقول ليندغرين "المثير في هذه الزعنفة أنها احتفظت بأنسجة رخوة متحجرة، وهو أمر نادر للغاية، خاصة عند الكائنات البحرية العملاقة، ففي السابق اقتصرت بقايا الأنسجة الرخوة على أنواع صغيرة من الإكثيوصورات لا يتجاوز حجمها حجم الدلافين، أما في هذا الاكتشاف فقد تم توثيق أول نسيج رخوي محفوظ لكائن بحري يزيد طوله على 10 أمتار".

من أعماق التاريخ إلى مستقبل البحار

تتميز الزعنفة الخاصة بهذا الكائن بحافتها الخلفية المسننة التي تحتوي على هياكل معدنية دقيقة شبيهة بالعصيات الغضروفية، ولم يسبق رؤيتها في أي كائن حي أو منقرض، وفقا للدراسة.

ويشير المؤلفون إلى أن هذا النوع من الإكثيوصورات امتلك عيونا عملاقة بحجم كرة القدم، وهي الأكبر بين الفقاريات المعروفة، مما يعزز الفرضية القائلة إنه كان يتغذى في بيئات مظلمة، سواء في أعماق البحر أو خلال الليل.

الجانب الأكثر إلهاما في الدراسة لا يقتصر فقط على الجوانب التطورية، بل يمتد ليشمل الحاضر والمستقبل، فالصمت الذي تميز به هذا الزاحف قد يحمل دروسا للبشرية في تقليل التلوث الصوتي البحري الناتج عن أنشطة السفن والسونارات العسكرية والمسح الزلزالي ومزارع الرياح البحرية، بحسب الباحث.

ويوضح المؤلف الرئيسي للدراسة أن الفريق البحثي استعان بمجموعة من الأساليب المتطورة لدراسة العينة شملت التصوير بأشعة السينكروترون والتحليل الطيفي بالأشعة تحت الحمراء والنمذجة الحاسوبية لديناميكيات السوائل، بالإضافة إلى تحاليل جزيئية دقيقة.

ويقول ليندغرين إن "القدرة على إعادة بناء قدرات التخفي لدى حيوان منقرض بهذه الدقة أمر رائع بحد ذاته، لكن ما يضاعف أهمية هذا الاكتشاف هو إمكانية استخدامه كمصدر إلهام لتقنيات تساعد في تقليل التأثيرات السلبية للضوضاء البشرية على الحياة البحرية الحديثة".

تحليل وتفاصيل إضافية

يكشف هذا الاكتشاف عن تفاصيل مثيرة حول التمنودونتوصور، الزاحف البحري الذي عاش في العصر الطباشيري. قدرته على الصيد في الظلام، بفضل تكيفات فريدة في الزعنفة والعينين، تظهر تطوراً معقداً لم نشهده من قبل في الحيوانات البحرية. الأهمية لا تقتصر على فهم الماضي، بل تمتد إلى الحاضر والمستقبل، حيث يمكن الاستفادة من هذه التكيفات لتقليل التلوث الضوضائي في المحيطات. استخدام تقنيات متطورة في الدراسة يبرز أهمية البحث العلمي متعدد التخصصات في كشف أسرار الكائنات المنقرضة. اكتشاف الأنسجة الرخوة المحفوظة يمثل إضافة قيمة لفهم بيولوجيا هذه الكائنات العملاقة.

أسئلة شائعة حول التمنودونتوصور

ما هو التمنودونتوصور؟
التمنودونتوصور هو زاحف بحري عملاق من نوع الإكثيوصورات، عاش قبل حوالي 183 مليون سنة، ويتميز بقدرته على الصيد في الظلام.
ما الذي يميز زعنفة التمنودونتوصور؟
تتميز زعنفة التمنودونتوصور بحافتها الخلفية المسننة التي تحتوي على هياكل معدنية دقيقة، مما ساعده على الحركة بصمت في الماء.
ما حجم عيون التمنودونتوصور؟
كانت عيون التمنودونتوصور عملاقة بحجم كرة القدم، وهي الأكبر بين الفقاريات المعروفة، مما يعزز فرضية صيده في البيئات المظلمة.
ما هي أهمية هذا الاكتشاف؟
تكمن أهمية الاكتشاف في فهم تطور الكائنات البحرية القديمة، وإمكانية استخدامه كمصدر إلهام لتقليل التلوث الصوتي البحري.
ما هي التقنيات المستخدمة في الدراسة؟
استخدمت الدراسة تقنيات متطورة مثل التصوير بأشعة السينكروترون، والتحليل الطيفي بالأشعة تحت الحمراء، والنمذجة الحاسوبية لديناميكيات السوائل.
من الذي اكتشف حفرية التمنودونتوصور؟
اكتشف الحفرية جامع حفريات ألماني يدعى جورج جولتز أثناء تنقيبه عن الحفريات في بلدة دوتيرنهاوزن بألمانيا.

تابع صوت الغد على مواقع التواصل الاجتماعي : نبض | فيسبوك | تيك توك | إنستغرام | واتساب | تويتر × | تيلغرام